الخاتمة

52.3K 1.6K 426
                                    

#براثن_اليزيد
#الخاتمة
#ندا_حسن  

   "دقيت باب بيت السعادة، فُتح دون مفتاح،
    نظرت إلى حوائطه وجدتها ملونة بألوان
      زاهية تجذبني إليها قائلة: أهلًا بكِ في
               بيت السعادة والعوض"

"بعد مرور ثمان سنوات"

فُتح لهم باب المنزل وتقدم الجميع إلى الداخل بهدوء ما عدا شخصٍ واحد، ركض "إياد" إلى داخل منزل جدته "نجية" بعد أن فتحت زوجة عمه الثانية الباب، خرجت "نجية" من المطبخ حيث أنها كانت تشرف على كل ما يحدث بداخله ليُقدم أفضل شيء للزائرين في بيتهم..

أسرعت في سيرها بعد أن وجدته يتقدم منها ركضًا ليأخذها في أحضانه، انحنت على الأرضية تتكئ على قدميها ثم فتحت ذراعيها له وقد فعل كما تريد، ألقى نفسه داخل أحضانها يربت على ظهرها بحنان بيده الصغيرة، عانقته بشدة وهي تبتسم بسعادة غامرة، فقد كان ذلك الطفل هو أول من أخذ قلبها، هو أول قطعة صغيرة تلين الحجر بداخلها ولو أنجب أولادها الثلاثة كل يوم لن تحب أحد مثله..

عاد إلى الخلف وهو ينظر إليها مبتسمًا بسعادة كبيرة لأنه أتى إلى هنا من جديد وتحدث قائلًا بحبٍ كبير يكنه إلى جدته الغالية على قلبه:

-وحشتيني أوي أوي يا تيته

أخذت وجهه بين كفيها وهي تنظر إلى ملامحه  الجميلة، شعره الأسود مثل والده، عينيه الساحرة مثل والدته وأنفها أيضًا، شفتيه كما والده وروحه وجماله النقي، نظرت إليه بحب لا مثيل له يتبادلونه سويًا وهتفت قائلة بابتسامة عريضة:

-وأنتَ كمان وحشتني قوي قوي يا قلب تيته

وقفت على قدميها ثم ذهبت إلى البقية والذين وقفوا جميعًا ينظرون إلى ذلك المشهد بحبٍ كبير، تقدمت من ولدها "يزيد" ومالك أكبر قطعة بقلبها بعد ولده الصغير، عانقته بشدة وقد بادلها العناق بعد أن قبل يدها ورأسها، أبتعدت عنه لتتساءل بهدوء:

-عامل ايه يا ضنايا

ربت على يدها مُجيبًا إياها بجدية:

-بخير طول ما أنتِ بخير

ذهبت إلى زوجته التي تقف جواره، نظرت إليها مبتسمة بسعادة لقد أثبتت على مدار تلك السنوات الماضية أنها تحمل طيبة قلب لا يوجد لها مثيل، فتاة بريئة ونقية كما لقبها ولدها، إلى الآن لم تمنعها من رؤية أحفادها ودائمًا كان منزلها مفتوح لهم جميعًا، أخطأت بحقها كثيرًا ولكن منذ ولادة "إياد" و هي تحاول أن تمحي كل ما حدث في الماضي..

سلمت عليها وعانقتها هي الأخرى سائلة عن أحوالها ثم نظرت إلى ابنة ولدها الأخرى "ورد" التي كانت تقف أمام والدتها، صاحبة الأربع أعوام، خصلاتها ذهبية كما والدتها والأعين البنية كما عمتها "يسرى" والأنف الصغير والشفاه الصغيرة كما والدتها، انخفضت إلى مستواها ووضعت وجهها بين كفيها تنظر إليها بحب وحنان ثم أخذت تقبلها بشوق وحنين قائلة:

براثن اليزيد "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن