جَاءَ مَالِكُ المَقهىٰ عَلىٰ عَجلٍ لِيَرى ما المُشكِلة..
يَبدو شابّاً عِشرينيَّاً .. بَدَت قامَتُهُ قَصيرةً نِسبةً لِذاكَ الطَّويلِ .. بعَينينِ ضيِّقتَينِ ناعِسَتَينِ ..
أشقَرُ الشَّعرِ بِدَرَجةٍ كبيرَةٍ..
قَميصٌ حالِكٌ غَلَّفَ صَدرَهُ العريض ..
بِنطالٌ ضَيِّقٌ بِذاتِ اللَّونِ .. و حِذاءٌ كلاسيكيٌّ ذو كَعبٍ .. أسوَدٌ أيضاً
و طَبعاً لن نَنسى ساعَتهُ الرُّولِكس الثّمينةَ
' فاتِن '
فَكَّرَت هي
و انا :)" ما الذي يَحدثُ هُنا "
نطقَ بِبَحَّة صوتهِ
" س- سيِّد يونغي .. ل- لقد طَلبَ السِّيدانِ هنا طَلبَينِ مُتشابِهَين .. و ق- قد أخطَأتُ في تَسليمِهما "
قالَت العَامِلةُ بِتَوتُّر و هي تَعبَثُ بأظافِرِها" نَعَم أيِّها السَّيِّد .. لقد طَلَبتُ بُرتقالاً و الآنِسة هنا أنَاناساً و لكن تَسَلَّمناهُما بِالعكس! "
نَطَقَ الطَّويلُ بَعدَ أن تخصَّرَ بوَقفِتهِ ..' تِلكَ الوَقفة...
كَخاصَّةِ الحَوامل .. كَأختي البَلهاء 'قَفَزت تِلكَ الفِكرَةُ في ذِهنِها .. لتَزمَّ شَفَتَيها كَخطٍّ في مُحاوَلَةٍ فَاشِلةٍ لِكَبتِ ضِحكَتها العالِية..
" هل مِن خَطبٍ يا آنِسَة؟ "
قالَ ذلِكَ 'الفاتِن' مُوجِّهاً حِوارَهُ لها .. رافِعاً أحَدَ حاجِبَيهِ باستِنكارٍ...و نعم.. كانَت تَضحَكُ علىٰ وَقفَةِ الطَّويلِ مُمتَلِئِ الشَّفَتَينِ.. لكنَّ عَيناها مُصَوَّبةٌ علىٰ ناصعِ البَشرَة..
تَوتَّرَت و شَعرَت بِخَدَّيها يُقيمانِ حَفلَ شِواءٍ ..
" ل- لا لا سيِّدي أعتَذر .. فَ- فَقط تَذكَّرتُ شَيئاً "
قالَت وحَرَّكَت رأسَها يَساراً
و يَميناً تَزامناً مع تَحريكِ يَديها بعَشوائيِّةٍ في الهَواء بِمُحاوَلةٍ فَاشِلةٍ أُخرىٰ لتَصحيحِ مَوقِفها الأحمق ..تَجاهَلها و أدارَ مُقلَتيهِ ناحيَةَ عَريضِ المِنكَبَينِ الشَّارِدِ .. والَّذي يبدو كَأنَّهُ لا يُقرِضُ ما يَحدُثُ بمُحيطِهِ من بالِهِ فَلساً.. فَقد كانَ غارِقاً بالتَّفكيرِ فيمَ إذا كَانَ البُرتُقالُ ألذ أم الأنَاناس..
تَنَهَّدَ الشَّاحِبُ بِعُمقٍ و تحَمحَمَ ليَنتبهِ الأطولُ لهُ أخيراً..
و بَعدَ نِقاشٍ طَويلٍ مَليءٍ بتَنَهُّداتِ يونغي و انفِعالات سوكجين اللّامُبَررة و تَحَرُّشات إيميليا بيونغي في مُخَيِّلَتِها ..
اقتَرَحَ ثَعلَبِيُّ العَينَين أن يأخُذَ كُلٌّ مِنهُما فَطيرَةً جَديدةً مَجاناً و صلَّىٰ بِداخِلهِ أن يَرضَيا..
فَقد ضاقَ ذَرعاً منهما..
سَيفعلُ أيَّ شيءٍ في سَبيلِ عَودتِهِ لإكمالِ قَيلولَتهِ عَلىٰ مَكتَبهِوَ بالفِعلِ قَبِلا بعَرضهِ المُغري ذاك .. و خَرجَ كُلٌّ منهما راضِياً
بَعدَ رَحيلها و هو.. كادَ الأشقرُ يَسجُدُ حمداً لِلربِّ .. ثمَّ عادَ لإكمالِ قيلولَتهِ أخيراً
.
.
.
أنت تقرأ
فَطيرَةُ الأنانَاس | K.JN
Short Storyكَيفَ لِفَطيرةِ أنانَاس أن تَكونَ سَبَباً لِلقائِنا ! كِيم سُوك جين بَارك إيمِيليا - - - بدأت : 22 4 2021 انتهت : 00 00 0000