أندروس:بعد أن أسرعت أرندا تنزل الدرج للوصول إلى الصالة، لحقتها لمعرفة كل ما يجرى في الأسفل، لكن ما إن دخلت حتى توقفت لتنظر إلى السيدة التي تجلس في أخر طرف من الصالة... كانت الجالسة تبدو في أواخر عقدها الرابع، ذات ملامح تقارب لأرندا غير أن عينيها الباكيتان تظهران بلون الأخضر، كان شعرها القصير ذو البني الفاتح متموج بخفة و جعلت طرفه الأيمن خلف أذنها، ما إن لمحتْ السيدة التي تبين لي أنها والدة أرندا دخولنا حتى وقفت بسرعة ليظهر قوامها الرشيق و الطويل بفستان بني طويل الأكمام يصل لتحت ركبتيها و حذاء ذو كعب عالي مناسب لسنها.
لم تكن ردت فعل أرندا مماثلت لما تخيلته عند مقابلتها لوالدتها كالجري لعناقها أو بكائها بل بقيت واقفة تحدق بها وبعدها بثواني رأيتها تفقد توازها، أسرعت إليها أحتضنها قبل أن تسقط، لكن ما أن أمسكتها كانت فقدت وعيها بين يداي.
أسرعت والدة أرندا إلينا ثم إنحنت لإبنتها وهي تردف بقلق :" يا إلاهي صغيرتي، ما الذي جرى لها؟" أسرعت أطمئنها أقول:" لا تقلقي سيدتي، يبدو أنها إنصدمت فقط، فهي لم تتوقع قدومك" أومأت وهي لا تزال تذرف الدموع، ثم بدأت تمسح على وجه أرندا و هي تتمتم بعض الكلمات بالإسبانية.
عند إنتهائها تكلمتُ بهدوء و إحترام إليها:" عذرا سيدتي، سأخذ أرندا لغرفتها كي ترتاح إن لم يكن هناك أي إزعاج لك؟" نضفت حلقها ثم أخرجت كلماتها بصعوبة قائلة:" لا يوجد أي إزعاج، يمكنك أن تأخذها لتنال قسطا من الراحة" إبتسمت لها ثم حملت أرندا و توجهت بها لغرفتها، وضعتها في سريرها ثم دثرتها جيدا و أخيرا قبلة جبينها وتوجهت للأسفل أين تتواجد أم أرندا.
بدأت أنزل السلم و بدأ التوتر يتسلل إلي رويدا رويدا كون أنني الأن سأتكلم مع والدة الفتاة التي أحبها، و رغم أنني تحدثت معها منذ دقائق إلا أننا تكلمنا بإختصار، لكن الأن قد أضطر لقول أشياء عن نفسي إن كانت ستسألني.
إذا كان لقائي الأن مع والدة أرندا و أنا لست مغرم بها لكان لقاءنا سيكون بسيط،لكنني عكس ذلك لذلك يجب علي أن أدرس كل كلمة قبل أن أخرجها من فمي فقد تحتسب علي في المستقبل .
نزلت من الدرج ثم أكملت سيري نحو الصالة، لأجد والدة أرندا جالسة في مكانها السابق، إتجهت للجلوس معها و إتخذت مكان مقابل لها، و مع جلوسي وصلني صوت الجالست معي وهي تردف:" شكرا لك بني على إهتمامك بأرندا" جلست ثم إبتسمت لها و قلت:" لا بأس سيدتي، إنه شيئ بسيط" ردت لي الإبتسامة لتتبين عيونها الضاحكة ثم قالت:" لابد أنك أندرو! ، أنا والدة أرندا ادعى جايدا" حمحمت ثم أجبتها:" تشرفت بمعرفتك سيدتي ، صحيح أنا أندرو" ردت علي بصوت هادئ و حنون و هي تنظر إلي :"لا داعي للرسميات بيننا يمكنك مناداتي جايدا" أومأت قائلا لها:" حسنا جايدا" ثم إبتسمت بتوتر في الأخير.
أنت تقرأ
أَرَنْدَا
Romance كيف ستعيش أرندا بعد أن قررت الإستقرار في روسيا بدلا من بلدها الإسبانى الذي أخذ منها زوجها، و مالذي ستواجه هناك هل تستطيع العيش كما كانت؟ ام أنها ستعيش أفضل؟ 《لم تكن تعلم ان روسيا ستمنحها الحب و الدفء رغم برودة جوها》