شعور ألم الروح أعظم من الجسد، قلبك ينبض ولا ينبض؛ تتنفس ولا تتنفس، تستقبل طعنات من أقرب الناس إليك، وصل ذلك الشخص إلى وجهته، نزل من السيارة طرق الباب، وقال صارخا لقد علمت كل شيء، شعر بالاختناق أكثر فأكثر تثاقلت أنفاسه وضع يده على الجدار ساندا نفسه، فإذ بالباب يفتح خرج سامح رأى كهرمان واقفا مستندا بالجدار، اقترب منه قائلا: كهرمان!؟ ماذا جرى لك؟ والآخر يحاول التقاط ماتبقى من أنفاسه إن تبقى، سامح علت وجهه الصدمة، اقترب من كهرمان أكثر أسنده على كتفه وادخله المنزل واجلسه على الكنبة، سكب ماء واشربه ثم أخذ يحتضن رأسه ويطبطب على ظهره قائلا: اهدأ اهدأ حتى هدأ، ثم ابتعد عنه قائلا: سأذهب أوقض سامي وسلام، كهرمان ارجع رأسه للوراء تنهد بتعب ويقول في نفسه (الآن كيف سأخبرهم؟ أنه أنه اخي ولكن إن لم أقل نورمان سوف..)، فإذ بذاك الصوت قطع أفكاره، سامي: السيد كهرمان عندنا في هذا الوقت، ارتسمت على وجهه ابتسامة خفيف قائلا: ماذا هل لديك أخبار عن اخي؟، والآخر ينظر إليه بخوف ابتلع ريقه وقال: ن نعم ولكن، سامي: ولكن ماذا؟!، في مكان بعيد يمشي بتعب خطوات بطيئة وثقيلة يشعر بأنفاسه تنخفض، لم تعد قدماه تحملانه أكثر جثى على ركبتيه، لم يشعر إلا بيد دافئة حطت على كتفه ويسمع ذلك الصوت الذي اشتاق إلى سماعه يناديه بأسمه، رفع رأسه حطت عيناه على عيني الاخر ، سقطت دمعة تيمه من عينه يشعر بقلبه يرفرف، جلس الآخر مقابلا اياه بابتسامته الجميلة، ثم مسح على رأسه قائلا بنبرة حنونة: كن قويا سلام كن قوي، ثم بدأ يبتعد و يختفي شيئا فشيئا، سلام بدأ يناديه بأعلى صوته والدموع تنهمر من عينيه : لا لا لا تذهب لا تتركني، صار يلتفت يمينا وشمالا حتى لمح ذلك شخص، وقف واقترب منه قليلا دقق النظر فإذ به نورمان، بدأ يقترب أكثر فأكثر اوقفه ذلك الصوت الذي يكاد يكون مسموعا: توقف توقف لاتقترب أكثر، إذ به يرى عدة طلقات وهي تخترق جسد أخيه أراد أن يذهب إليه لكنه بدأ يختفي، وسلام مادا يديه نحوه ويقول بصوتٍ باكي: لا لا يا أخي لا تذهب ارجوك لا تتركني، تثاقلت أنفاسه و قلبه يخفق بقوة، شادا بيديه على قميصه يحاول التنفس، إذ بصوت يناديه من بعيد، سلام سلام سلام، آفاق سلام من ذلك الكابوس فزعا أنفاسه تتسارع وتتسارع أخذ كوب ماء وشربه بسرعة، تنهد ثم أغمض عينيه شعر بيد حطت عليه، انتفض وفتح عينيه بسرعة، سامح: هل انت بخير يا اخي؟ سلام: لا تقلق انني بخير، ثم قال بصوت خافت كان مجرد حلم، سامح: ماذا قلت؟ سلام: لاشيء، سامح: حسنا سأذهب اجهز الفطور، لاتتاخر كهرمان هنا أيضا، سلام: حسنا، في ذلك المكان ذلك الشخص: كيف سنصل للآخر، مازن: لا تقلق لقد رسمت عدة خطط، في الزنزانة دخل مازن رأى نورمان هادئ، لم يعجبه ذلك بدأ يرميه بالكلام لكن لم يعيره أي اهتمام، أخرج ذلك سلاح وجهه امام رأسه والآخر لا يحرك ساكنا، نورمان أغمض عينيه وهمس بصوت خافت وبنبرة بارده: هيا اقتلني هذا ما تريده هيا لن اقاوم، والآخر استشاط غضبا، ماهذا البرود ياهذا؟ توقف قليلا ثم أردف قائلا بمكر: لا تقلق سأقتلك لكن ليس قبل أن ترى أخيك يقتل أمام عينيك، اتسعت عينا نورمان قائلا بصوت عالي: ماذا؟ أرجوك لا تفعل اقتلني لكن لاتفعل ، مازن يسمعه وقد ارتسمت على وجهه ابتسامه ماكرة وخرج، وجلس بجانب صاحبه وبدأوا يخططون، وفي الجانب الآخر نورمان مازال يصرخ ويحاول الإفلات من تلك القيود، يتمتم ويتمتم بعدة كلمات، شعر بنغزه في قلبه انتفض جسده، شهق شهقة فخفت صوته وأُغلقت عيناه… ، في منتصف الليل في منزل الأخوة وصلت رسالة لهاتف سامي من رقم مجهول، قرأها أمام إخوته وكهرمان، كهرمان: لاتذهب انه فخ، سامي: ليحصل ما سيحصل اخي الصغير يتعذب هناك وماذا نفعل نحن ها، كهرمان: ولكن، سامي: ولكن ماذا؟ سأذهب وانتهى النقاش، وزع نظراته على سلام وسامح قائلا: وأنتم الاثنان لن يتبعني أحد سمعتما؟، والآخرين ليس لديهم حيلة للنقاش هزا رأسيهما مجيبين… ، في مساء اليوم التالي،
فتح عينيه المشوشة اغلقها وفتحها ثم تذكر أنه في زنزانة مظلمة، إذ بالباب فُتح دخل مازن وهو ممسكا بشخص، رمى ذلك الجسد الدامي أمام نورمان، نورمان ينظر إليه يحاول استيعاب ما يراه، تسارعت أنفاسه حينما أدرك انه سامي، مازن امسك سامي رافعا جسده ووجهه مقابل وجه أخيه، وجه سلاحه على رأسه، و نورمان يحاول الإفلات و يصرخ وتلك الدموع احرقت وجنتاه: لا لا لا ار.. جوك لا تفعل هذا ارجوك، نظر اليه سامي بابتسامة حزينة وعيون دامعة وقال بنبرة حزن: سامحني يا أخي وأغمض عينيه، أطلق مازن النار وتطايرت الدماء على وجه نورمان وهو ينظر بصدمة ورعب غير مصدق ما يراه، اقترب مازن منه نظر إلى عينيه وجه سلاحه نحوه ، علت شهقات نورمان وانفاسه تكاد تنقطع يشعر بألم شديد في صدره اهو قلبه؟ ام انتزاع روحه؟، ارجع رأسه للوراء وعلا صدره بتلك الشهقة...
أنت تقرأ
من انا
Mystery / Thrillerمن انا في هذا العالم!، هل انا ذلك الشخص الطيب؟، الهادئ!، ، ام هناك شخص آخر يختبئ داخلي؟!، شخص متوحش! ، غاضب!.