الفصل العاشر

229 8 0
                                    

الفصل العاشر................

بعد مرور عدة اشهر ..........

خرجت مساء وهي بكامل زينتها وجمالها وسارت الى جانب والدتها على مهل وهي تغطي كتفيها البضين العاريين بوشاح فراء اسود قاصدة سهرة في قصر المحامي المليونير تحسين خوري احد معارف والدتها والذي اشتغلت في اليومين السابقين على تحرير اكثر المقالات أهمية بحقه لكسب وده ورضاه.

دخلت من خلال ذلك الباب العملاق مع رجاء التي تبتسم هنا وهناك باحثة عنه ولم تمض الا لحظات حتى استدار تحسين واتجهت خطواته اليهما ....
تطلعت لخطواته المتمهلة الرشيقة جميع العيون ذلك الرجل الاشيب القوي البنية ذو الملامح الحادة والعيون الصقرية والابتسامة الراقية الفاترة الذي يرتدي اشيك الثياب ويضع افخر أنواع العطور وأثمنها ذلك الاشيب الذي يكتسح اسمه مانشيت اكثر الصحف رواجا وهو اشهر من نار على علم.

تلاعبت على شفتيها ابتسامة تكشف عن صف اسنانها اللؤلؤية عندما تناول كفها وطبع عليه قبلة خفيفة مرحبا بها بعد والدتها وقال بترحيب: "انرت الدنيا بطلتك الساحرة سارة عارف"
وبعد كثير من كلمات الاطراء والترحيب ارشدهما الى الطاولة المخصصة وازاحت وشاحها من كتفيها المتألقين وتطلعت الى عموم الناس وارجاء المكان بعينيها المتكحلين بماكياج باهت وظلال بنية فاتحة .... كانت القاعة مكتظة بطبقات المجتمع الراقية من صحفيين وكتاب ومشاهير ونساء يبالغن بإظهار زينتهن ولباسهن الفاخر وفتيات متعجرفات وشباب باحثون بنظراتهم عن الحسناوات وتنفست بحسرة طالما كانت هكذا حياة نقطة ضعفها منذ صغرها لكن الحظ لم يحالفها يوما كانت تأمل ان تعيش كسيدة مجتمع راقية جدا لديها الوجاهة والخدام وتأمر وتنهي وتستمتع بجمالها بكل ما لديها ولا تعلم متى تضحك لها الأيام وتحقق حلمها الضائع وتحيا حياة شابة مدللة وثرية كل الأصابع تشير اليها وليس صحفية تجري كالمتسولة وراء اخبار المشاهير لتجني بضعة ليرات!

ابتسمت بلطف عندما اقبل تحسين وبيده كأسه وبالأخرى صحيفة وجلس قبالتها قائلا بنظرات ثاقبة ومتنقلة بين عينيها والصحيفة: "فاحش الثراء ومعروف بين كافة الأوساط .... حاد الطبع لكن قلبه يسع الكون وفي كل ركن وزاوية يتربص به اعدائه والمريدون له الهلاك لكنه الأقوى والأكثر جبروت في البلاد .... مخيف عند عامة الناس ووجيها عند الطبقة الأرستقراطية لأنهم يقدرون خيلائه وسموه ويمنحونه ما يستحقه من الاكرام والتمجيد انه المليونير تحسين الخوري"
ثم رمى الصحيفة والكأس وصفق ببطء بيديه المدللتين ببطء قائلا ببريق اعجاب: "شاطرة اعجبتني تلك المقدمة بمقالك وشعرت حينها إنك تعرفيني جيدا"

رجاء وبنبرة متملقة: "ومن لا يعرف تحسين الخوري؟ .... ولا تنس أيضا إني امها "
قهقه مشيرا بأصبعه قائلا: "بالطبع لم انس بحياتي رجاء شاهين نفس ذلك البريق يتألق بعينين ابنتك سبحان الله"
رجاء وبابتسامة مغرضة: "ليتها تكون اوفر حظا من أمها"
تأمل وجه سارة بنظرات مركزة متنقلة بملامحها وتفاصيلها والتمعت عينيه قائلا بصوت خافت: "طالما هي جميلة تستحق الكثير"
قالت سارة بصوتها الانثوي الجذاب: "هذا اقل ما يمكن ان يقال عنك"
وضع الغليون بين شفتيه وهو يكاد يلتهمها بنظراته وابعدت بصرها ببطء وهي تشعر بشيء من الضيق والرغبة بمغادرة المكان .... تعلم انها تعجب تحسين الخوري بشدة ووالدتها مباركة لذلك ولا تدري ما غرضها من دفعها اليه وتقريبها منه؟ .... ماذا عنها هي؟ ما رأيها؟ موافقة؟ .... مستسلمة؟ .... مذعنة؟

واغتنمت الفرصة لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن