٣٠| آثار ذكرى.

769 79 439
                                    

ييرون:

أظن أنه يجب عليّ الإعتياد على هذه الإقتحامات والهجومات المفاجئة، ولربما رؤية الجثث أيضًا. استنادًا لما روته لي إيما وحدث في غيابي فحياتنا سيحتلها الكثير من الصّخب.

صخبٍ مصطبغٍ بلون الدّماء.

الشّاب صاحب الوشوم البارزة لا زال يصطبغ تلكَ الإبتسامة الشيطانية بعد أن قذفَ جملته المستفزّة نحو أليكساندر. بدا وكأنه يعرفه أشد المعرفة، ولا يبدو أن هناكَ خيرا في ما يربطهما.

هذه أول مرة لي أرى شخصًا يبدو كرجال المافيا حقًا. فالعصابة التي ننتمي لها وإن رأيت أفرادها خارجًا يستحيل أن تتكهن بأنهم رجال عصابات.

صوتُ تصفيق فاجأني ورأيتُ أمامي جسد أليكساندر يتقدّم للأمام بخطوات دمثة وهو لا يزال يصفق. صوته السّاخر والذي لا يتوافق مع موقفه صدح: "يا له من عرض مذهل يا براون." فتح ذراعيه مشيرًا لما حوله ثم لنفسه مردفا: "بالطّبع لم تتأخر. لكني أراكَ اشتقت إلي، نحن لم نرَى بعضنا منذ شهرين فقط."

توقف في منتصف الطريق قبل أن يصل إلى الشّاب ذي الوشوم الذي اتسعت ابتسامته أكثر وأخذ يتقدّم نحوه هو الأخر، وما كان يخيفني هو سلاحه الكبير الذي لا زال فوق كتفه دون أن أنسى الأسلحة المصوبة نحونا.

أخشى حدوث مجزرة قد نكون نحن وقودها وضحاياها في المقابل.

"تعلمُ أن لديّ أمانة عندكم، وجئتُ بنفسي لاستلامها بما أنكم مشغولون عن إحضارها لي." مع جملته هذه وقعت عيناه عليّ فجأة يجعل من أنفاسي تنكتمُ بهلع، عيناه المبتسمتان كانتا تقولان الكثير الذي بثّ الخوف فيّ. ثم انتقل بصره إلى إيما لتتسع ابتسامته أكثر.

تجاوز أليكساندر متقدمًا نحونا لكن كلا من آيزك وجايدن وقفا في وضعية أكثر حذرًا أمامنا يسدان معبره نحونا. أليكساندر استدار يحدّق في ظهر المدعو براون ونبرته خرجت مهددة: "أنتَ لن تمسّ شعرة منهما."

"كن هادئًا يا صاح، تعلم أني لا أمس الفتيات إلا إذا أردنَ هنّ ذلك." تحدث دون أن يستدير له وعقِب وصوله إليّ أشار بيديه لآيزك في استسلام وكأنه يقول أنه قد جاء في سلام. ترّدد آيزك في قرارِه لكنّ رؤيته للجيش المسلح في الأمام جعلته يبتعد بضعة خطوَات، وأشار لجايدن بجانبه أن يصّوب نحو هذا الدّخيل.

هكذا أيّها الخونَة!! تهيئون الطّريق له نحوي بكلّ يسر!! أدركُ أنكم لا تحبونني لكن ليس إلى هذا الحد.

الدّخيل انحنى قليلاً لفارق الطّول بيننا وأنفاسي توقفت عن الخروج حين زممتُ شفتي لإقترابه وإختراقه مساحة وجهي. هنا لحظتُ لون عينيه الفيروزيتين والتي كانت تتسلق طلائع وجهي بفضول.

"أنت!!" صاحَ آيزك في الخلف، لكن لم يبدو أن من أمامي قد يهتم.

"إنها أنتِ أخيرًا!!" همس بخفوت أنفاسه تضرب وجهي وجعلني هذا أعود خطوة للخلف أبلغه بنفوري منه. "صانعة البلبلة هذه الفترة. شرفٌ لي أن أقابلكِ شخصيًا."

PRINCE OF THE NIGHT [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن