صيف ٢٠٠٨، أغسطس، ١٨
صَوتٌ سَمِق إِنْبَجَسَ مِنْ خَلفِ الصُفيحاتِ الزَرقاءُ للسَماء؛ لينتَزِع الهِدوء الذي تَبجلَت بهِ في يومٍ صيفيٍ مُشرق. أنبثق فوق الأراضي الواسعة مثل موجٍ شديد دفعهُ البحرُ بكامل غضبهِ. رغم إنه لم يحمل تأثيراً ملموساً لكن الطبيعة بدَت وكأنها أنكمشت على نفسها بخوف أو أنفعال؟ لا أحد يعلم!
فقد غار لون السماء الأزرق وأبتلعت الشمسُ نورها، حتى كاد الظلام يفرض حضورهُ في وضحِ النهار.
أما الرياح فصارت كسوطٍ يضربُ الأرض وينزعُ عنها جُزءًا من طبقتها؛ حتى تحملهُ بغُبرةٍ كبيرة تنثرُها في الأرجاء. وأهتزت الأشجار بعنفٍ وقسوة كأن شيئاً قد صفعها للتو.تلك الأصوات تبدو كأبواقِ الحُروب أو نْياحِ الأُمهاتِ جنبَ القبور، أو كصرخةِ بومةٍ ما.. كانت أصواتاً تحملُ بين طياتها آنينُ ألمٍ شديد، كصوتِ رضيعٍ غفت والدته اثناء أرضاعه فاختنق بثديَّها ومات. أو كمواءِ قطةٍ سمعت صوت تهشُم عظامها تحت عجلات السيارة قبل أن تُلاقي حتفها. عندما تُصغي إليه سينتَفضُ جسدَك برهبة شديدة تغوص بسرعة في صدرك، حتى ترتجفُ أطرافك، ويقشعر جلدك مثل شخصٍ خرج من بيتهِ الدافئ ليجلس فوق الجليد.
كُل الأصوات ستخرَس، حتى أنتَ لن تكون قادراً على فعلِ شيء غير التسَمُر برُعب يخضُ روحك التي تكادُ تَفِرُ من بين ضلعيك. ثُمّ بعد عدة ثواني مِنْ أختفاءهِ ستعتقد إنك صرت أبكماً، إلى أن يعود لك سمعُك مع قدرتك على الركض نحو أي أحد كي تقول له بجنون ونبرة مُتلعثمة، مثل مجنون فقد عقله للتو: هل سمعته؟! ذلك الصوت المُخيف! الذي يتردد من خلف السماء.. هل سمعت؟!
وعلىٰ هذا المِنوال أنتَشرَتْ الأخبار في ارجاءِ العَالمِ بسُرعَةِ الريح، فَكَثُرَت الأقاويل وتناقش العُلماء في مقراتِهم وحاولوا صُنع تَفسير، قَال بعضُ المُسلمين أنَّها علامةٌ على أقتراب مِيعاد القيامة. بينما عَقدتْ الكنائِسُ دوراتٍ ديّنية بأشرافِ القِسِّيسينَ؛ كي يوعظوا المَسيحيين حَتى يَتوبوا قَبلّ نِزولِ العَذاب بهم.
وفَرح اليهود مُعتقدين إنه «الماشيح: المسيح» الذي جاء من نسل الملك دافيد؛ ليُخلصهُم من ويلاتهم قبل نهاية العالم.
وتبقى تلك التفسيرات مُجرد أفتراضات، فرُبما من سيعرف سِرُ ذلك الصَوت شخصُ لم يُفكر به أصلاً!
___________________
-عدد الكلمات ٣٠٩-
هذهِ مشاركتي في مسابقة (في جوف الألوان)
من أعداد فريق النقد CriticsTeam
اللون الخاص بي هو اللون البُني 🤎.
أنت تقرأ
عَجيج خَلف السماء || 𝐉𝐊
Fantasyأنت لستَ مجنوناً، أنتَ هو المارسيلينو الذي سيُحررنا من المجانين. - تم النشر: ٢٠٢١/١٢/٣٠ - تم الإنتهاء: ٢٠٢١/١٢/٣١ - حاصلة على أعلى نسبة تصويت في مسابقة "في جوفِ الألوان" 🥇🏆.