رسالة (١٢)

10 5 0
                                    


الجمعة ٢٠٢١/١١/٥م

ليالي نوفمبر الكئيبة تحاصرني ومازلتُ لا أشعرُ نفسي بحالٍ أفضل، اليوم علمني أن عليا أن أضحي بالكثير فقط من أجلِ ما أريد، كنتُ أعلمُ ذلكَ من الأساس! لكن الأفعال تختلفُ عن الأفكارِ عزيزي، ها أنا ذا لا أتعافى ولا أتشافى !

قد أرى الآن عيناكَ ولا أعد أميزهما، قد أسمعُ صوتكَ ولا أستطيعُ تذكره، قد أراكَ واقفًا أمامي ولا أستطيعُ استيعادتك في ذاكرتي، إنها الثالثة فجرًا وأنا أحاولُ فهمَ مشاعرٍ ما لا أعرفها، مازلتُ أبحثُ عن ذاتي لكنها مبهمةٌ ليتني أستطيعُ قول بعضِ الشيء! لكنها مبهمةٌ بشكلٍ تام

تخيل أنكَ تجلسُ فوقَ كرسيٍ ما تحاول إنهاءَ أعمالك وإذ بكَ تشعرُ بثقلٍ لعينٍ في رأسك، ودوارٌ يفتكُ بكَ! وعندما تنظرُ ليداكَ تجدها قد بدت كلوحةٍ فنيةٍ لأحد المكتئبين الأزليين!، تحاولُ سؤالَ ذاتكَ إن ما كنت مازلتَ بخير أم لا فتصرخُ بصوتٍ عاليٍ أنتَ بالفعل تعرف!

أحاولُ الإبحار لكني كنت قد غرقت!، أحاولُ النمو لكن جذوري احترقت!، أحاولُ أن أضيء ربما لكن ضوئي أصبحَ منعدمًا، أحاولُ إصدارَ صوتٍ لكن صوتي تلاشى، وجسدي الهزيلُ يتسأل متى يحنُ قلبكَ وتأتي منتشلًا إياه؟

أنا أناجي المارين لكنهم لا يسمعون، أحاولُ إخراجَ صوتي فأبدو وكأنني لا أفعل، أحاولُ إسعادَ من حولي لكنني ما عدتُ سعيدًا، أسيرُ بلا هويةٍ في زمنٍ سلبَ مني هويتي!، كنت أقودُ مركبتي ضد رغبةِ الرياحِ لكني تركتها تحركني كما تبغى!، لا قوتي تسعفني ولا رغبتي عادت قادرةً، الأمرُ بشعٌ للغاية ولا يمكنكَ تحمله!

فكيف لي أن أفعلَ أنا دونَ أحدٍ؟
-شهد الشافعي

ثلاثونَ ظرفًا فوقَ الطاولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن