الاقتباس رقم (1)

2.1K 70 17
                                    


اقتباس رقم (1) من روايه صمت الفتيات لـ خديجة السيد ♥️♥️
______________________________

وسرعان ما ظهر طيف مشوش داخل عقلي و اخذت أتذكر احداث طفولتي التي لم احب ان اتذكرها يوماً مطلقاً التي تسببت لي بالكثير من المعاناه والجروح التي لم تشفى حتى الان؟
ولا تفارق عقلي ابدا لذلك دائما اصبح شاردة الذهن وبصحه غير جيده وعدم اتزان نومي في الفتره الاخيره، وما هو يؤلمني اكثر انني لم استطيع البوح بما داخلي؟ لمن؟ أو لماذا أتحدث اذا كان الوضع سيستمر كما هو دون تغيير!

أفقت فجاه على صوت رجل يتحدث بخشونه بجانبي إلي لم انتبه في البدايه ماذا يقول؟ لكن عندما نظرت اليه وجدت رجل في عمر الخمسون تقريبا لكن كان يبدو عليه الشيب المبكر وملامح وجهه الظاهره بها تجاعيد، ابتسم بطيبه وهو يقول بنبرة حنونه
= مالك يا بنتي سرحانه في ايه عمال انده عليكي شكلك تعبان قوي تعالي اقعدي جنبي في مكان أهو، وبعدين شكلك تعبانه خالص،
تعالي يا بنتي اقعدي جنبي انا زي والدك

تطلعت فيه مترددة قليلا وهو يبادلني النظره بحنان وابتسامه دافئه، تقدمت نحو المقعد في صمت بعد أن شكرت الرجل بامتنان شديد فانا حقا كنت بحاجه الى الاسترخاء، وجلست بتعب شديد أعلي المقعد وأنا أغمضت عيني اتنفس بهدوء واستمرت في فرك كتفي من الالام الذي اشعر بي، وبعد عشرون دقيقه تقريباً شعرت بشيء لم يكن غريب عليه؟

فانتفض جسدي وكنت خائفه تماماً وفتحت عيني علي واسعها ولم اتجرا على النظر إليه، حاولت ان ابتعد بهدوء وصمت حتى اتفادى ما يفعله بي دون أي حديث قد ينكأ جراحي، وقلت إلي نفسي من الممكن ان اكون اتوهم لا اكثر! وقلت الى نفسي من المستحيل ان يفعل رجل بهذا العمر شيء كذلك.

لكنه لم يتوقف بل فعلها مره ثانيه وقد تمادي أكثر وحاولت مره ثانيه و ثالثاً ان اتفادى اكثر من مره ولكنه كان هو شبه لديه اصرار رهيب علي لمسي، اخذ رعبي يهدأ قليلاً وانا اقنع نفسي انها مجرد تهيئات ولكن اي تهيئات تلك؟! حين شعرت بلمسات خفيفه علي طول ذراعي بينما بدأ الأمر يتمادى أكثر و أكثر وهو يصدر صوت مقرف بتلذذ وتمهل وكأنه يستمتع بما يفعله

لم اعلم هل انهض؟ أم اظل جالسة حتى يتوقف هو من نفسه؟ شعرت بالارتباك بضع ثوان ثم أنبت نفسي علي التخاذل سريعاً هكذا وحاولت التماسك او هكذا هيئ لي، أجفلت جفني ووجلت نبضات قلبي في وهن شعرت بأني سانهار حتما، لا اريد ذلك ان يحدث لي مره ثانيه واستقبل ذلك كعادتي بالصمت الذي لم يفيدني مطلقاً بل على العكس تماماً يضرني اكثر واكثر.

حاولت ان اقاوم من داخلي رغبتي في الاستسلام ولم اعلم كيف اتت من الجراه وامسكت يده بعنف حتى يتوقف، ونظرت له حتي تنبه الراجل العجوز وهو يلتفت نحوي وشعرت باحتياج للتأهب لما قد يحدث ولكن عندما تلاقت الأعين ،كانت نظراته كفيلة بأن تبوح بكل شيء لم يعد هناك أي داعي للحديث أو الشك لما يحدث الان؟ فهو الان بالفعل يتحرش بي؟ يتحرش بـي شابه في عمر ابنته تحولت نظراتي إليه إلي اشتمزاز وقرف وانا عقلي يحاول استوعب الأمر؟ لكن ما تألمت لاجله هو نظراته إلي كانت قويه جدا لم يهتز كانه لم يفعل شيء مخجل أو محرم؟ وانا المجني عليها خائفه منه بشده كذلك، وسالت نفسي الى متى سيظل هذا الوضع يتم قتلي بالبطيء والمذنب هو من معه الحق؟ هل هذا هو عدل الله حقا حين قال استوصوا بالنساء فالبتاكيد لا؟ اذا لماذا ليس انا من معي الحق؟

صمت الفتيات (كاملة) لـ خديجة السيد +16حيث تعيش القصص. اكتشف الآن