عزام ساكن الحفرة

18 6 2
                                    

السلام عليكم :
أسعد الله اوقاتكم بكل خيرا
.
.
.

الفصل الثاني :-

القصة الثانية :

"عَزّام سَاكِنٌ الْحُفْرَة" . .
.
.
.
.

“في البئر خفت من الظلام وشعرت أنه وحش يحاول افتراس روحي البريئة،لكن ليست الظلمة مخيفة كما كنت أتصور، ما هو مخيف بالفعل أن يكون البشر بلا ضمير ،ميت الضمير مخيف أكثر من الظلام أحياناً

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


“في البئر خفت من الظلام وشعرت أنه وحش يحاول افتراس روحي البريئة،لكن ليست الظلمة مخيفة كما كنت أتصور، ما هو مخيف بالفعل أن يكون البشر بلا ضمير ،ميت الضمير مخيف أكثر من الظلام أحياناً ..!“
.
.
.
.
.

فِي التَّاسِعَةِ مِنْ عُمْرِي ذَهَبَت مَعَ أَبِي وَأَخِي لبستان قَرْيَتنَا الْغَرِيب وَكَانَت الشَّمْسَ قَدْ شَارَفْت عَلَى الْمُغَيَّبِ وتخالطت السَّمَاء مَعَ حُمْرَةِ الشَّفَقِ . .
دَخَلْنَا مِنْ بَابِ الْبُسْتَانِ وَأَنَا اِرْتَعَد مِنْ الْخَوْفِ لِأَنّ جَدَّتِي سَبَق وَإِن حَكَت لَنَا عَنْ غُول الْبُسْتَانُ الَّذِي يَأْكُلُ الصِّغَار . .
أَمْسَكَت بِذَيْل جِلْبَاب أَبِي وَسِرْت بذعر بَيْنَ تِلْكَ الْأَشْجَارِ الَّتِي خَيْل لِي أَنَّهَا وُحُوشٌ سَاكِنَة تنتظرني لتلتهمني فِي الْمَرَّةِ السَّابِقَة  ضْحَك عَلِيّ أَخِي هُوَ وَصَدِيقِه الَّذِي كَانَ مَعَهُ ،
وَقَد اخبرو كُلّ الْقَرْيَةِ عَنْ نُورِ الْجَبَّان الَّذِي فَرَّ هَارِبًا مِنْ قِطَّة سَوْدَاء وَالْيَوْم نُور يَرْتَعِد مِنْ الْخَوْفِ . .أرتعد وداخلي صوت يخبرني أنه كائن مختلف مثل أي بشري وكأن الصدى يجيب عقلي الصغير قائلا
"أليس البشر عند اللحظة الاولى يكونون كالملائكة ،لكن أخطأ او خالف رأيه عندها سترى الكائن المخيف الذي يسكن داخله الأ ما رحم ربِ "
أسكت هواجس نفسي عن الكلام وتركت العمل لقدماي وسِرْنَا حَتَّى وَصَّلْنَا وَسَط الْبُسْتَان ،أختفت حمرة السماء  وَغَرَبَتْ الشَّمْسُ وَحَلَّ الظَّلَام سَار أَبِي وَأَخِي أَمَامِي وَكُنْت أَمْشِي خَلْفَهُم خَوْفًا مِنْ الطَّرِيقِ وَمَنْ خَوْفِي تعثرت وَسَقَطَت دَاخِلٌ حُفْرَة ضِيقِه ،بَتّ اصرخ بِصَوْت عَالِي عَزّام عَزّام أَخْرَجَنِي مِنْ هُنَا . . لم يسمع أحد وتركت هناك وسط الظلام الكثيف لكن عاودت النداء لعل أخي الكسول لازالت قدماه تتباطئ في المسير ..
لَكِنَّهُم ذهبو وَلَم يسمعو نِدَائِي حَاوَلَت الْخُرُوجُ فكان وَزْنِيّ لَم يسعفني لِذَا جَلَسَت وَالْخَوْف يَأْكُل أطرافي حَتّى خَلَتْ إنَّنِي شللت ،وبعد الصمت العجيب الذي ملئ المكان بدئ الطنين يعلو أذناي ويهبط بي في قعر ارض لا أدري أين هي تحديدا في حين أستغل عقلي الباطن الموقف وبدء يحظر من ارشيف مخاوفي كائنات واشباح رافقتني في السنوات الماضية من حياتي هززت رأسي لأطردها ،وشبكت يداي لأبعد التوتر عن اعصابي الذي شدت كنت طفلا حينها لكن الموقف رافقني حتى يومنا هذا ،بعد حين سكنت عن الحركة وهدئت قليلا ،
وَ فَجَاءَه طرت فِي الْهَوَاءِ ثم سَقَطَت عَلَى العُشْب الرَّطْبُ الَّذِي تَبَلَّل برذاذ الْمَطَر رَفَعْتُ رَأْسِي بِخَوْف وذعر وَرَأَيْت ظِلًّا عِمْلَاق يَقِف أَمَامِي فَقُلْت مَنْ أَنْتَ وَمَنْ تَكُون فَإِذَا بِهِ يَضْحَك وَيَقُول مابك أَنَا لَسْت الْغُول الَّذِي حَكَت لَك جِدَتِك عَنْه .
قُلْت بِخَوْف وماادراك إذْن ؟
قَالَ أَسْمَعُ أَنْتَ قَدْ ايقظتني مِنْ نَوْمِي الَّذِي دَامَ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَالْآنَ عَلَيْكَ أَنْ تَدْفَعَ ثَمَنِهِ وَإِلَّا احرقتك كَمَا أُحْرِقَت "جنيد "
قُلْت لَهُ وَأَنَا مرتعبا هَلْ أَنْتَ مِنْ قَتَلَ ذَلِكَ الْمِسْكِين ؟ .

*"جنيد هُو فَلَاحٌ مِسْكِين قِيلَ إنَّهُ احْتَرَق فِي بستاننا قَبْلَ سِنِينَ وتناقلت حِكَايَتِه عَبَّر الاجيال"

قَالَ نَعَمْ لِأَنَّهُ نُغِّص عَلِيّ نَوْمِي مُتَعَمِّدًا وتحداني قَائِلًا مِنْ تَكُونُ أَنْتَ فَأَنَا جُنَيْدٌ ابْنَ فُلَانٍ الْفُلَانِيُّ فَأَحْرَقَتْه لِكَي يَكُون عِبْرَة . .

قُلْت لَهُ وَهَلْ سَيَكُون مَصِيرِي مِثْل جُنَيْدٌ هَذَا ؟ ؟

قَالَ وقد رسمت ملامح مخيفة على تقاسيم وجه وكأن يتشكل بالكائنات التي تغزو رأسي وتمنع لساني عن النطق ، نَعَمْ وَلَكِنْ إذَا قُمْت بِسَرْد قِصَّتِي لِلنَّاس . . . وَأَخْبَرْتُهُم مَنْ يَكُونُ عَزّام . . . . . .

قُلْت وَكَيْفَ سَأَجْعَل النَّاس تُعَرِّفُك ؟

قَالَ مَنْ خِلَالِ دَبّ الرُّعْبَ فِي نُفُوسِهِمْ أَخْبَرَهُمْ أَنَّ عَزّام يَتَرَبَّص بِكُم فِي الشَّوَارِعِ عِنْد الظَّلَامِ أَوْ فِي الْمَدَارِسِ وسيحتل كوابيسكم وَيُنَغِّص نَوْمَكُم أَوْ قَدْ يُطَارِد أَحَدُكُمْ فِي الْبُسْتَانِ وماعليكم سِوَى الْهُرُوب أهربوا قَدْرَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَإِلَّا سَيَكُون مصيركم مِثْل مَصِير جُنَيْدٌ !

أهربوا قبل أن تغزوا الخطايا نفوسكم وتسير اقدامكم عنوة نحو الظلام ،لامناص من الخطايا ،لامناص من وساوس غزت العقول فأستوحشت الحق واردته في غياهب الجب ،تعاونوا عليه كانوا أحد عشر خطيئة ،لكن العذاب طالهم ذات يوم ،فهل سمعت يوما بقبائل من الجن انزل عليها العقاب والعذاب؟ ،أشاطرك الرأي أنك لم تسمع وانتم سمعتوا ولازلتم تخطئون ..!!
لذا اهربوا قبل أن احرق رؤسكم فأنا ولدت وفي كياني شر لبني البشر

تَوَقَّفَت وقدمامي تَرْتَعِد مِنْ الْخَوْفِ فَهَا أَنَا أَتَكَلَّم مَع عِفْرِيتٌ (والادهى يقول كلاماً لا أفهمة!) قَد يَبْطِش بِي بِأَيّ لَحْظَة
تشجعت و قُلْت وَأَنَا مِنْهُمْ أَلَيْسَ كَذَلِك ؟

ضَحِك طَوِيلًا وَقَال الْجِنَّ لَا يُؤْذِي أَصْدِقائِه !
ملئ العجب كيان روحي من الذي يدعى عزام فهو متقلب المزاج حتمآ...فاجئ صوته أذني وَقَالَ أَيْضًا هَلْ تُرِيد السُّخْرِيَة مِن أصْدِقَاء أَخِيك ؟

أَوْمَيْت بِسَعَادَة وَقُلْت هَذَا حِلْمِي . . .
اِخْتَفَى وَبَعْد دَقَائِق عَاد أَخِي وَصَدِيقِه راكضين وَمَن خَوْفِهِم تعثرو وَاسْتَقْبَلَهُم الطِّين واصبحو يَصْرُخُون بِشِدَّة ،سَمِعْت أَحَدُهُم يَقُولُ لِلْآخَرِ أَنَّهُ عِفْرِيتٌ الْبُسْتَان سيحرقنا وَكُلَّمَا ارادو الْقِيَام انزلقو فِي الطِّينِ وَعَادُوا إلَيْه . . .

نَظَرْت لِلْأَعْلَى فَإِذَا بعزام يَضْحَك بِشِدَّة وَقَالَ لَمْ أَرَى جُبَنَاء أَكْثَرَ مِنْهُمْ لَمْ أَفْعَلْ سِوَى أَنّنِي حَرَّكَت أَوْرَاقَ الْأَشْجَارِ فَفِرُّوا هَارِبِين . .

بدالته الضَّحِك "ولا أدري هل كان بدافع الخوف ام ان روحي أطمئنت للكائن الغريب ".. سمعا صوت ضحكي  وَإِذَا بِأَخِي يَقُولُ لِي أَيُّهَا الْغَبِيّ أَخْرَس وَسَاعَدَنَا تَرَكْتهم وَذَهَبَت مَاشِيًا وَهُمْ لَا زالو يَصْرُخُون . . . .

جَلَسَتْ عَلَى العُشْب وَقُلْت لَهُ بما أنك دعوتني صديق هل لي أن أسالك سؤال ؟

أومئ بنعم فقلت:

مِنْ جُنَيْدٌ هَذَا وَكَيْفَ أَحْرَقَتْه ؟

.......


“ظلام النفوس أشد رعباً من ظلام الليل“

التَّالِي . .
جُنَيْدٌ ابْنِ عَوْنٍ الْفَلَاح وعزام

دمتم بخير
أختكم
#نور الأسدي

سلسلة(عزام وكاتب الرعب)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن