جلست رقية تنظر إلي السماء من نافذة غرفتها وتقول بداخلها ( إنها أخر ليلة أنظر إلي تلك النجوم اللامعة من الغد سوف أنظر إلي نجوم تلمع في مكان آخر ، من الغد سوف أكون في المكان الذي تمنيت الوصول له وها هو الحلم تحقق وسوف أغادر البلاد لأستكمال دراستي وسوف أنال شهادة الماجستير في أدارة الأعمال ).
لكن كان بداخلها خوف من المجهول وإنها سوف تكون في بلد لا تعلم عن تقاليدها وعاداتها وأهلها شىء كل ما تعرفه عن تلك البلد كان من خلال الأفلام التي تشاهدها.
ركبت الطائرة ذاهبة إلي الولايات المتحدة الأمريكية لتبدأ حياة جديدة مع أناس لا تمد لهم بصلة، جلست بجوار نافذة الطائرة وقرأت بعض أيات القرأن الكريم ودعاء الركوب فكانت مرتها الأولى تمسكت بالكرسي وأغمضت عيناها وهي تتخيل المسافه بين الطائرة والأرض ثم تنفست بصوت مسموع فتحت عينها ونظرة من النافذة لتقول..
ما أجمل مصر من فوق السحاب!استمرت تتحدث بداخلها وتقول ، ما الذي فعلته هل ما فعلته كان الصواب تركي لأهلي وأصدقاء طفولتي كان صحيح ، أدمعت عيناها ومسكت حقيبتها الصغيره الحمراء تبحث عن منديل بداخلها يكون عون لها في إخفاء حيرتها ودموع عيناها التي تسيل وتجعل لونها شديدة الحمرة وفي ذات الوقت تجعل عيناها الزرقاء شديدة الجاذبية.
كانت رقية فتاة تجمع جمال الشرق كأنها لوحة رسمها فنان وتغزل بكل تفاصيلها، كانت ذات شعر مجعد طويل لونه لون الليل، ذات بشرة سمراء، تضىء عيناها ملامح وجهها بلون أزرق صافي مثل لون السماء في الصباح، ذات حاجبين مرسومين عارضين ..
يااا له من جمال يسيطر علي العقول...بحثت ولم تجد المنديل فأصبح توترها معلن ولم تستطع أن تخفيه.
أستدر وجه نحوها وأعطاها منديل فنظرت إليه وهي دامعة العين.
فقال: هل هذه مرتك الأولى؟
فنظرت له في صمت ، من أين يعرف هل من تلك الدموع التي تسيل وجعلته يشاهد ضعفي .فكانت لاتحب أن تبكي أمام أحد أعتقادً منها أن تلك الدموع مصدر الضعف لديها، فإنها كانت تحب دائما أن تظهر فتاة مثالية وقوية ولن يهزمها الضعف أبداً.
فقالت : نعم وأخذت المنديل شاكرة تصرفه معها.كانت المسافة بعيدة والوقت لا يمر و أيضا تشعر بالأرهاق النفسي والتوتر حاولت النوم ولم تستطع فقررت أن تشاهد فيلما ولكنها لا تعلم كيفية تشغيل التلفاز .
فلاحظ مدى توترها وأنها لم تستطيع تشغيل التلفاز .فقال: ممكن أساعدك؟
رقية : لو سمحت أصلي مش عارفه أشغله.
... : من الزرار ده أهو أشتغل تحبي عربي ولا أجنبي؟
رقية : أجنبي ممكن فيلم the shark .
نظر لها وأبتسم في تعجب !
رقية : بتضحك ليه هو أنا قولت حاجه تضحك.
... : لا لكن الفيلم رعب وإثارة والواضح أنك متوتره وخايفة أزاى هتتفرجي علي فيلم ممكن يزيد الخوف والتوتر عندك أكتر .
رقية : أنا مش خايفة ده أولا ثانياً أنا بحب الفيلم ده لأنه بيخليني أنام.
...: نعم تنامي هههه طب إزاى ده رعب!!
رقية : تصدق مش عارفه ليه حاولت كتير أفهم ليه مفهمتش يمكن عشان رعب فبهرب بالنوم.
...: منطقي برضوا، لو تسمحي ليا اتفرج معاكي علي فيلم تاني ونتكلم يعني لو مش عارفه تنامي وكمان يكون توترك أقل؟
رقية: أنا مش متوتره.. (تجز علي أسنانها).
وبعدين فيلم أيه زى أيه يعني؟تحمس لطريقة كلامها فإنها خجولة متهورة وجميلة تحاول أن تخفي الخوف الذي بداخلها ولكن عيناها تفضح ما يحوم بداخلها ،عيناها التي تشبه نجمة لامعة في سماء شديده السواد .
...: أنا أسف ، طب أيه رايك في فيلم me before you .
نظرت له في دهشة وهي تقول بداخلها غريب ده فيلمي المفضل وإزاي ولد يكون بيحب النوعيه دى من الأفلام.رقية : أوكي بس ممكن أسأل سؤال فضولي..
...: أه بحب النوعيه دى من الأفلام عادى جدا الإنسان لازم يتفرج علي كل أنواع الأفلام بما اني بدرس تصوير سينمائي فطبيعي اني أتفرج علي انواع مختلفه.
رقية : أنت عرفت من فين إنِ هسأل السؤال ده .
...: عادى مجرد ما قولت أسم الفيلم عينك اتكلمت قبلك.
رقية : (مبتسمه في خجل) أه واضح إن عيني بتقول حاجات كتير ..
...: للأسف أه .أنتهي الفيلم ونزلت كلمة النهاية وهي تبكي وتقول لماذا لماذا ينتهي ذلك الحب بتلك الطريقه ليت تلك الاصابه لن تحدث .
...: أنتِ مش راضيه عن النهاية صح؟
رقية: أه كان لازم يجرب الأول أنه يعيش معاها أكتر
بس نقول أيه المؤلف عايز كده، ما علينا أنت بتدرس في أمريكا؟
...: أه بدرس فى جامعة كاليفورنيا.
رقية: بجد أنا كمان رايحه لوس أنجلوس هدرس الماجستير في جامعة كاليفورنيا.
...: بجد انا في سنه رابعه هتدرسي أيه هناك ؟
رقية: أداره أعمال.تقول بداخلها... يااااه أهو أتعرفت علي أول زميل ليا هناك يارب يطلع كويس ..
فكانت متلهفة أن تتعرف علي أشخاص يكونوا عون لها في تلك الغربة.
...:بجد فرحت أني اتعرفت عليكِ وأتمني نكون أصحاب فرصه غريبة أني أقابل شخص قاعد جنبي وبيدرس معايا في نفس الجامعة.
رقية: أه فعلا غريب، أنا رقية وأنت؟؟
...: أنا نور اتشرفت بكِ.
رقية: شكرا وأنا كمان.كانت تنظر له في ثبات مندهشة من نفسها فإنها أول مره في حياتها تتحدث مع شخص بتلك الراحة والعفوية وهي لا تعرف غير أسمه ودراسته فقط.
فأنه كان فتى عريض طويل القامة جسده ملىء بعضلات ذات شعر ناعم لونه بني عرفت ذلك من تلك الخصله المتدلية علي جبهته من تحت القبعة السوداء وبشرته لون الثلج الناصع وفمه يشبه ثمرة الكرز .
ماهذا أنه مثالي يضىء بنوره مقعده!!هبطت الطائرة ...
![](https://img.wattpad.com/cover/324729078-144-k928956.jpg)