اقتباس ❤

5.4K 202 12
                                    

اقتباس من فصل بكره #الخريف الشارد❤

وقفت "أروى" بمنتصف الباحة الأمامية ترفع وجهها للسماء مستمتعة بالهواء المنعش، رافعة ذراعيها وكأنها تحتضن نسيم الصباح، أغمضت جفونها تخفي عيونها الواسعة اللامعة بلون العسل والمزينة بأهدابها الطويلة، كي تحميها من ضرر الشمس الساطعة مستمتعة بحرارتها اللطيفة فوق وجهها ناصع البياض ثم ما لبثت أن أطلقت زمجرة خفيفة تحذر "أنس" أخيها المزعج الذي يشاكسها بشد خصلاتها السوداء كالليل المربوطة أعلى رأسه والمتدلية للأسفل بانسيابيه كذيول الخيل الأصيل.

-لا تزجريني هكذا كي لا أقتلع خصلاتك يا بدينة!

-من هي البدينة يا قصير القامة، فأنا أنثى رشيقة مفعمة بالحيوية والجمال.

أردفت باستهجان مستعدة لقتاله بالأيدي أن تطلب الأمر، فضحك متهكمًا:

-كيف تجرؤين على نعتي بالقصير وأنتي لا تصلين لأعلى كتفي يا بدينة؟

-وكيف تجرؤ على نعتي بالبدينة وأنا أمتلك مثل هذا القوام المتناسق، كما إنتي انثى ذات قامة طويلة بين النساء وبالنسبة إليَّ أنت قصير.

أشارت إلى قوامها الممشوق تشعر بالثقة داخل بيجامتها الخاصة بالعيد والمزينة بالفراشات ثم تخصرت في تحدٍ منتظرة قصفه للكلمات لكنه لعب على وتر خوفها الوحيد من الدماء ورفع السكين مردفًا:

-حسنًا لماذا لا تقفي هنا بكل تلك الشجاعة ونحن ننحر الأضحية يا خطيرة.

أخفت ارتباكها اللحظي لكنها لم تتحكم في اهتزاز صوتها الطفيف وهي تتحجج:

-أسفه تلك الملكة ورائها إطعام الكثير والكثير ولا أملك الوقت للهو مع امثالك.

قالت متحججه بانشغالها في إعدادات طهو وجبات العيد الشهيرة ب "الفتة" والتي اعتادوا توزيعها على جيرانهم وراثةً عن جدهم وأبيهم رحمهما الله بجانب توزيع باقي اللحم على المحتاجين كما أمر الله سبحانه وتعالى.

-تقصدين جاريتنا اللطيفة.

تمتم "أنس" ساخرًا منها، وقبل أن ترد سبقها "قاسم" بقوله:

-بل ملكة رغمًا عن أنفك أيها الحاقد، هيا تدللي إلى الداخل يا ملكتي الصغيرة كي لا تتأذى عيونك بما لا تستهوين.

بتر "قاسم" مشاكستهما قبل أن يوجه جملته الاخيرة لشقيقته غامزًا لها فشجعها على التمادي أكثر وهي تتبختر إلى الداخل في دلال وغرور.

انتظروني بكره الساعة ٩ ان شاء الله ❤

انتظروني بكره الساعة ٩ ان شاء الله ❤

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
الخريف الشاردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن