#9 جَلْسَةْ صَراحَة وَغَضَب.!

1K 42 0
                                    

أعادت الطبيبة كاثي الطفل الى غرفته وخرجت منها بهدوء، تسير بين أروقة المشفى تبحث عن كاميلا بينما ذهنها شاردٌ فيما جرى منذ نصف ساعة، مشاعرها كانت متخبطة وكان الشوق حليفها إلا أنها تكابر على نفسها تنكر ما يخالجها من شعور، كتمةٌ من ضيقٍ قد إستمسكت بها أثناء تردد أقدامها بين رواقٍ ورواق، عبراتها قد تشكلت بالقرب من مدامعها، لم تدري أكان قهرًا أم عجزًا أم شوقًا.. أم كان خليطًا من مشاعر وفيرة..

في نهايةِ المطاف لمحتها وهي ترتجل خارج إحدى الغرف أثناء تعديل مئزرها، فإستوقفتها بحديثها: 

- هل رأيتِ جوزيف وهو يدخل إلى هنا

نظرت لها كاميلا بإعتيادية نابسةً بهدوء:

- أجل لقد وجدته هنا مصادفةً وسألني عنكِ

نظرت لها كاثي بنوعٍ من عدم الرضا:

- في المرات القادمة، قدمي لي معروفًا ولا تطلعيه عن مكاني إن سمحتِ

قهقهت كاميلا بهدوء:

- ومن قال لكِ بأنه لن يبحث عنكِ إن إمتنعت عن الإجابة يا كاثي؟ من أخبركِ بأن رفضي للإجابةِ سيصده عن محاولةِ إيجادك؟

عقدت كاثي حابيها تساؤلٍ نابسةً بإستفسار:

- ماذا تقصدين؟

كتفت كاميلا ذراعيها نابسةً بإبتسامةٍ واثقة:

- إبنك يأتي إلى هنا لِكي يراكِ ولا اظن ان امتناعي عن الإجابة سيدفعه لمغادرة المشفى دون أن يلمحك حتى، بل بكل سهولة سيسأل أحدًا غيري وإن لم يتلقى إجابةً يقينة سيبحث عنكِ هو بنفسه في جميع ارجاء هذا المشفى الضخم حتى يجدك ولن يرحل دون أن يشبع ناظريه بكِ.. إن ولجكِ مكافحٌ يا كاثي وهو ليسَ يئوسًا فلا بد أنكِ تعلمين طباعه أكثر مني 

أشاحت كاثي بنظرها تكابر على نفسها لكيلا تخونها دموعها:

- انا فقط لا اريده أن يأتي الى هنا، انا أخجل منه ولا أريد منه إحراجي

إبتسمت كاميلا مربتةً على كتف الأخرى برقة:

- هدئي من روعك يا كاثي، فلا أحد سواي يعلم عما فعله جوزيف ولأطمئن قلبك انا لم ولن اخبر احدًا، ثانيًا جوزيف ليس وحشًا بالنسبة لي بل انا أحبه كثيرًا كما لو كان إبني وإن كنتِ ستأخذين بنصيحتي، فإذهبي لرؤيته

أومأت الأخرى:

- عليَّ ان اعلم ما هي مستجدات حياته

كاميلا بتساؤل:

- أتعلمين أحدًا من رفاقه الثلاثة؟

أومأت كاثي نابسةً:

- أحفظ أشكالهم جيدًا فلقد سبق ورأيتهم عدة مرات عندما أتى ليزورني هنا

كاميلا بإنفعال:

- تواصلي معهم إذًا

تنهدت كاثي:

شَهِدّْتُ عَلَى جَريمَتِهْ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن