اصوات متداخلة تحوم حولي، همسات و وشوشات لا تفارقني كلما ارحت رأسي على مخدتي . ليس لدي علم بمصدرها او صاحبها ويستحيل معرفتي ذلك ، فكفيف مثلي مهما حاول لن يستطيع الوصول لإجابة صريحة
حاولت مخيلتي تفسير مصدرتلك الاصوات ، فربما قد يكون صوت اوراق الاشجار المتأرجحة بين هبات الرياح او ربما مجرد تهيئات انخدع بها . ليس لسؤالي جواب فلا يتسنى لي سوى الغوص في عالمي المضلم .. الفارغ...
انا عمر، شاب في العشرين من عمري ادرس الموسيقى في احدى الجامعات الخاصة ، لا شيء مميز في حياتي مثلي مثل اي شاب في سني- عمر !! هيا ستتأخر عن الجامعة
- حسنا امي! انا قادم
ركب عمر السيارة وكله نشاط وحيوية والبسمة لا تفارق شفتيه
*في الجامعة*
- ارى انك في غاية الحماس اليوم يا عمر ! هيا اخبرني ما الامر
- اجل ! لا ادري ولكن لدي شعور بان شيء جيدا سيحصل اليوم
- اتمنى!! فالملل الذي اشعر به بعد حصة تاريخ الموسيقى تلك لا يوصف
ضحك عمر ضحكة خفيفة
- اا..! اوافقك الرأي .. صحيح مرام ! امي دعتك الى العشاء اليوم
- يا الاهي ! لقد مر وقت طويل على زيارتي لكم. سوف اتي بالتاكيد
- اجل سيكون ذلك رائعا
- يجب ان اذهب الان لازالت لدي محاضرة اخرى ، اراك لاحقا
- اوه حسنا ! انا ساذهب للحديقة كي استنشق بعض الهواء
- ساوصلك اذا
- لا داعي ، اعرف الطريق جيدا . لا تقلقي
مسح بيده على رأس مرام واتجه الى الحديقة
جلس عمر في مكانه المفضل ، عند النافورة يستمتع بالنسيم العليل وصوت الرياح الهائة. فجاة! اقترب من عمر صوت ذو نبرة حزن وقلق
- كيف استطعت تحمل تلك الاصوات طيلة هذه المدة!
انقلبت تعابير الاسترخاء في وجه عمر الى فزع وصدمة
- ماذا!! من من إنتي !!؟
- لست مضطرا لمعرفة من اكون الان ! فبكل الاحوال ستعرف ذلك قريبا
- كيف!!
- يجب ان اذهب الان . اراك لاحقا
- هاي!! انتي انتضري (صرخ عمر)
- عمر!! مع من تتكلم!
-امي! ماذا تفعلين هنا؟ لم يحن وقت عودتي للمنزل بعد
- اجل ادري ، طرأ امر مهم في العمل لا يمكنني اصطحابك فيما بعد
- اوه! حسنا
ركب عمر السيارة جسدا دون فكر ، فكل ما يشغل باله هو تلك الفتاة
- مابك ياعمر !؟ شارد طول الوقت
- ها! لا لا شيء . فقط مرهق قليلا..
- لم يبقى امامنا الكثير للمنزل ، عندما نصل اذهب الى غرفتك وخذ قسطا من الراحة
- امم حسنا
* في المنزل*
- امي!؟ عمر!؟ اتيتما باكرا اليوم
- اجل هناك امر طارئ في العمل. هيا يجب ان اذهب الان
عمر اذهب الو غرفتك واسترح هيا . وانت دريد اعتني باخيك
- حسنا لا تقلقي
ذهب عمر الى غرفته وبدا يعزف على آلته المفضلة البيانو لعله ينسى امر تلك الفتاة او يتشتت ذهنه عنها لفترة قصيرة .. على الاقل
اااااا تبا!!!
ضرب عمر على البيانو بقوة
لماذا لماذا لا يمكنني ان انساها يجب ان التقي بها مرة اخرى ... اجل يجب على ذلك باي ثمن
'' طرق على الباب''
- عمر ! هل انت بالداخل
- اجل اجل ، ادخل
- كيف حالك الان ؟ بدوت مشغول البال قبل قليل
- لا شيء مهم فقط متعب قليلا
- همم لا اضن ذلك ! فقط اخبرني . هل اقترفت غلطا او شيء ما!؟
- لا لم افعل شيء
- اذا ماذا ! اخبرني
ظل دريد يلح على اخيه باخباره حتى قبل
- حسنا حسنا ! ساخبرك
- اخيرا..!
- كنت جالسا في حديقة الجامعة كالعادة ، حتى سمعت فتاة تتكلم معي ولما سألتها من تكون اجابت بانها لا يمكنها اخباري وذهبت دون ان اكمل حديثي
- همم لابد انها كانت على عجلة من امرها
- لكن لا يمكنني اخراجها من ذهني !!
- هاااا!! هل وقعت في حبها ام ماذا ( بسخرية)
- دريد!! ليس وقت مزاحك الان
- حسنا!!! يجب ان اذهب الان لدي موعد (ضحك)
- مجددا!!!
- اجل ! لكني جدي هذه المرة
- اتمنى ان تكون كذلك ! تعبت من لقب ^ شقيق حبيبي السابق^
لم تبقى فتاة في الجامعة لم تناديني بذلك
- لا لا تقلق ستتخلص من ذلك اللقب قريبا ، هيا يجب ان اذهب ساتاخر
- هيا اذهب ، قبل ان تخرج في موعد لوحدك
ضحك عمر ودريد ضحكة خفيفة
- اه صحيح . ماذا قالت لك تلك الفتاة .!؟ اعني بناذا تكلمت معك
- ليس موضوعا مهما
- اذا لا تعر الامر اهتماما بالغا فقط خد قسطا من الراحة هيا اراك لاحقا
- باي
استلقى عمر على سريره وضل يفكر في طريقة لملاقاة تلك الفتاة الغامضة
في هذه الاثناء ذهب دريد للقاء حبيبته الجديدة في احد المقاهي
دخل دريد المقهى ووجد سارة فانتظاره
- سارة! اسف تاخرت قليلا
- اهلا!! لا لا انا وصلت لتوي ايضا
- اه حسنا جيد !! لن اضطر لتبرير تاخري الان
(ضحكت سارة )
-لا داعي لذلك
انغمسا كل من سارة ودريد في حديثهما، وكانا متوافقين تماما
(رن هاتف سارة)
-انها امي. اعذرني دقيقة
- بالتاكيد
وقفت سارة عند باب المقهى كي تستطيع التحدت مع امها براحتها
حتى اتت احدى حبيبات دريد السابقة
- دريد!!! انت هنا ! يالا الصدفة.
- اوه رغد! لم ارك منذ زمن !
- اجل ! سمعت انك حصلت على حبيبة جديدة
نظرت رغد الى سارة من بعيد بنظرات استحقار
- اوه اتقصدين سارة ، يمكنك قول ذلك لكنني لم احصل على موافقتها بعد
كانت رغد لازات مغرمة بدريد رغم انفصالهما لذا كانت تحرص على عدم حصوله على حبيبة حتى تتاح لهما فرصة ان يجددا علاقتهما . فبدات بالتقرب منه لتتير غضب سارة
(امسكت بيدي دريد)
-امم.. لكنها لا تبدو كنوعك المفضل .
(ضحك دريد ضحكة مزيفة/ صفراء)
-اه ! اجل
- حقا ! هذا هو رأيك بي!
كانت سارة قربية من طاولة عمر فسمعت حديثهما عنها
خاب ضن سارة ب دريد واعتقدت انه يستغلها فقط مثل ما فعل مع غيرها
مسكت سارة بحقيبتها وركضت خارج للمقهى
- سارة!!! لم اقصد ذلك !! انتظري
لحق دريد بسارة مسرعا، ثم امسك بيدها
- سارة!! حقا لم اقصد ذلك.
- اوه!! حقا!! (بسخرية) لقد كانت غلطتي من الاساس ، اعتقدت انك تغيرت !
دفعت يده بعيدا عنها . ذهبت وتركته خلفها
- لكنني حقا تغيرت! (صرح دريد)
اكملت طريقها ولم تعر اهتماما لما قال
عاد دريد الى المنزل وهو محبط بالكامل
في هذة الاثناء كان عمر فانتظار اخيه
- دريد !! اتيت اخيرا
ركض عمر في اتجاه اخيه
- ماذا؟! ما الامر!!!
- يجب ان تقلني الان الى حديقة الجامعة
- ها!؟ لماذا
- فقد افعل ما اقوله ساخبرك لاحقا
*في حديقة الجامعة*
- ها نحن ذا ! في حديقة الجامعة ،هيا اخبرني ماذا يجري!؟
- ليس الان ، خدني عند النافورة
جلس عمر في نفي المكان الذي جلس فيه عندما التقى تلك الفتاة
ضل عمر جالسا لبضع دقائق
لماذا ! لماذا لم تاتي بعد ؟ هل يمكن بسبب وجود اخي!
- ماذا ! هل سنظل جالسين هنا!؟
- لا لا ! دريد ! هل يمكنك ان تحضر عصيرا
- ماذا الان!
- اجل ! هياا اذهب
- ستكون بخير لوحدك !؟
- لا تقلق ! المكان امن
ذهب دريد لجلب العصير ، في حين بقى عمر ينتظر قدوم الفتاة الغامضة
————————————————————————
هل سينتهي انتظار عمر بلقاء تلك الفتاة حقا؟ ام لن يتمكن من رؤيتها مجددا!؟ من تكون؟ وكيف عرفت بامر سره المخفي؟
اكتب ارائك في التعليقات ...
أنت تقرأ
الظلام المنير|| The illuminating darkness
Fantasyتروي القصة حياة شاب كفيف يعاني من اصوات غريبة كلما اراد النوم .حتى قابل فتاة ستغير حياته كليا