٤٧-انقاذ فاشل

86 10 2
                                    


بإبتسامة هادئة كانت لينوفر تسير ببطء شديد بالطريق الأول للجهة الغربية، تسمح بذلك لنفسها أن تتمعن في كل خطوة تخطوها.
لقد صارت مؤخرا تشعر بهدوء نفسي مريح، ربما يمكنها القول أنها انسجمت أخيرا مع التغيير الحاصل بحياتها، خصوصا حين أصبح لها أصدقاء و استطاعت رؤية العالم الغريب حيث ينتمي أغلبهم.

عند آخر ذكرى زادت إبتسامتها توسعا و مدت أصابعها لتبعثر خصلات شعرها البنفسجية بحماس، لقد كان الأمر أكثر من رائع.

-"ريناس هي الأفضل!" همست في سرها و قهقهت بخفوت، فثأتير تلك الجولة لا يزال يراودها كلما إختلت بنفسها، لقد منحتها ريناس هدية ربما لم تعطيها الكثير من الإهتمام لكن لينوفر فعلت للإحساس الدافئ الجميل الذي يتغلغل في أعماقها..

-"ألن ينتهي هذا الطريق؟" إنتفضت من أفكارها و إلتفتت يمينا و شمالا تبحث عن أي شخص بجوارها.

لكن أنين خافت جعلها تتوقف مكانها لثوان بريبة قبل أن تعود السير مجددا تحاول إقتناص مصدره هنا و هناك.

-"من هناك؟" صاحت بتساؤل حين زادت حدة الأنين، و هرولت للأمام حين علمت أن صاحبه لا يزال بعيدا عنها بداخل الطريق ذو التراب الوردي الذي تحيطه أشجار أوراقها شبه صفراء.

ثوان قليلة و وجدت نفسها تقف بشهيق تناظر ما أمامها بفزع
-"أنقذيني!..أرجوك!" صوته ذو البحة الضعيفة و يده الملوثة بدمائه و التي رفعها كأنه يحاول إمساكها عبثا قبل أن تسقط جوار جسده المغطى بالدماء جعلاها تتراجع خطوتين للخلف و دون أن تزيح نظرها من على الشاب الملقى أرضا كانت تتمتم بوهن :"أليس تدريب؟..ما الذي يحصل؟..من هذا؟ و.."

إبتعلت باقي أسئلتها بجوفها حين أنَّ الشاب مرة أخرى و تحرك بجسده كمن يرغب في الوصول إليها متمتما بضعف :"ساعديني! "

هذه المرة لم تتردد و زفرت بعمق تطرد خوفها بعيدا ثم بهرولة قطعت ما يفصلهما من مسافة دون أن تغفل عن آثار توزعت على التراب هنا و هناك بالقرب منه ،و بدت كمخالب لكائن مفترس..

-"ما الذي حصل لك؟" سألته و ركعت جواره توزع أنظارها على جسده الجريح في محاولة منها لإكتشاف مصدر الجرح بالضبظ إلا أنها لم تستطع لكثرة الدماء و لثيابه التي كانت سوداء قبل ذلك و صارت ممزقة و مبللة، ملتصقة به.

-"ساعديني!" همس بضعف و ثقل جفنيه يسدل بذلك أهدابه السوداء، فشهقت لينوفر بقوة و دون أن تشعر هزته من كتفيه بقوة تصيح فيه :" لا تغمض عيناك أرجوك، قد أستطيع حينها مساعدتك"

عاد الشاب يفتح عيناه بضعف ثم جاهد ليبتسم لها قبل أن تعود جفنيه للإنغلاق من جديد، فنهظت لينوفر بسرعة تلتفت حولها بريبة تمتم :"لن يموت و أنت هنا لينوفر! لن أتركه يموت"

بقوة شدت خصلات شعرها تصيح بعصبية :"فكري لينوفر! فكري" ثم عادت تقرفص أرضا جواره تهمس :"عليك وقف النزيف! عليك إيجاد الجرح!"

ريناس روبي1حيث تعيش القصص. اكتشف الآن