إذا أَظْمَأَتْكَ أَكُفُّ اللئامِ .. كَفَتْكَ القناعةُ شِبْعًا ورِيَّا
فإنّ إراقةَ ماءِ الحياةِ .. دُونَ إراقةِ ماءِ المُحَيَّا.
-أبو الحسن النعيمي.
ودت زينة في هذه اللحظة بالتحديد لو أن الأرض تبتلعها الآن، تخفيها عن جميع الأعين التي انتبهت لها وعن نظرات الشباب الساخرة، شعرت أنها تريد أن تبكي ولكنها استمعت فجأة لصوتٍ أنثوي ينهرهم ويتقدم منها ليساعدها.
"بتضحك على إيه أنت وهو؟ مافيش أي حاجة مضحكة على فكرة!"
تقدمت منها الفتاة، مالت عليها تساندها وترفع أحجياتها المتناثرة عن الأرض، استندت زينة على ذراعها وتحركت مبتعدة عنهم.
"أنتِ كويسة؟"
سألتها الفتاة بنبرة قلقة خاصةً عندما لاحظت أن زينة تتحسس كاحلها بألم، أومأت بالإيجاب محركة رأسها وهي تشكرها بامتنان
"كويسة الحمدلله، شكرًا ليكِ."
"العفو ماحصلش حاجة يعني، أنا جنى وأنتِ؟"
"زينة."
ابتسمت جنى بتوسعٍ معجبة باسمها وهي تضيف بمرحٍ "اسمك لطيف أوي، لايق عليكِ .. أنا كنت معاكِ في المحاضرة جوا."
لم تعرف بماذا ترد على مجاملتها، اكتفت بالنظر لأسفل والابتسام في خجلٍ حتى قاطعتها جنى مرة أخرى متفاجئة
"أنتِ عندك غمازة؟ شكلها جميل!"
"بصي أنا مش عارفة أرد عليكِ عشان كل شوية تقولي كلام أجمل من اللي قبله!"
ضحكا سويًا على جملتها العفوية، هي بالفعل لا تتقن فنون الرد على المجاملات، ربما لأن لم يخبرها شخص أبدًا بهذه الكلمات اللطيفة، فقط اعتادت على الإهانة.
"طيب احنا نتصاحب بقى، عشان ماعرفش حد هنا لأني مش من اسكندرية."
ضحكت زينة بهدوءٍ وهي تجيبها "ولا أنا من هنا.".
***
انتهى اليوم الجامعي الذي كان لطيفًا إلى حد ما بوجود جنى المرحة، كانت تشعر زينة بأن سندس هي التي أمامها، نفس تصرفاتها الطبيعية المجنونة أحيانًا ورقتها العفوية، بدأت تحكي لها عن أسرتها وبأن جميع أشقائها أطباء، وهي الفتاة الوحيدة على خمسة أولاد، وكيف أن والدها يدللها كثيرًا ووالدتها تعترض على تصرفاته معها.
كان كل شيء يسير بنحوٍ جيد وعلى ما يرام حتى هذه اللحظة، حينما رأت فتاة تقف أمام الكلية ووالدها يلتقط لها بعض الصور، شعرت بخناجر تصيب قلبها ولم تستطع التماسك، رغمًا عنها أدمعت ولاحظتها جنى التي سألتها بقلق عن إذا كانت أزعجتها، فنفت زينة وهي تمسح عينيها مجيبة إياها
أنت تقرأ
قمر والميم دال
Romanceمِن خَيبَتي أَسمَيتُكَ أَمانًا .. وَنَسيتُ بأن الثِقةِ بَينَنا تَنعَدِمَا يَا سَببْ قَهرةِ فُؤادِي وحَسرَتي .. أُذرِفُ كُل يَومٍ بَدلِ الدِّمُوعِ دَمَا. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بدأت في ٢٥ مارس ٢٠٢٢ والنسخة ال...