الفصل السابع

20 4 3
                                    

بينما الجميع في تفكراتهم و خواطرهم كنت أحاول جاهدًا أن أتخطى سجني بمحاولتي تنفيذ ما طلبته مني سيلفا .. طلبوا مني أن أرسم صورة لشخص

أعطتني سيلفا الأقلام و الألوان و الفرش و أخذت تشرح لي هي و السيدة الصغيرة بسنت مدرسة الرسم كانت شابة قصيرة للغاية لكنها في سن الخامسة والعشرين .. كانت موهوبة أخذت تحاول معي جاهدة أن أستخرج موهبة الرسم الكامنة داخلي لكنها لم تكن موجودة من الأساس .. حتى بعد أن غادرت ظللت أحاول أن أجعل من رسمتي مطابقة لرسمتها لكنني لم أنجح و لم أقترب حتى من النجاح .. لم تكن تلك موهبتي و ظننت أنني غير موهوب في أي شيء .. لقد كنت مجرد خطأ في هذا الكون .. شيئًا هامشيًا بلا قيمة .. شيء يمكن تركه ينتهي بدون التفكير للحظة في إنقاذه لكن سيلفا فكرت في إنقاذي ولا أعلم لماذا ؟ لماذا تحاول إنقاذ شيء بلا قيمة و بلا فائدة لهذا العالم و ظللت أنتظر قدومها لأسألها هذا السؤال ..

في السجن الحضرة لازال طارق لا يتكلم مع أحد لازال صامتًا هادئًا يفكر و رأسه يكتظ بالأفكار ..

اقترب ميعاد جلسته

تذكر زيارة فؤاد الأخيرة له و تذكر كلماته له .. بحث فؤاد بين سجلات الشرطة عن أي إرهابي أو مجرم يدعى عدنان.. حصل على اسم شخص إرهابي حاول تفجير ملهى ليلي الإرهابي عدنان شاكوش..

لم يكن هو عدنان الذي أخبر عنه طارق لكنه إرهابي هذا الشخص كانت له صلة بخلية إرهابية و تم الحكم عليه بالإعدام .. أراد فؤاد من طارق أن يشهد أن ذلك الشخص هو من استغله وهدده ليقوم بذلك و أنه عندما حصل على التفجرات بدلها بأخرى فاسدة حتى ينقذ الملجأ و بذلك يصبح البطل الذي أنقذ الملجأ بدل كونه الإرهابي الذي حاول تفجير اليتامى .. كما أن هذا الشخص هو محكوم عليه بالإعدام فلن يغير الحكم شيئًا .. هو ميت في الأساس.....

لم يتعرف طارق إلى صورة المجرم لأنه ليس عدنان الذي قابله و الذي تحادث معه على الانترنت .. هو شخص آخر ..

تعجب فؤاد من ردود أفعاله " هل أنت مجنون .. بالطبع ليس هو عدنان الذي قابلته .. أتتخيل أن أجده بعينه .. إنها فرصة نحن محظوظين بتوفرها و علينا إغتنامها .. هكذا تخرج خلف السجن "

طارق " باستغلال رجل ميت .. ألا توجد طريقة أخرى ؟! "

فؤاد " لا توجد و عليك الإلتزام بكل ما أخبرتك به .. لا تحيد عنه "

لكن طارق في فترة السجن تعرف إلى شيء لطالما تجاهل وجوده .. تعرف إلى القدر و منشئ القدر .. مصممه

إذا كان كل شيء عشوائيًا هائمًا بلا مصمم .. كيف يصبح اللاشيء شيئًا في الأساس

لقد كان كل شيء مقدر .. ليتساءل الآن في نفسه السؤال الأزلي الذي تساءله الجميع قاطبة .. كيف بدأ الخلق .. ولماذا بدأ الخلق

لماذا حدث كل هذا مع طارق و ما الهدف من حياته .. هل الهدف من وجوده في الحياة أن ينفجر مع نانسي في مشهد درامي فيصبح بلاقيمة كألعاب نارية تتحول إلى رماد يذهب مع الريح و صوت ينتهي في لحظات من إنطلاقها ..

أم أن الحياة لها رسالة مخصصة لكل إنسان .. وتلك الأجساد البشرية ليست آلات من لحم تتفنى و تصبح تراب بلاقيمة ..

لم تنتهي روح ابنته ولا روح زوجته .. لا تنتهي أي روح البتة .. لابد للأرواح من ملتقى .. لابد من وجود الجنة والنار .. النعيم و العذاب .. لابد من وجود القوى العظمى الخارقة للطبيعة .. القوى التي حاكت كل هذا

القوى التي بثت فينا القيم العليا و الأخلاق الكريمة

رغم أنه كان يعلم يقينًا أن عدنان شخص ضال للطريق إلا أنه كان يؤمن بأساسيات لطالما شغلت دماغ طارق قديمًا .. تلك التساؤلات التي يسألها الجميع .. لابد أن تمر بالإنسان تلك الفترة ليسال تلك الأسئلة ..

قد تتجاهلها قد ترفضها .. لكن الإجابة المنطقية لها كلها هي أن الكون له خالق .. يضع الأرواح في خلقه و يجمعها عندما يموتوا .. وروح رحمة لدى الخالق

لابد من وجود الخالق .. قادر ويمتلك كل القوى و صفات الكمال

انتقامه من نانسي لن يعيد له رحمة ابنته ولا مريم زوجته ..

إذًا ما قيمة إنتقامه من نانسي ..

كيف سيكذب ليخرج من سجنه ويلصق التهمة بآخر ميت .. أين الشرف في ذلك

كيف يلصق فعلته بشخص آخر ولا يحاسب عليها

كلها استفهامات إكتظ بها عقله المسكين و قرر أن يصدق في إيمانه و ألا يقول سوى الحقيقة

فاصولياء فاسدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن