مرت بضعة أيام و نيا لا تزال في المستشفى , يعتني بها ماهر جيدا لكنه لاحظ في كل مرة يعطيها طعامها كانت تأكل بشراهة كبيرة حتى سألها
ماهر : نيا لما تأكلين هكذا ؟ الطعام لن يهرب
نيا : آسفة كنت جائعة فقط
ماهر : حسنا؟
خرج ماهر من الغرفة و ذهب ليسأل الطبيب إن كان قد حان وقت نيا لتخرج , بعد فترة عاد إلى الغرفة و كان على وجهه إبتسامة عريضة
نيا : ما الأمر؟ لما تبتسم؟
ماهر : لدي خبر رائع لك ستخرجين اليوم
نيا : حقا؟
ماهر : أجل هذا صحيح .... لن تصدقي كم أنا متحمس لأرى إخوتي مجددا
نيا(توتر) : أ.أجل أنا متأكدة من أنهم لن يصدقوا ذلك
الساعة الآن 7 مساءا , تجهز الإثنان للعودة إلى المنزل لكن نيا بدى عليها التوتر .. هل سيضربها إخوتها على تأخرها أم أنهم سيعتذرون إليها عندما يعرفون أن ماهر لايزال على قيد الحياة ... في تلك الأثناء كان ماهر و نيا يتناولان العشاء في مطعم صغير حتى لاحظ ماهر شرود أخته المتواصل
ماهر يتكلم :
لاحظت أنها تشرد كثيرا منذ أن كانت في المستشفى , و الأمر لا يريحني بتاتا سألتها عدة مرات لكنها تجيب دائما أنها بخير و لكنها في الحقيقة ليست كذلك ... بعد الطعام توجهنا إلى منزل إخوتنا و كنت متحمسا جدا لكن نيا كانت خائفة سألتها أختي ماذا يخيفك؟ ماذا هناك؟ لكنها تجيب بالنفي و الأمر يقلقني أكثر , لكني كنت أفكر بأنه ربما إذا عادت إلى المنزل فستكون بخير
أخيرا وصل ماهر و نيا إلى المنزل وقفت نيا عند عتبة الباب و كانت خائفة أن تفتح حتى قطع حبل أفكارها صوت ماهر
ماهر : نيا هل أنت متأكدة أنك بخير؟
نيا : أ.أجل أنا بخير
ماهر : حسنا؟.... ما رأيك أن نجعل الأمر مفاجأة , سأقف هنا و أنت أدخلي و سأدخل بعدك
نيا : ح. حسنا
فتحت نيا الباب و أغلقته خلفها... فكرت قليلا و قالت ربما سيتفهم إخوتها سبب إختفائها و أن ماهر هو من وجدها , لكن ما إن أدارت نيا وجهها حتى ترى وجوها غاضبة تنظر إليها
ضاري(صراخ) : أين كنت يا مغفلة
فريد : هل تدركين ما عقوبة عودتك متأخرة إلى المنزل؟
نيا : أعرف لكن أستطيع التفسير
ديلتا : لا نريد تفسيرك السخيف .. تقولين هذا كل مرة تعودين فيها متأخرة .. لكن هذه المرة تأخرتي أكثر مما يجب
نيا : فقط دعني أتكلم
شهاب : نيا !! ... أختي كنت قلقا عليك أين إختفيت خفت أن أفقدك
نيا : أنا آسفة أخي لكن لدي
لين : قلنا لا نريد سماع هرائك
فيصل : جهزي نفسك لأنك ستنامين في القبو الليلة
شهاب(صراخ) : لا!! .. لن أسمح لك بلمس أختي ... أنا الوحيد الذي كنت أحاول إيجادها و أنتم لا تفعلون شيئا سوى شتمها مع كل ساعة تمر
لين (صراخ) : شهاب! ... لا تتدخل في أمور لا تعنيك
شهاب (صراخ) : لكنكم سبق و أن قلتم أن نيا لا تعنيكم أبدا فهل أصبحت تعنيكم الآن
هذا الصراخ المستمر أشعر سليم بالإستفزاز و قام بإبعاد شهاب فأمسك به فريد و ديلتا لمنعه من إيقافهم عن معاقبة أختهم الصغيرة .. لم يكن أمام شهاب فعل شيء سوى الصراخ و البكاء و هو يشاهد لين يمسك نيا من شعرها تبكي و تتوسل إليه أن يتركها ... أما ماهر فقد كان يشاهد بصدمة ما يراه , لهذا السبب كانت نيا خائفة و متوترة و هذا لأن إخوتها متوحشون في التعامل معها لكن لماذا كذبت؟ لما لم تقل أن إخوتها لا يعاملونها بطريقة جيدة؟ هذا ما كان ماهر يسأل نفسه قبل أن يفقد صوابه بعد أن رآى لين يقوم بصفع نيا صفعة قوية جعلتها تسقط على الأرض و تنزف دما من فمها ... وقبل أن يقوم لين بضربها مجددا أمسك ماهر يده بسرعة و قام بصفعه على وجهه و أبعده عن نيا ...... من شدة الصدمة لا يصدق الإخوة السبعة ما يرونه , ارتخت يدا فريد وديلتا مما أتاح لشهاب الهرع إلى أخته , فأمسك بها و يهزها لتستيقظ فتفتح عينها لترى شهاب ينظر إليها نظرة قلق ممتزجة بالدموع .... وقف ماهر و نظر إلى الآخرين نظرة مليئة بالغضب أما الإخوة فمتجمدون في أماكنهم حتى تكلم أحدهم
أغيد : م.ماهر أنت على قيد الحياة
ماهر(صراخ) : و جيد أنني كذلك ... لأنني إن كنت ميتا فأنا متأكد أن أختي ستلحقني بعد فترة قصيرة
فيصل : ماهر .... نحن
ماهر : لا أريد سماع أي منكم فقد رأيت كل شيء ... هكذا الأمر إذا؟ .. هذا ما سيحدث عندما لا أكون و والدانا موجودين في المنزل؟ تقومون بضرب أختي و معاملتها بهذه الطريقة ... و الآن ترغبون في الإعتداء على شهاب أيضا
ديلتا : ماهر نحن آسفون
ماهر : فيما سينفعني أسفكم الآن خيبتم أملي و أمل أمي وأبي ..... نيا , شهاب إجمعا أشيائكما الآن
الإخوة : ماذا
ماهر : لن تعيشا معهم بعد الآن هيا أسرعا سنغادر
فيصل : مهلا , لكن إلى أين ستذهبون؟
ماهر : إلى مكان حيث لا نرى فيه وجوهكم مرة أخرى
يتبع