" هنفضل مستنيين كدة كتير؟ "
- اصبري بس يا إيمان زمانه جاي
" ولله شكله هيطلع حرامي و هتاخدي على قفاكي في الأخر "
- و لما هو حرامي اتفق معايا على ميعاد عشان يرجعلي التيلفون ليه!؟
" هتلاقيه لاقيكي بت هبلة فقال يشقطك "
ضحكت: اومال أنا واخداكي معايا ليه؟
" عشان اتحمص و يجلي ارتجاج في المخ من الشمس اللي بتتعامد على دماغي دي "
- هو الجو وحش فعلًا النهاردة
" النهاردة و بكره و بعده و اللي يغيظ إن البهدلة دي كلها و شحططة من بلد لبلد عشان نقابل راجل في الأخر "
- يعني اسيبله التيلفون! كتر خيره إنه لاقاه و هيرجعولي
" ولله أنا مش مرتاحة أصلًا للحوار ده "
داخلين على ساعة إلا ربع دلوقتي و فاعل الخير بتاعها مجاش، بدأت أندم إني جيت معاها بس بردو مكنش ينفع أسيبها تروح لوحدها
- إنتي مريم؟
لفينا للصوت، ما شاء الله ده شاب صغير مش رجل كبير يعني زي ما توقعت أو بالأصح زي ما حاولت تخليني اتوقع عشان أوافق و أجي معاها
ردت عليه: أيوة و حضرتك اللي معاك التيلفون
ابتسم و قالها: أيوة، أسف على التأخير بس حصلت ظروف كدة و..
" حصل خير، فين التيلفون "
بصلي باستغراب، فقولتله: ما هو إحنا مش جايين نسمع قصة حياتك
مريم خبطتني في إيدي و اعتذرتله، البنت رقيقة أوي ما شاء الله، ابتسملها و بدأوا يتكلموا و رني كدة عشان اتأكد الأول، تتأكد ايه يا ابن ال... هو لو مش إحنا هنخرج و نجي هنا في الجو اللي زي الزفت ده ليه!
بصتلي بسرعة و قالت: رني يا إيمان
رنة في دماغك أرن على ايه، أنا بدأت اسيح و دول لسة بيتنحنحوا، كنت لسة هشتم لولا واحد تاني كدة ظهر من العدم و قال: ما تنجز يا عم
-اصبر بس يا أحمد
ده مين أحمد ده كمان بقى، اقسم بالله ما كنت مرتاحة للحوار ده و بعد ما شوفتهم مرتحتش أكتر، أحمد بصلنا أو كان بيطلعلنا بطايق جديدة مش عارفة
" مش يلا بقى يا مريم "
كنت ماسكة لساني بالعافية، بصتلي بكل بجاحة و قالت: اصبري بس يا إيمان
طب ادعي عليها بأيه في عز الضهر كدة، جزيت على سناني و قولت: يلا يا مريم أنا قربت أسيح و..
- ممكن نقعد في كافية قريب من هنا
مين اللي طلب منه يتكلم و مين اللي طلب رأيه و بعدين ايه علاقة استاذ أحمد بالموضوع ده أصلًا
التاني بص لمريم و قالها: أيوة فعلًا، صحيح مخدتش بالي، الجو مش حلو و إنتوا بقالكم مدة واقفين و..
" و عشان كدة عايزين ننجز و نروح، فلوسمحت تدينا التيلفون عشان زي ما إنت قولت الجو حر و بقالنا مدة وافقين فأكيد التيلفون بتاعنا مش غاويين فرهدة إحنا "
- في ايه يا ست إنتي، هو كان حد داسلك على طرف!
" و إنت مالك؟ بتدخل ليه إنت كمان! "
فككم بقى من محمد اللي مكنتش طايقاه من ساعة ما طل علينا و خلونا في البتاع الثقيل اللي معاه ده و اللي بيتكلم من غير إذن كمان و..
مريم بصتلي و قالت: طب خلاص رني يا إيمانة الله يخليكي و نمش..
قاطعها و هو بيضحك و بيبصلي: إيمانة!
الله أما طولك يا روحي و قصرك يا روحه عشان نخلص
عمل فيها جنتل مان و قالها: طب مليني الرقم و هرن أنا..
بصلي بطرف عينه كدة و كمل: أصل الصحاب في أجازة
البني آدم ده كل ما بيتكلم بينرفزني و أنا على أخري أصلًا، جو حر و عرق و شمس كلت دماغي و كمان بني آدم غتت
مريم أديتله الرقم علطول و كأنها ما صدقت، طول عمري عارفة إنها هبلة بس دي أول مرة أشوف الهبل بيتكلم
قربت منه بعصبية: أنا مش فاهمة بتاخد الرقم بصفتك ايه، ما تدونا التيلفون و لا هو ل..
قاطعني بسرعة: ششش بلاعة و اتفتحت و بعدين إنتي محموقة على ايه، هو كان تليفونك!؟
كان بيرن على الرقم فعلًا و أنا بحاول أطبق كل الأساليب الممكنة عشان أهدى و اليوم ده يعدي على خير
التيلفون رن في جيب صاحبه، فطلعه و إداه لمريم، مسكت إيد مريم علطول و تعمدت ابص لأحمد ده و قولت: على فكرة إنت بني آدم قليل الذوق
و ابتسمت ابتسامة رخمة كدة في الأخر و كنت لسة همشي
- بس بني آدم
رد بمنتهي البرود و اللي هو ياكش دمك يتحرق بقى
كنت لسة هقول ما لذ و طاب بس مريم ادخلت و محمد صاحبه ادخل و أنا مش فاهمة هو واقفلي على الكلمة ليه!؟
طلعت تيلفوني و شوفت الساعة، يا خبر أبيض، شديت مريم بعصبية: مش يلا بقى يا مريم و لا هنبات هنا
- إهدي شوية يااا إيمانة
قال أخر كلمة بتريقة و هو بيقرب مني، كان نفسي في طوبة أحدفه بيها في دماغه من كتر الاستفزاز
ضحكوا على طريقته في الكلام، فاتعصبت أكتر: متقوليش يا إيمانة
عمل نفسه مستغرب و قال: مش بتحبي اسمك!
" اسمي إيمان..
كان هيعلق بس كملت بسرعة: مريم بس اللي بتقولي يا إيمانة
- اشمعن؟
" عشان بتحبني "
ابتسم بطريقة من مريحة و قال: و إنتي اللي يحبك يقولك يا إيمانة؟
ياابااي على الغلاسة و تقل الدم، نفخت بعصبية و قولت: مش خدنا التيلفون خلاص
الحلوة اتخضت، استغلت كلامي مع البتاع ده و اندمجت مع صاحبه و شكل الجو لطيف على الأخر، دول شكلهم عصابة بقى، شديتها و مشينا قبل ما الكلام يتطور
تخيل يوم حر و ريق ناشف و شمس ضاربة في نفوخك و مع ذلك مضطر تتناقش مع حمار، كم المجهود اللي بذلته النهاردة يعادل المجهود اللي بذلته في حياتي كلها
مريم: ما خلاص بقى يا إيمانة
" خلصت روحك "
- يوووه طول الطريق بتهزأيني
" عشان تستاهلي، ما كنا نبات هناك بالمرة بس أقولك أنا اللي غلطانة عشان خرجت معاكي في الجو اللي زي الزفت ده، لاء و كمان اتحرق دمي، يعني اتحرق داخليًا و خارجيًا منك لله يا شيخة "
- يعني كنا نسيب التيلفون و..
قاطعتها: لا ميصحش لازم نقف نهزر و ناخد و ندي في الكلام مع التيلفون عشان ميقولش علينا قلات الذوق
- شوفتي بقى
" اه شوفت و كنت شوية و اجيبك من شعرك يا حلوة يا محترمة "
- يا بنتي محصلش حاجة لده كله، واحد كان بيتكلم كنتي عايزاني اعمل ايه طيب، اقوله هات التيلفون و اخده و امشي و لا اكتفه و اخد التيلفون بالعافية
" ولله ده المفروض، هو و البلاعة اللي كان معاه ده و قال ايه إيمانة، جته إيمانة في قلبه "
فضلت تضحك قد كدة، فحبيت افكرها بإننا اتأخرنا و هنتبهدل لما نروح، طلعت تيلفوني عشان أشوف بقت كام و م... ايه ده!
- مالك!؟
" التيلفون "
- تيلفون ايه؟
كنت بدور في الشنطة: تيلفوني!
- دوري عليه كويس
" مش لاقياه خالص "
قلبت الشنطة كلها و مش موجود
- يمكن نستيه في البيت
" أنا متأكدة إنه كان معايا "
خدت مني الشنطة و بدأت تدور هى و دورنا في شنطتها كمان بس ملقناش حاجة، قلبي هيوقف ولله، تيلفوني!
وصلنا البيت و مريم بتهون عليا و عمالة تقول هيكون في البيت و أنا متأكدة إنه كان في الشنطة، قلبت البيت ملقتهوش، يعني أنا رايحة أجيب تيلفون يقوم يتسرق مني تيلفون!
مريم دخلت عليا و هى بتتكلم في تيلفونها: أيوة، مين معايا، ايه!؟
مكنتش مركزة معاها لحد ما قالت: يعني هو معاك؟
بصتلها، فكملت: طب كويس أنا..
" تيلفوني فين؟ "
بصتلي و قالت: وقع منك و إحنا هناك
حاولت استوعب الكلمة و هى قفلت السكة مع اللي كانت بتكلمه
" هناك فين؟ "
- يا بنتي هناك و أحمد لاقاه و كان بيكلمني دلوقتي عشان يقولي إنه معاه و منقلقش يعني، بس كويس ولله إنه خد رقمي و هو بيرن على تيلفوني و إلا مكناش عرفنا نوصل لتيلفونك دلوقتي
" حرامية! "
- ايه!؟
" أنا من الأول مش مرتاحة للحوار ده، دول شكلهم عصابة، واحد يسرق تيلفونك و واحد يسرق تيلفوني و...
- ايه اللي بتقوليه ده، لو هما حرامية زي ما بتقولي، في حرامية بترجع اللي سرقته!؟
فكرت شوية: لاء
- يبقى اهدي بقى، بكره نروح نجيبه، هتلاقيه وقع منك هناك و مخدتيش بالك
" لا أنا مش رايحة المشوار ده تاني، مستحيل، خليه هو اللي يجي"
- يجي فين!
" في أي كافيه و لا مطعم، أقولك كلميه و اديله عنوان الكافيه اللي بنقعد فيه و نقابله هناك "
كنت مقهورة على تيلفوني و مقهورة أكتر عشان هقابل البني آدم اللي اسمه أحمد ده تاني
" هو لسة بدري؟ "
مريم: كلمته و قال في الطريق
" و لا و بقينا بنكلم رجالة و بنقابلهم كمان، حسبي الله فيكي يا شيخة "
مريم: الله و أنا مالي يا لمبي، مش كله عشان تيلفونك و لا نسي..
" كله من الأول بسبب تيلفونك و اسكتي بقى، مش كفاية إني مش مرتاحة "
مريم بكل بساطة: ليه يا إيمان في ايه، إنتي مش قولتي لطنط إنتي فين و قالتلك روحي و..
قاطعتها: اها قولتلها و قولت لبابا كمان و لا إنتي فاكرة إني هعمل حاجة زي دي من وراهم و كنت هخلي بابا هو اللي يجي بس عنده شغله و اطمن قال ايه عشان إنتي معايا
- ولله عمو ده عسل و بعدين إحنا في مكان عام و مش بنعمل حاجة غلط
" هناخد التيلفون و نمشي علطول، لا سلام و لا كلام و لا أي حاجة تانية "
مريم: خلاص، اهدي
" كله كوم و إيمانة دي كوم تاني، جته إيمانة في قلبه "
- إزيك يا إيمانة
يخربيت السخافة و .. اتخضيت بس متهزتش، قعد قدامي من غير حتى ما نقوله يقعد، محمد كان معاه و لسبب مجهول و اتمنى يفضل مجهول مريم كان فرحانة
" متقولش إيمانة "
- تعرفي إن الدعوات بتستجاب
" ايه! "
- لا و لا حاجة
بص لمريم و كمل: ازيك يا مريم؟
" هى بنت خالتك؟ "
- هاا
" أصل في عشم أوي "
ابتسم: ده إنتي بتغيري بقى
ده أنا متربتش عشان حطيت نفسي في الموقف ده
" فين التيلفون؟ "
- بتلغوشي على الموضوع يعني
اتعصبت و جدًا
" لا ده كدة الموضوع زاد و مش هينفع اللي بيحصل ده خالص، لو سمحت إحنا هنا مش جايين نتقابل، أنا عايزة تيلفوني عشان نمشي"
فضل باصصلي و هو ساكت، فمحمد ادخل: أديها يا بني التيلفون و خف شوية
لا و إنت العاقل الرزين بقى، ده إنت واكل عقل البت من ساعة ما قعدت
طلع التيلفون و اداهولي: عشان خاطر محمد بس
خطفته من إيده و بصيت لمريم: يلا نمشي يا مريم
بصتلي اللي هو أخص عليك و نبي يا حزومبول، فاتعصبت
- و أنا اللي قليل الذوق!
جزيت على سناني و قعدت: بس هما خمس دقايق بس
- و جاية على نفسك كدة ليه!
" إنت عايز ايه أنا مش فاهمة، جاي عشان ترجعلي التيلفون و خدته خلاص، نقعد نعمل ايه بقى!؟ "
- شكرًا، نقول شكرًا على الأقل
نفخت: شكرًا
- بنفس
" شكرًا بنفس "
ضحك: طب نشرب حاجة على الأقل
عارفة أنا البداية دي كويس، بصيت لمريم لقيتها بتختار من المنيو فعلًا و كإننا مبنجيش نطلب نفس الاوردر كل مرة
مريم: أنا هاخد قهوة و إيمان هوت شوكليت
أحمد بصلها و قال: اشمعن؟
ردت عليه: أنا بحب القهوة و إيمان الهوت شوكليت و علطول بنطلبهم من هنا
- بتيجوا هنا علطول يعني؟
ردت: أيوة
بصلي، فقولت: مش هشرب حاجة
- هتقعدي الخمس دقايق صامت يعني
" ياكش نخلص "
طلب هوت شكليت فعلًا و لا كإني قولت حاجة و بعدين واخدين راحتهم أوي و كإنهم من بقية أهلنا
طلع لقدام براسه: إنتي ترشينا بمية نار أحسن
" ممكن تبطل خفة الدم اللي إنت فيها دي؟ "
- كدة هبقى شبهك
" نعم! "
انفعلت و كنت هقوم امشي بدل ما أرد عليه رد ميعجبش حد
- استني متتقمصيش بسرعة كدة
وقفت: أنا خارجة يا مريم لما الخمس دقايق بتوعك يخلصوا ابقي تعالي
خرجت و أنا منفعلة و عارفة إن مريم هتجي ورايا، وقفت برا لقيت البني آدم الثقيل جدًا اللي اسمه أحمد ورايا
- أنا آسف ولله، كنت بهزر
" ممكن متتكلمش "
- خلاص بقى، أنا آسف
مردتش عليه و فضلت مستنية مريم
- المكان هنا جميل و البحر حلو من هنا
بصتله باستغراب: هو فين البحر ده!؟
- هو اللي في عينيك ده مش بحر!
نفخت بعصبية و قبل ما اتكلم سبقني: أومال أنا غرقان في ايه من الصبح!؟
إدتله ضهري، هو مجهود يُحترم و كل حاجة بس مش هيحقق أي حاجة
- تعرفي إنك..
قولتله بتحذير: إني؟
ابتسم و قال: امرأة، صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ ومن ذهب الأحلام، أنتِ امرأةٌ كانت تسكن جسدي قبل ملايين الأعوام
حاولت مركزش معاه بس كنت مستغربة اللي بيقوله، واحد زيه يعرف الكلام ده منين، مش كفاية بيشقط لا و مثقف كمان
- فافهميني وافهمي أنّي من صلب الشعراء ولدت، افهميني وافهمي أنّي من مزاج الجنون جئت
و بعدين بقى، ده رغاي أكتر من مريم
بصتله و قولت: ده نزار
ابتسم و قال: و أنا أحمد
ضحكت بتريقة، فقال: و إنتي بعضٌ من أحرفي، بعضٌ من كلماتي، بعضٌ من حبري، بعضٌ من امتداداتي
" ياريت يا استاذ أحمد لما تجي تتكلم تتكلم في اللي يخصك بس"
- طب ما ده اللي أنا بقوله!
" ربنا يشفي "
- طب تراهنيني
بصتله ببرود: على ايه؟
ابتسم: إنك هتحبيني
تقريبًا دي أسخف نكتة سمعتها في حياتي
" أنا أحبك! "
- و لما تتأكدي هتبعتلي مسدج تقولي فيها
ازاى اوصف لك يا حبيبى ازاي
قبل ما احبك كنت ازاى كنت ولا امبارح فاكراه
ولا عندي بكره استناه ولا حتى يومي عايشاهضحكت: ده إنت طالع من فيلم قديم بقى
ابتسم: عشانك
سكت و بصيت في الساعة، كل دول خمس دقايق بس ثانية كدة، بصتله و فهمت اللي فيها
" اها نزار و أم كلثوم و أدب و مسدج، جبت الأكونت بتاعي مين؟"
ابتسم أكتر: رقم التيلفون و مش كل إيمان بيتقالها إيمانة
" لا بس حركات قديمة و اتهرست كتير "
- بس حلوة
" طبيعي، طول ما القرد في عين أمه غزال "
مريم خرجت، فخدتها و مشيت قبل ما يرغوا تاني، قال أحبه قال!" أين أنا من كل أنت الذي بداخلي "
- يتبع
#إيمان_أحمد
أنت تقرأ
اسكربتات إيمان أحمد
Short Storyمعانا مجموعة اسكربتات جديدة للكاتبة إيمان أحمد و واثقة بإذن الله إنها هتعجبكم. و هنزل كل يوم 2 اسكربت منهم. و اسلوب الكتابة بتاعت الكاتبة ممتاز ما شاء الله و بعتذر لو في اي خطأ املائي.