الْفَصّلْ الثَانِيّ عَشَرْ : وُجُودُكّ رَغّبَة

49 12 0
                                    

مضى على انضمام سيرا للفرقة أسبوعٌ كامل ، و في تلك المدة تجنبت الإختلاط مع رينا لأنها أدركت لا ترغب بمصادقتها ، لم تتجنبها هي فقط ، بل آيزن أيضاً يلتقيان في وقت العمل و يساعدها بناءً على طلب هيراكو و عندما ينتهيان لا تعطيه فرصة للتحدث إليها حيث تنصرف إلى غرفتها زاعمة أنها متعبة ، نجحت في استعمال سلطتها كنائبة على أفراد الفريق و إخضاعهم لكل طلباتها و الإمتناع عن التعليقات المزعجة عنها ، فقط إضطرت إلى القسوة عليهم قليلاً ليمنتعوا عن السخرية منها .

كانت تجلس في غرفتها تقرأ كتاباً ، طُرق على الباب ، و دخل آيزن بعد أن أخذ إذن الدخول ، أخذت لمحة منه و عادت إلى الكتاب و قبل أن يقول أي شيء إستبقته ، : " هل هناك مشكلة في عملك ؟ " ، تنهد قبل أن يجيبها : " الأعمال و المهام هل هذا حقاً كل ما تفكرين فيه ؟ أنسيتي أننا أصدقاء قبل أن تكوني نائبة قائدي ؟ " .

لم تجب على كلامه فاستمرت بتقليب الصفحات ، نظر إليها و التساؤلات عن تصرفاتها بدأت تعتريه ، " لما تجعلين كلامنا سطحيّ إلى هذا الحد ؟ " .

أغلقت الكتاب و نظرت إليه " البداية كلّها خطأ " ، لم يفهم ما قالته فأومأ إليها بالتوضيح.

إبتسمت لبرهة: " عندما إلتقينا في الإختبار و دخلنا الأكاديمية معاً كانت علاقتنا سطحية ، لا أروق لأصدقائك ، وجودي يزعجهم لا يشعرون بالراحة لحضوري " .

" هل هذا ما تظنينه و هو الأمر الذي يزعجك ؟ "

لمحت وجهه عندما أجابت : " ليس ظنًا ، بل هو الواقع " .

سحب الكتاب من يديها و وضعه جانباً : " أريد التحدث إليكِ كما كنتُ سابقاً " ، تنهدت باستسلام " آمل ألا يكون الحديث طويلاً " .

إقترب منها و هو يبتسم " لسوء حظكِ حديثنا سيطول ، و لكنكِ لن تشعري به " .

إبتعدت فجأة و قالت متصنعة الإنزعاج : " طويل ... يعني ممل .. من الأفضل أن تختصر منه قليلاً " .

سمعته يقهقه بخفوت ، و لكنها لم تعلّق و فجأة أصبحت نبرته جدّية " ظننتكِ ترغبين معرفة كيف قضيت العشر سنوات... " .

إتسعت عيناها لوهلة و أدارت وجهها لكي لا يرى تعابيرها الخجولة ، كانت كل هذا الوقت تعمل بجد و أبعدت نفسها عن الحديث معه و لكن في أعماقها أرادت عكس ذلك، وصل الأمر بأن تفكر أنه لا يهتم بها كبقية أصدقائه و لكنه جاء لأجل يتحدث معها و يخبرها أموراً حدثت معه لم تكن موجودة حينها.

رأى سكوتها فاعتبره موافقة بدء بالحديث و علم أنها ستتفاعل معه بسرعة ، " في اليوم الذي تركتكِ فيه شعرت أن رحلة عودتي ينقصها شيء ما ، خمنت أن يكون شجارك معي وفظاظتكِ ، حتى عدتُ هنا " .

كانت في العادة ستحتجّ على المواصفات التي يطلقها عليها و لكنها ظلّت صامتة ، فتابع " ربما كان الجميع حولي بالفعل و لكن أحدٌ ما لم يكن موجوداً ، بينما إستمر الجميع بمحاولة تخييب آمالي إلا أنني كنتُ مؤمناً بعودتكِ ، مع مرور الوقت بدأت أفكر أن مكروهاً ما قد أصابكِ و لكني وثقتُ بأنك إمرأة تعادل جيشاً من الرجال " .

على قيد الحياة...... لأجلك Where stories live. Discover now