كان يعيش في أحدى الغابات أرنب صغير، يحب المغامرة واستكشاف المجهول ومعرفة
الأسرار، وكان الأرنب على علاقة جيدة بالسلحفاة والديك، وفي أحد الأيام كان الأرنب
يتجول في الغابة فوجد السلحفاة تجلس على شاطىء النهر، فذهب اليها مبتسماً وقال
لها: يا صديقتي لقد رأيت اليوم شيئاً عجيباً لم أشاهده من قبل فتعجبت السلحفاة
قائله: وماذا رأيت؟ فأشار الأرنب الى أحد الأشجار، وقال لها: هناك أسفل تلك
الشجرة، يوجد حجر وتحته نفق مظلم ليس له نهاية، فخفت ورجعت فما رأيك أن تأتي
معي داخل هذا النفق لنكتشف سوياً ما يوجد بداخله؟
– وافقت السلحفاة على الذهاب مع الأرنب، وعندما كانوا متجهين نحو النفق مروا على
الديك وعرضوا عليه الأمر فوافق أن يذهب معهم، وعندما وصل الثلاثة إلى النفق تقدم
الأرنب وسار خلفه الديك والسلحفاة كانت في الخلف، ومشوا داخل سرداب طويل حتى
شعروا بالضيق والاضطراب وفجأة انحدر بهم السرداب إلى الأسفل فسقطوا جميعاً فوق بعضهم.
– قاموا من الأرض فوجدوا عالم غريب داخل ساحة ممتلئة بالعشب وخالية تماماً من
الناس أو الطيور أو الحيوانات، فجلس الثلاثة أصدقاء تحت أحد الأشجار
قالت السلحفاة: يبدو أننا وصلنا إلى عالم مهجور بالفعل لم يكتشفه أحد قبلنا.قال
الأرنب بعد لحظات كان صامتاً فيها: ما رأيكم أن نبقى هنا
قالت السلحفاة: أوافقك الرأي وسوف أحضر أسرتي لنعيش هنا سوياًقال الديك: وأنا
أيضا سأحضر أسرتي معي وأعيش معكم شعر الثلاثة بالسعادة تجاه العالم المثالي
الجديد الذي سيعيشون به وهو العالم الذي يخلو من القتل والاعتداء والتلوث.
– اتفق ثلاثتهم على وضع قائمة بالطيور والحيوانات التي يرغبون في احضارها للعيش
معهم فقرروا أن يبقى الديك، ويصعد الارنب والسلحفاة إلى الأعلى لإحضار الحيوانات
من الغابة والتي كانت تشكو في ذلك الوقت من قلة الطعام، فوافق بعضهم على
النزول والتجربة، بينما خاف الآخرين من تغيير حياتهم فرفضوا النزول.
– تمنت مجموعة أخرى النزول والعيش في ذلك العالم الجديد المليء بالسلام والهدوء
والغذاء الوفير، ولكن كبر سنها وضخامة حجمها منعها من تحقيق هذه الأمنية، فكر
الأرنب والسلحفاة في حل لهذه الأزمة لمساعدة تلك الحيوانات في النزول معهم، فلم
يجدوا سوى فكرة احضار الطعام من هذا العالم الجديد كل يوم والصعود به إلى تلك
الحيوانات الكثيرة.قالت السلحفاة للأرنب: يا صديقي إن أغلب أفراد اسرتي وعشيرتي من الضعفاء كبار
السن الذين لا يمكنهم المشي تلك المسافات الطويلة التي مشيناها، لذلك قررت أن
أحمل بعض الغذاء الجيد لهم كل يوم.
قال الأرنب: لا تفعلي فهذا الأمر شاق عليكقالت السلحفاة: ولكن لن استريح وأنا
أعيش في رغد من الطعام والشراب وأهلي جائعين فالمحظوظين يجب ألا ينسوا غيرهم
ولا أحد يضمن تقلب الأيام قد أصبح في يوماً ما مثلهم فأتمنى وقتها أن يساعدني أحد