"هل روحك رخيصة لهذه الدرجة؟ "نطق بكل برودة رداً على كلامي
لم استوعب حقيقة ان تلك النبرة كانت نفس نبرة الشخص الذي قابلته صباحاً مبتسماً وكأن الكون أزهر عبر إبتسامته
وذلك اشعرني بالرعب والخيبة ,وفي نفس الوقت اشعرني بالغضب
" رخيصة !؟؟ من تدعو بالرخيصة ايها ال_"
لقد كان قلبي على وشك الخروج من صدري , اجتاح الغضب ارجاء جسدي وكان من الواضح انني ان بدأت مشاجرة معه فلن استطيع كبح نفسي ...وسينتهي الامر بطريقة مأساوية ..
'رخيصة !!؟؟ هاهاها...هل يعلم هذا الاشيب المتغطرس حتى ما الذي مررت به ليأتي ويصفني هكدا بدون مبرر! '
أن ينعتني بالرخيصة فقط لأني أعتنيت بمصلحته ... ربما سأندم بقية حياتي لهذا
لقد تمسكت بذاتي ولم اقل اي شيء قد يزيد التوتر بيننا , فرغم الغضب ...مازلنا نقف امام حشد من البشر واهانة الامير نوعا ما هذه المرة لن تكون بالهينة .
كبحت النوبة التي لم تبدأ حتى وبدلها نطقت بتمتمة منخفضة كانت مسموعة لكلينا فقط
"لقد اعتقدت انك مختلف , لكن كما توقعت ...
ستبقى نبيلاً لعيناً في النهاية
لا اعلم لماذا حقا كنت امتلك الامل في أنك مميز ...ثم ان تستخدم سلطتك ومكانتك بهذا الشكل الفظيع ... انا حقا اكرهك !
اكرهك اكثر من اي شخص اخر !!!"
استدرت بدون اي كلمة اخرى فوق تلك الكلمات القاسية واكملت طريقي, بينما بدأت عيونه الحادة تفتح شيئا فشيئا على الى تعبير منصدم حال الطعنة التي سببتها له
.
"هاااي انتي انتظري عندك !!"
تقدم الفارس صاحب الشعر الاخضر نحوي بضع خطوات محاولاً ايقافي , وقبل ان يفعل إذ بترينيون يمنعه قائلاً :" انسى الامر ...لنذهب"
" لكن سيدي.."
"لا تجعلني اكرر كلامي مرتين!!"
.
أكمل كلانا طريقه المعاكس بدون أن نحمل نفسنا عناء حل ما تم تعقيده الآن
***
**صوت دق الالعاب الخشبية على الارضية المتداعية **
"ذلك الاحمق "
"من الاحمق ؟؟"
نطقت بصوتها الرقيق المنفوخ لتخرجني من افكاري ... اختي الصغيرة ليليان واثمن ما املك .
لطالما امتلكت اختي الصغرى ذات السبع اعوام شعرا بنياً غامقاً ورِثَ من قبل والدتي , وعيون بنفس لون عيناي كان يمتلكها "المارينز" فقط
وجه منفوخ وطلة قصيرة , جعلت من ردودها الباردة الذكية تبدو كقزمة نابغة .
رغم اني اتيت لرؤيتها لكن تلك الحادثة كانت كل ما يغزو عقلي وادراكي بالكامل لدرجة انها عزلتني عن الواقع
بتنهيدة خفيفة أجبتها
"آااه ...انه لا شيء"
" هل هو شخص يقوم بمضايقتك ؟؟ " سألت ليليان بنبرة فضولية قلقة
"لاا ..انه فقط .... شخص ما مزعج و غير .. مفهوم "
لقد كانت نبرتي محبطة ومبهمة , وبعد كل جواب كنت ابديه على اسألتها حول احوالي انغمس في التفكير ان كان ذلك الجواب الصحيح .
او ان تلك الاجوبة هي اسألة اخرى تطرح على عقلي وتفكيري بدون توقف , عقدت ليلي حاجبيها ورقمتني بنظرة تبدو وكأنها تعرف الجواب بينما تسخر مني , وبعد بعض لحظات امسكت جانب كتفي لتحضنني بيديها الصغيرتان وتقول بصوت هادئ
"ليس عليك تحمله كثيرا ان كان مزعجا جدا ..اختي "
لقد كنت اعلم ماللذي تحاول الرمي اليه ..ليليان ليست طفلة سادجة تتصرف ببرائة طوال الوقت وتبكي على الاشياء التي تريدها لتحصل عليها , ليلي كانت دائما تحصل على الشيء الذي تريده بالقوة , لقد كانت هذا النوع من الاشخاص ...شخص سيلاحظ كل ثغرة ويحاول اصلاحها.
لقد عملت في القصر فقط من أجلها , ولو لم يكن لها لكنت انتحرت منذ زمن
انها تعرف ذلك ولهذا لا تريد مني تحمل العيش بهذه الطريقة , بالطريقة التي تجعلني انزف دماً من كثرة الارهاق في فعل اشياء اضطررت لفعلها بالقوة من اجل حمايتها, العمل في القصر الأحمر لم يكن مرهقاً لي كما كانت تعتقد لكن صاحبه هو المشكلة الأساسية , الشخص الذي لا أعلم إن كان قول أن كلماته جرحت مشاعري قبل قليل أكثر من أن تصرفاته الغريبة هي من جعلتني أغوص لأعرف السبب ورائها .
أنا لست مضطرة لفعل هذا , لست مضطرة لتحمله ,انها لا تريدني ان اتحمل , لكنني يجب ان افعل ذلك ... علي التحمل مهما كان مايقاسي قلبي ومايرقه , علي فقط ان اكون صبورة , الامر هين صحيح ؟؟
.
.
يتبع
أنت تقرأ
كريستاليون (دموع الألماس)
Romance" يمكنك فعل أي شيء , طلب أي شيء والتجرأ في وجه أي شخص فليكن الإمبراطور حتى لكن هذا الوغد الذي تجرأ على إنزال دموعك الألماسية , لن يمكنه فعل شيء عدا الإستلقاء في قبر بعد أن يتذوق نفس ما تجرعته من ألم وبأضعاف " ترينيون آيكارد