النَّهاردة مريت بموقِف يكاد يكون أعظم موقف مرّيت بيه في حياتي كُلّها، خرجت من البيت وقابلت شخصية قدرًا، الشخصية دي مِن سنتين وأنا رايحه الجامعة قابلتها برضو، وكان معايا خاتم تسبيح لونه - بيبي بلو - وأنا بحب اللون ده جدًا .. فلسّه بفتحه .. لاقيتها طلبت مِني الخاتم ليها ، قولتلها يومها :
أجبلك واحد جديد.
قالتلي لا أنا عاوزه ده.
قولتلها :
أنا بالنّسبالي معنديش أي مانع أعطيكِ الخاتم، بس استوصي بهِ خيرًا لإن اللون ده بلاقيه بالعافية.
قالتلي أعدك.
اليوم لمّا قابلتها تركت معاها خاتم التسبيح بتاعي وقولتلها ثواني هشتري ميّة، قالتلي طب ثواني هورّيكِ حاجة، طلّعت ليا خاتم تسبيح..
- إيه ده مش فاهمة!
- ده الخاتم اللي خدته مِنّك من سنتين لو تفتكري، كل الذّكر بتاعي عليه، ورد الأستغفار و التسبيح و و و و .. كله عليه،
حقيقي الخاتم يكاد يكون بـ 10 جنية مثلا!
بس انتِ تاجرتي مع ربنا بيه.. بقالك سنتين بتاجري مع الله، هو بيعلّق بس أنا لازلت بسبّح عليه.
أنا لاقيت نفسي بقدّم ليها الخاتم التاني كمان بكل ثقة إن دي تجارة مع الله!
____
من اسبوعين بكلّم واحدة صاحبتي وكنت بشتكي ليها أمر ما، لاقيتها بتقولّي في نهاية المُكالمة..:
- أقولك حاجة تفرّحك ؟
= قوليلي
- كتاب الشمائل المُحمّدية اللي أهدتيه ليا .. أنا طول المدة دي بقرأه اسبوعيّا كورد اسبوعي عشان يكون سبب في امتزاج سُنّة النّبي في قلبي امتزاج الماء بالماء، ولعلّه يكون سبب في رؤية النبي.
الموقفين فعلًا أثبتوا ليا إن أعظم حاجة مُمكنة تقدّمها لإنسان هي حاجة تربط قلبه بالآخرة، وتُلملم الدُنيا مِن زوايا الروح، شيءٌ بهِ طيفُ السّلف... كتاب ديني، كتاب يُقرّبه مِن الله، مُصحف يقرأ فيه، تفسير يفهم مِنّه، .... الخ.
زينة الدُّنيا عمومًا اللي بنهادي بيها بعض بناخد بيها أجر ، بس في فرق بين اللي عاوز أجر دائم، عدَّاد بصدقة جارية ليه طول ما هو عايش و ينفعهُ في قبره عند وفاته، وبين اللي عاوز أجر ادخال السرور على قلب أخيهِ فقط...
زوّدوا هدايا المُجلّدات والكُتب وكل شيء نافع يُقرّب رفيقك إلى الله ..بارك الله فيكم.. فالصحائف خالية.. والمرءُ منّا يحتاجُ إلى الكثير مِن الأجر.
_ إسراء عاطف.
