فصل تاسع عشر (19)

13.7K 279 3
                                    

كانت ياسمين نائمة على السرير بينما ادم يمشي في الغرفة ذهابًا وايابا عقله يتخبط في كل مكان ، اخر كلمات اخته قبل ان تفقد وعيها دمرت قلبه ...شعر ان الهواء الغرفة لايسعه جلس على الارض ضم ركبتيه على صدره يحاول ان يتحكم في تلك الدموع عالقة بين عينيه حدق في اخته ورأسه يكاد ان ينفجر من هول صدمة بعد عدة دقائق دخل محمود الغرفة فرأى ادم في تلك الحالة اسرع اليه وجلس بجانبه نظر اليه فعلم ماكان يخاف منه صمت قليلا ووضع يديه على كتف آدم قائلًا :
-ادم انت كويس
نظر اليه ادم وقد تمردت دمعاته فنزلت بغزارة:
-قمر بريئة يا محمود ق...قمر معملتش حاجة حاتم هو سبب في كل ده انا....انا ظلمتها ظلمت بنت وكنت سبب في موت اخوها
وضع ادم يده على مكان الجرح ليشعر بشيء لزج
اجابه محمود:
-اهدأ يا ادم الاهم عرفنا مين دلوقتي وهندور على قمر وهنلقيها
رد ادم بألم:
-هقولها ايه ها...اطلب منها سماح انا عارف الاعتذار مش هيمحي كل العذاب يلي عيشتها وكل جرح ....انا دمرت حياة وحدة بريئة وطعنت شرفها هي بتكرهني ...انا....
شعر بالألم فظيع في صدره فأغمض عينه لتجاهل ذلك شعور بذنب نهض ليخرج من الغرفة فقد كان اختناق قد احاطه من كل الجهات توقف لبرهة ليتحسس في ذلك جرح فشعر بدماء تغزو ثوبه اسرع محمود اليه ليجده يتكور من الالم فقال له في قلق :
-ادم انت كويس ،....انت بتنزف؟ تعال نروح مستشفى دلوقتي
نظر اليه ادم ليقول بصوت قد جعل محمود يحزن من اجله
-انا ضيعتها...ض...ضيعت قمري حبيبتي راحت انااا قتلتها بإيدي اناااا....
ليتقلص وجه ادم بألم انحى بجسده ليتركه يتهاوى فقد شعر بالمكان يتحول لسواد ليسقط على الارض وكانت اخر كلمة سمعها من صديقه محمود ادم ادم
***************
في حي من الاحياء ثرية كانت جودي جالسة على الاريكة وفي يدها مجلة الموضى عندما قالت احد صديقاتها وهي تضع قطعة حلوة في فمها:
-انتو شفتو اخر اخبار يا بنات ادم شاهين في المستشفى ومحدش عارف ليه وكل صحافة ممنوعة تصور اي حاجة
لترد اخرى وهي تلعب بشعرها الاشقر المزيف:
-طبعا وهو مين قادر يرفض كلمة ادم شاهين بس يابنات انا سمعت انه في حد قوصه ولا ده كانت معاه بنت ....تفترضو كانت مين
لتنظر الى جودي وتكمل بنبرة مستفزة:
-ايه ياجودي مش قلتي انك كنتي معاه ع ساحل صراحة فكرتك انتي
نفخت جودي بسخط ف رمت مجلة فوق طاولة لتشعل سيجارة
اجابت :
-في ايه يا بنات انتو جايين تغيرو الجو ولا تنكدو عليا.....ماشي عشان فضولكم يخلص اه انا كنت معاه في ساحل بس لما قالي انه راجع قاهرة رجعت قبله عشان اعمله مفاجاة بس للأسف بسبب يلي حصله معملتش حاجة
لترد اخرى :
-طب انتي مروحتيش مستشفى تشوفيه ليه
اجابتها جودي:
-عشان خرج من مستشفى اليوم يلي كنت ناوية ازوره
ساد الصمت بين البنات بسبب تصرفات جودي لم ينتبهوا كم كانت قلقة بسبب فشل خطتها فقد كانت تريد موت لقمر لكن خطتها انقلبت فكانت ترتعش من الخوف ان علم ادم فهذا يعني موتها فهي تعلم جيدا وجه اخر لأدم
*********************
كانت قمر جالسة على الشرفة في بيت سارة كان اليوم مشمس قليلا وسحاب بدأ يغطي كل شيء جميل في سماء ليجعل منها ورقة بيضاء كان شارع لايخلو من ناس كانت تراقبهم بصمت فقد كانت هذه العادة تحبها ترى هذا يمشي مع زوجته وهو يحضن كف يدها وتلك العجوز التي تمشي ببطء وهي تتكيء على العصا كأنها تتمسك بعمرها فوقعت عينيها على امرأة شابة تجر عربة الاطفال وفي داخلها رضيعة تلوح بيدها صغيرة الى الاعلى فتوقفت الام لتمسك بأصابعها وتهديها علبة وردية لتكمل طريقها فشعرت قمر بتلك دموع ساخنة على خدها لتضع يديها على بطنها  وتهمس بصوت مجروح:
-انا اعمل ايه ياربي كل حاجة ضاعت مني مفيش حاجة مخلياني اعيش غيرك انا ساعات بفكر في ابوك بس يلي عمله فيا مش مخليني انام انا مش عارفة ازاي حبيتوا انا...حبيته جدا بس الواقع اشد بؤسًا انا لازم ابعد لو عرف اني حامل مش هيقبل انا عارفة عشان كده لازم ابعد وعيش حياة تانية
كانت قمر ماتزال تكلم نفسها عندما دخلت سارة الى الغرفة اقتربت منها لتعانقها من خلق قايلة بحماس:
-ابشري ياقلبي.....بكرا حتروحي المزرعة تبلشي شغلك بس صراحة هتوحشيتي دنا لسه مشبعتش منك
لتجيب قمر :
-وانتي هتوحشيتي اوي ...بس اوعدك في اجازة هاجي ازورك
ردت سارة:
-طبعا..هو انتي لسه بتفكري
جلست سارة امام قمر لتمسك بيدها قائلة:
-انتي لازم ترمي الماضي ده وراكي ربنا بحبك وبعتلك شغل ده انتي لازم دلوقتي تعيشي عشانك وعشان البيبي خليكي قوية وربنا هيوقف معاكي ماشي؟
عانقتها قمر مجيبة بصوت باكي:
-ماشي يا قلبي ...يارب بس
وقفت سارة لتقول لها بحماس:
-يلا بينا عشان ماما عاملة الاكلة يلي انتي نفسك فيها وبعد الاكل هنروح سوق عشان نجيب شوية ملابس للشغل
اجابت قمر بخجل :
-بس انا ....
قاطعتها سارة وهي تتجه بها الى طاولة طعام:
-مفيش بس ......احسبيهم دين عليكي ماشي
*********************
في ملهى الراقي كان حاتم جالس يحتسي المشروب وامامه فتاة ترقص بطريقة خليعة ليمسك بأوراق نقدية ويرميها عليها وهو يقهقه محتفلًا .....فقد كان يظن ان ادم شاهين قد ذهب بدون رجعة ليأتي رجل وهو ينظر يمينًا ويسارًا كأنه هارب من شيءٍ ما اقترب من طاولة  ليجلس بجانبه نظر اليه حاتم ففهم من نظراته ان الامر مهم ليطرد تلك الراقصة
مسك بسيجارته كوبية المعتادة ليشعلها قائلة وعينيه على فتاة اخرى ترقص بثوب لا يغطي من جسدها شيء:
-في ايه تاني جاي هنا ليه مش قلتلك تختفي
وضع رجل يده على دقنه يتحسس لحيته الكثيفة ليقول بنبرة قلق:
-يا بيه انا رحت أتأكد من موت ادم شاهين بس للأسف م.....
قاطعه حاتم بغضب :
-للأسف ايه....متنطق
اكمل رجل بخوف:
-ادم لسه عايش
ضرب حاتم يده على طاولة قائلة والغضب يتطاير من عينيه :
-عايش ازاي مش قلتلي هو مات ......هو لسه عايش ازااااي
ليجيب رجل :
-لحقوه لما راح مستشفى وطلع منها بارح
رد حاتم وهو يدخن بشراسة :
-واد ده عنده تسع ارواح يعني ولا ايه لا كده كل خططي هتبوظ انا لازم  احط خطة ميطلعش منها سالم لازم ....
ليقاطعه رجل بصوت هامس وهو يقترب منه :
-في حاجة تانية يا بيه زي ما أمرتني انا كنت حاطط حد جوى مصحة ويوم جالي خبر انه راح زار اخته واخته فاقت وبتتكلم يعني مش بعيد تقلوا كل حاجة ....
ليقف حاتم ممسكاً بياقة رجل صارخًا في وجهه:
-وانتو شغلتكم ايه ....مش قلت مش عايز اخته تفيق ادم لو عرف كل حاجة مش هيسبني فاهم مش هيسبني لحتى يموتني
جلس ليحتسي ماتبقى في الكأس مكملًا:
-انا لازم انهي موضوع ده وقريب ......لازم اخلص عليه هو واخته همحي اسم شاهين من على وش الارض ....هنشوف يا ادم بيه
***********************
في صباح باكر كانت خطوط اشعة الشمس ترقص في وجه ادم وهو مستلقي على سريره في قصره ضخم فتح عينيه اخر شيء كان يتذكره سقوطه شعر بضعف في قلبه كان ألم جرحه لايغطي مافي داخله ازاح المحلول من على ذراعه نهض وهو يشعر بالوهن في جسمه اتجه ببطىء نحو غرفة قمر ليجلس على سريرها مسك بوسادتها ليضع رأسه عليها كانت رائحة جريمته ممزوجة برائحتها ليغرق بوجهه داخل وسادة ليستنشق عبيرها ....ليهمس بصوت يملئه ذنب:
-سامحيني ياقمر ....سامحيني على كل حاجة عملتها فيكي انا عارف انك مش هتغفري عارف انك كرهتيني بس هلاقيكي وهعودك على كل حاجة عملتها هنسيكي ونا عارف نسيان صعب بس انتي ملكي انا.....ياقمري
خرج من الغرفة بخطوات ثقيلة متجهًا نحو الاسفل شعر بالقصر مظلم وموحش بدونها ترك القصر وركب سيارته متجهًا نحو شركته ليشغل باله وليبدأ ببحث عن قمر ......
دخل الى شركته وكل الموظفين يلقون تحية عليه اتجه نحو غرفة مكتبه جلس وعقله لايفكر بشيء غير قمر بعد عدة دقايق دخل محمود ليقول له بدهشة:
-انت بتعمل هنا ايه مش دكتور قالك لازم ترتاح
اجاب ادم من دون نظر اليه :
-انا هرتاح لما لاقي قمر يامحمود لازم ادور عليها ....انا هموت وعرف هي فين هي ملهاش حد هتكون راحت فين
اقترب منه محمود ليجلس امامه مجيبا:
-لازم تخف اول وتنتبه على صحتك جرحك لسه جديد وبعدين ندور عليه  وهتلاقيها انشالله
اكمل ادم وهو يحدق في الاوراق بفراغ فوق مكتبه :
-لقيت حاتم ولا لسه الكلب ده لازم يدفع ثمن كل حاجة عملها
اجابه محمود :
-بعت رجالة مختصين يدورو عليه في اماكن معينة مسألة وقت وهيكون في ايدك
لينظر اليه ادم بغضب:
-بسرعة يامحمود فاهم حاتم الكلب ده هموته بإديا
**********************
-يلا ياقمر عشان متتأخريش
كانت قمر تضع ملابسها في الحقيبة ارتدت بنطلون جينز بلون رمادي و قميص صوفي ابيض وضعت حجاب على رأسها لتخفي نفسها مسكت بحقيبتها وتوجهت نحو الباب كانت سارة ووالدتها ينتظرونها عانقتها سارة وهي تبكي قائلة:
-هتوحشيتي اوي يا قمر خلي بالك من نفسك وابقي تكلميني خدي ده
وضعت هاتف في يدها لتقول لها قمر:
-ليه ياسارة كنت هتشريه اول ما اخد شهريني
اجابت والدة سارة :
-كده هنقلق عليكي يابنتي خليه معاكي عشان نطمن عليكي
لتجيب قمر باكية:
-انا مش عارفة اشكركم ازاي وقفتكم معايا دي مش هنساها طول عمري
لتعانقها سارة مجيبة:
-هما صحاب ليه مش عشان الضيقة ياقمر كل يلي يهم انك تكوني بخير يلا تاكسي تحت بيستناكي هيوصلك لحد المزرعة
عانقتهم قمر بدموع لتودعهم و
ركبت سيارة الاجرة متجهة الى المزرعة متوعدة انها ستعيش لنفسها وطفلها قادم ستضع ادم شاهين والماضي ورائها ستكون اقوى واشرس من ان تتحطم مرة اخرى ستتحول الى امرأة مسؤولة عن نفسها ولن تجعل اي احد يحطمها كما فعل ادم شاهين

***************
يــتـبـع

رأيكم في تعاليق ياحبايبي ولاتنسو متابعتي
هبقى انشر اكثر ومش هتأخر عليكم
شكرا لكل روح مرت من هنا ❤️💜❤️🧡💜💜💜

احببت مختطفي
بقلمي:ايمان ساحلي

احببت مختطفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن