أهلا
قدمت أسرع من المعتاد و هذا لما يجول بخاطري من أفكار تخص هذه الرواية و التي حتما أريد وضعها كافة بأقرب وقت
سأرجو أن لا يفسد حماسي و يخترب بانطفاء الشغف
لن أطيل عليكم لذا أرجو أن تستمتعوا
>الفصل الثالث: انتكاس، انهيار و بداية<
"عليك بإجهاضه"
لم تسمع آريسا ما قد قيل بعد تلك الجملة
كأن عقلها توقف و حواسها أبت الاستجابة
هي لم تعلم أنها قد رجعت للخلف بخطوات مهتزة
أدركت ما نبس به بشكل خاطئ مؤكد
"هوسوك...أنت...هذه مزحة؟"
ابتسمت بزيف تسأله و ترجو أن يوافقها بإجابة تخرجها من الدوامة التي قد خلقت بباطنها
"لست أمزح آريسا...عليك أن تجهضيه"
"لا أريده"
نفس هزيل خرج منه ليستقيم مقابلا إياها بوجه تكسوه الرزانة"لا..لا تريده؟ لا بد من أنك غير مستعد فقط لا؟"
تقدمت منه واضعة يديها على خديه تحاول جذب انتباهه لها بعد أن خفض نظره للأرض
"صدقني حتى أنا لم أكن مستعدة لكنني متأكدة بأننا سنكون بخير ما دمنا معا...قد نتعب و يبدو لنا الأمر سيئا بداية لكننا سنتخطاه...سوية"
بشيء من التلعثم تلفظت راجية تقاسي كي لا تجهش بالبكاء أمامه"أنت لا تفهمينني...ليس هذا ما قصد-"
"إذن اشرح لي...أخبرني بكل الذي يدور بعقلك...أريد أن أفهمك!"
صدح صوتها باترة كلامه
هي قطعا تحتاج لتفسير
ليس هذا ما توقعته و تريد أن تفهم سبب اتخاذ رأيه هذا تجاه هذا الموضوع
"تعتقدين إن صار لنا طفل مثلك سيكون عاديا؟!"
بنفس علو صوتها سلفا رد عليها مستفهما
و حالما فرغ قطبت هي حاجبيها و شق ثغرها قد أخذ شكلا مستقيما
"مالذي تقوله؟"
هزت رأسها تناشده بتوضيح عاجل
محياها علته الحيرة و يداها ارتدا لمكانهما
طفل مثلك
مالذي يعنيه بطفل مثلك؟
"لا تتظاهري بالجهل و التناسي آريسا...تعلمين أن مرضك وراثي"
ردد عاقدا ذراعيهرآها تحدق به مطولا بنفس سكونه لكن الرعشة التي قد احتلت ثغرها لم تهدأ مطلقا
راميا بكلامه الذي لم يستطع رأسها ترجمته
هي تحاول جاهدة ألا تنهار في الحين
"مالذي ترمي إليه؟ تقول أن مرضي سيعود على طفلنا؟"
"بت تخاف مرضي الآن هوسوك؟!"
صاحت آريسا بغير تصديقكيف له أن يقول هذا و هو أول من يعلم بأنها كانت تتوق لتجربة الأمومة من أول يوم تزوجته به
هو لم يعارضها أبدا لذا لم تضع ببالها أبدا
بأنى له بأن يفكر بهذه الطريقة نحوها
نحو دائها
"لست أخاف مرضك و إنما أخاف على الطفل و الحياة التي قد يعيشها لو حدث و أصابه هذا الداء"
"و أظنك تدرين أكثر من أي شخص بشاعة المشاعر التي تراودك جراءه آريسا"
مد يده لظهر الكرسي ساندا نفسه عليه
و عكسها هي التي قد شرع الغليان في الولوج لكافة جسمها
هو قد بدا هادئا و ساكنا جدا
على غير طبيعته
"أي تريدني أن أجهضه فقط لأنك تخشى عليه من البهاق؟"
"تريدني أن أتخلص من روحه النقية التي تكبر داخلي لهذا؟"
علا صوتها مرة أخرى و الأسى ظاهر على ملمحها"آريسا أخبرتك لا أريده و انتهى...حقا يكفيني الذي أعيشه"
زفر الهواء يناظر الباب من بعيد