~ جوليا ~
وقفت متجاهلة الفتيات فلست قلقة بشأنهن والتفت إلى ياماتو وقلت بإعتذار صادق : أنا آسفة ، أعلم أنك مذنب وتستحق ذلك ، لكنني بالغت قليلا في ردة فعلي ، سأقبل بأي عقاب تحكمه علي ..
كان ينظر إلي بنظرات باردة ، ولم يبد أي ردة فعل ، بينما دفعتني إحدى الفتيات أرضا وقالت : فالتموتِ أيتها القذرة ..
هتفت الفتياتمن خلفها بصوت متفاوت مؤيدين : نعم فالتموت .. فالتذهب إلى الجحيم ... إنها جرثومة قذرة يجب أن نقضي عليها ..لم أحرك ساكنا ، فأنا أستحق ذلك ، ماكان لي أن أغضب وأقوم بما فعلته ، بقيت على الأرض وأنا أسمعهن يشتمنني وينعتنني بأقبح الكلمات ..
فجأة سمعت صوتاً رجولياً يقول : لا شأن لكن يا فتيات ، هي لم ترتكب خطأً أنا المذنب هنا ..
جفل في مكاني عند سماعي لصوت ياماتو ، ثم رأيت يدا مُدت إلي ، رفعت رأسي إلى الأعلى ببطء أحاول قراءة ما في داخله وفي عيني نظرة غبية ..
لماذا يساعدني وأنا التي رغبت في خنقه حتى الموت ؟؟
- مابك ؟؟ هيا انهضي فهذه ليست منزلتك ..
قالها وهو يحثني على الإمساك بيده للنهوض ..
لم أمسك بيده وفضلت الوقوف بمفردي وعلامة تعجب كبيرة مرسومة على وجهي ..قالت إحدى الفتيات معارضة : ياماتو كيف لك أن تساعدها وهي كادت أن تقتلك ؟؟
قلت مؤيدة لها : نعم لماذا تساعدني ؟؟
قال ببشاشة : أنت قوية رغم مظهرك هذا ، لقد فاجأتني كثيراً وأنا أعتذر بدوري على استفزازك ..
لم أكن لأرضى بهذا أبداً : لا يمكنك مسامحتي بسهولة ، يجب أن تختار عقاباً لي ..
كان مندهشاً من إصراري لكنني استمريت في الحديث : سأخدمك طوال هذه السنة يا ياماتو تكفيراً عن ذنبي ..
حك مؤثرة رأسه بحيرة : لست حاجة لفعل كل هذا ..
قلت بإصرار : بل إن هذا مهم ، أخشى أن أتمادى بأفعالي إن تركتني ..
قاطعنا صوت روز الغاضب حينها : يكفي هذا ، كفي الحديث بطريقة غبية يا جوليا ..
نظرت إليها بهدوء : أرجوك يا روز لاتتدخلي ، أنا راضية بأن أكون خادمته ، ففي النهاية أنا مذنبة ..
- لست المذنبة ، لا تلومي نفسك يا جوليا ، هو من جعلك تفقدين صوابك ، لهذا فهو ليس خطأك ..
- بلى إنه خطأي ، إذ أنني كان من الواجب أن أتمالك أعصابي ..
قاطع حوارنا ياماتو الذي قال : إن كنت مصرة كثيراً فلن أمانع مطلقاً ، لا تقلقي يا روز سأحسن التصرف معها ..
أنهى جملته وهو يضحك بخفة ، نظرت إلى روز برجاء فأنا لا أرغب أن يطول الشجار أكثر ، فهمت روز نظراتي وقالت : كما تشائين لكن لا تأتي إلي باكية في المستقبل ..
هتفت بمرح : حسنا حسنا ..عادت الفتيات إلى أماكنهن لكن علامات عذم الرضى لازالت مرسومة على وجههن ، أما الفتيان فقد توجهو نحو ياماتو وبدؤوا يتحدثون عن ما حدث ، وكيف أنه حصل على خادمة غبية مثلي ..
لم أعرهم أي إهتمام ، على الرغم من أن الجميع ينظرون إلي على أنني جبانة ، بسبب كثرة إعتذاري وإرتباكي ، إلا أنني في وقت الغضب أتحول إلى أنثى شرسة ، وأنتم شهدتم على ذلك بأعينكم ..
لكن هذا الجانب مني لا يعجبني إطلاقا ، فأنا أكره إيذاء الآخرين ، ولا أحب أن أغضب كثيرا على أي أحد ، وحين يحصل ذلك فأنا لا أقصر مطلقاً في معاقبة نفسي ..
أنت تقرأ
لعبة بين يدي حاقد
Mystery / Thrillerهم ضحيا لشخص أقرب ما يكون لمسخ قاتل ، يتلذذ بتعذيب ضحاياه قبل أن ينهي حياتهم .. يتخذ من الأمور السخيفة سببا لتبرير أفعاله البشعة ، مريض نفسي بعقل خبيث .. لعبة مخيفة سيضطر أبطالنا للخوض فيها ، طلبات وأوامر يُجبرون على فعلها وإلا ستضطر صديقتهم الأسيرة...