.قُــسَــــاةْ إتِــجَـــــــاه
مَلـاكْــ بَــريْــــــئ
.
.
.
.
.
.
.
..
.
.
.توجه نحو فصله كأول يوم له هنا ليفتح الباب لتلاقيه نظرات الكل المشمئزة لكنه حاول ان يتجاهلها بأقصى استطاعته ليجلس في كرسيه بهدوء منتظرا ان يرن جرس بداية الحصة و قدوم استاذ مادتهم .
كانت الكلمات التي تجرح برائته قد كثرت و قد زادت عن الامس و لكنه حاول ان يكتم ما في قلبه فجيمس توعده ان سمع بإفتعاله مشكلة فسيحاسبه لذلك اختار السكوت و مقابلة كل هذه الاهانات بالتجاهل .
مرت فترة الصباح متبعا دروسه بجد فهو لن يسمح لكل ما يمر به ان يفسد دراسته التي جاهد على التفوق بها حتى في احلك ايام حياته و حتى بكره كل الاساتذة في مدرسته له بسبب امه ليخرج من فصله باحثا عن مكان يختبئ فيه من فينيس و جماعته و قد نجح فلم يجدوه في تلك الاستراحة و كم سعد لهذا لذلك عاد عندما قرب موعد انتهاء فترة الاستراحة التي قضاها يقرأ احد الكتب التي احبها جدا و التي قد استعارها من مكتبة والده .
كان الطلاب قد بدأوا بالعودة لمقاعدهم عندما دخل فينيس ليجد ايدان منهمكا في قرائة كتابه لترتسم ابتسامة على وجهه و قد فتح علبة العصير التي كانت بيده ليسكبها على ايدان الذي كان مفصولا عن هذا العالم و قد تسبب ذلك البلل الذي اصابه في اعادته للواقع و قد علت ضحكات الجميع عليه لكنه لم يتحمل خاصة عندما رأى كتاب والده يتبلل بالعصير الذي تقطر من شعره ليقف دافعا فينيس الذي اصطدم بالخزائن التي كانت في اخر الصف
"تبا ايها القذر كيف تجرؤ على لمسي !!"
اردف بها فينيس بغضب بعدما رأى ان كرامته تهان ليأتي صديقيه مساعدين اياه على النهوض .
"تبا فينيس فقط فلتبتعد مني لم اطلب منك المستحيل فلتهتم بشؤونك و لتتركني وشأني " .نهض فينيس ليعدل ملابسه ناظرا بحقد اتجاه ايدان "لا تضن انني سأتركك وشأنك بعد لمسي بيديك القذرتين اليس كذلك ؟" .
لم يكمل كلماته الا و قد اندفع لاكما ايدان الذي رد اللكمة بدوره بالرغم من الدوار الشديد الذي اصابه و لكنه لم يستطع ان يسمح لهم بالتمادي بإيذائه جسديا فالعلامات الدائمة التي يملكها في جسده كثيرة عليه بالفعل .
لكنه لم يستطع الدفاع عن نفسه اكثر بعد امساك صديقي فينيس كيفن و كلارد له و تقييده و قد استغل فينيس ذلك بالتمادي بلكمه الا ان سمعوا قدوم الاستاذ .
وقع ايدان جالسا ماسكا ببطنه التي اخذت القدر الاكبر من اللكمات و لكن ما استنكره اكثر هو وقوع فينيس و تمايله في الارض مدعيا الالم بالرغم من انه تلقى فقط لكمتين من ايدان ليأتي الاستاذ مسرعا مستفهما من الجميع عن الذي حصل.
"مالذي حصل جميعا ...فينيس ما بك هل انت بخير ؟!!"
"ايدان يا معلمي انه ايدان لقد اندفع لاكما اياي فقط عندما سألته ان كانت امه الحقيقية حية ام ميتة و قد اتهمني انني اهينه و انظر ماذا فعل بوجهي ".
أنت تقرأ
مُـذَكَـرةُ ديـسَمـبِـر
Spiritual﴿حِـيْــنَـمَـا يُـلـاَمُ الـضَـحِـية ﴾ بعد أربعة عشر سنة من الحرمان ... هل تراه ينتشل من الجحيم الذي قيده وتنعم روحه المنهكة بذلك الدفء ؟ أم أنه سيتجرع أضعاف معاناته بعد أن بزغ فجر الأمـل لتنقلب حياته سواداً مرة أخــرى ؟ ...