الظلام والنور.

76 9 0
                                    

بعد حلول تلكَ الأحداث الكثيرة بالنسبة لنجم ، القليلة بالنسبة لك
يتوهُ الطفل ، تاركاً مأواهُ البغيض ،المدرسة، وكل شيءٍ إمتلكه ، يجوبُ بلدةَ أستيباليا حائراً ، قلقاً على أخته التي أحبها كثيراً، مُضيّعاً صداه ما بين الحَيْرةِ والخوف، فلم يتلذّذ بأن يكون الإبن الأكبر المُحتَرم ، ولم تتلذّذ نور أن تكون الطفلة الصغيرة المُدلّلة ، إذْ لم تحتوهِ سوى شوارعٍ موحلة ، ومبانٍ موحشة، ومشاعرٍ مضطربة.

يضطر نجم أن يعمل طوال النهار ويبحث عن نور في الليل وينام على الأرصفة بعد منتصف الليل ، بهدفٍ وحيد للعيش وهو إيجاد نور .

عند غروب الشمس ، بعد يوم شاق من العمل يُفكّر نجم أثناء السير كالعادة ويحدث نفسه :
أعتقد أنه علي الذهاب لذلك المنزل نهاية الطريق الموحل لكي أستحم فقط ، ثم أكمل البحث عنها ، أنا اتمنى بشدّةٍ أن تكون الآن مع شخص لطيف يعتني بها الى أن اجدها.

(يحدّث نفسه أيضاً في طريقه الى المنزل المتروك ):
الطريق الموحل الموحش كالعادة ، هل سيظهر ذلك الطويل الغامض مجدداً؟ ، بصراحة لا أشعُر بالإرتياح تجاهه .. على كل حال واخيراً سأعلم مغزى تلك الأرقام ولكنني لن اعيش بالمنزل اللعنة!، لا اريدُ أن يساعدني بمحض الشفقة ! ، أنا أكتفي بنفسي وسأتدبر أموري.

وصلتُ اليه، ماهذا ؟، يقِفُ أمامَ المنزل الخشبي المتكوّن من طابقيْن ، يبدو قديماً جداً، ومبنيٌّ كجُزءٍ من قصر- فيتحيّرُ قائلاً : أظنّ أنه مبنيٌّ منذ ٣٠٠ سنة على أقل تقدير ، لا يهُم أود الإستحمام، أنا لم أستحم منذ تلك الحادثة اللعينة.

يجدُ بئراً خارجياً عتيقاً بجانب المنزل المُهاجر أو المتروك منذ قرون ، ويُنهي إستحمامه ثمّ يصيبهُ الفضول بالطبع تجاه المنزل فيقرر تفَحُّصَهُ بالكامل.

يدخل بهدوء من الباب الأمامي ، مُلحق ينتهي بسلالم الى العليّة ، غرفتا معيشة يميناً ويساراً ، يرى ذلك الأثاث الفاخر المنقوش بالأزهار وكذلك المهترئ بنفس الوقت ، الأرض الخشبية المُهترئة ، والشبابيك التي تُصدر صريراً مزعجاً ، بضعةُ لوحاتٍ لأماكن غريبة لا تبدو من العالم الحقيقي ، مجموعةُ لوحات باللون الأحمر فقط ،  وكُتباً مجهولة اللغة، فإبتدى كلُّ شيءٍ بالدّاخل غريباً جداً.

[يتحدث نجم ]
ما هذة الرموز ، وما هذة اللغة اصلاً ؟ .
يتفقد الغرفة المجاورة ويرى رمزاً بلغةٍ غير معروفة، مكتوباً على الأرضية بحجرٍ رسوبيٍ أبيض كالطبشور كالآتي ( αστέρας ) منقوشةً بالخط العريض دون إستطاعته على فهمها بالطبع.. يصعد الى الطابق العلوي الذي إحتوى مجرّد غرفة سقيفة واحدة.. ثم يجد بالأعلى ما كان يُريدُ إيجاده!.

المنقلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن