الفصل الثالث

14 2 0
                                    


الآن قد حان الوقت للعودة إلى الحاضر ،ولنبدأ أولي لحظات قصتنا .

في ليله من ليالي الربيع التي لن تمل من تأمل السماء فيها فصدق أو لا السماء هنا ليست زرقاء بالكامل بل يغلب عليها اللون الاخضر وهي مرصعه بنجوم زرقاء مشتعلة كما أن هنا تظهر الإجرام الملونة التي يغلب عليها اللون البنفسجي والابيض كما أنك إذا دققت جيدا فستظهر لك الطرق الفضية التي تعد المسارات من هذا العالم الي العوالم الأخرى وبالطبع لا ننسى القمر فهو كالقلب للسماء ولكن سادتي هذا القمر هنا ليس ما اعتدتم عليه ،فالقمر في عالم المتحولين بعشرات أضعاف القمر في عالم البشر .

وتحت ذلك الجمال الذي يؤثر القلوب يسير أحد ما غير مكترث فقلبه يمتلك بالفعل من اثره وتلك السماء في عينه لا شيء حتى يلجأ إليها ،والان هو عاشق ومتلهف لمقابله سارقه قلبه فكم انتظر هذه اللحظة وكم حسب الدقائق للقائها ،وها هو المخرج من تلك الغابة ليصل الي وجهته ،وها هو يراها واقفه مجدداً على ذلك الجرف مكان لقائهم  .

كم كان مشتاق لرؤيتها وكم كان هذا ظاهر في لمعه عيناه فها هي عيناه التي تحرقها بنظراته ،اما هي فحالما شعرت بأن هناك من يحدق بها التفتت لتتقابل مع  ذهبيتاة المشتاقة ونظراته المتلهفة لها ولكن لا حرج له فمن سيستطيع الثبوت أمام عيناها وتلك الاهداب التي تعذب قلبه مع كل رمشه لها .
وهو لم ولن يري مثل فيروزتيها في حياته واهدابها التي تحتضنها بكل رقه وكياسه ،فجمال عيناها جمال معذب وهذا شيء لن يستطيع التعود عليه مهما فعل ،يتأمل بشرتها الحلبية المتلألئة وشفتها الممتلئة والذي يضاهي لونها الكرز الاحمر وانفها الصغير الذي يتوسط وجنتيها المحمرتين ويزيد جمالها جمال غمازتها عندما ابتسمت له مظهرتا صفين من اللؤلؤ الابيض .

كانت حالته مؤلمه للنفس ولم يشعر بنفسه وهو يسقط علي ركبتاه عندما اتي النسيم حاملا شعرها الذي كان موضعه سابقا بجانب قدماها ،بخصلاتها التي تنافس أعتق انواع النبيذ الاحمر .

وهو يقسم  يقسم بأن رونق القمر خلفها قد بهت بعد أن شاهد فستانها الفضي الذي قد اتخذ موضع شعرها سابقا محلا له ،فستانها ذو الحملات الرفيعة التي قد تجرأت على كتفاها ،وقد كان متأكد بأن قلبه لن يعود سالما بعد ما راه .

وفي لحظة انسجامه قام بمبادلتها الابتسام ،لتفرد يداها راكضتا بضع الامتار التي تفصلهم كي ترتمي بأحضانه ،وهو كمن ارتوي بعد طول غياب  ليحيط بها بيديه حاميا لها من السقوط على الأرض الجافه ،لم يكن ليطلب أكثر من ذلك فها هي اخيرا بين أحضانه .

ولكن هو لم يكد أن يتشبع برؤيتها فأثناء ازاحتها لخصلات شعرها المتمردة حتى تستطيع التأمل في رؤياه ، كان قد اتي الظلام لينتشله مما هو فيه ، ويجد نفسه في ظلام دامس لا يعلم نهايته أو لما هو هنا ،ومهما بحث عنها لا يجدها .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 15, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بداية هادئ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن