3- اليوم الثاني

54.6K 3.4K 1.7K
                                    

"ماذا الآن؟"

صفعتُ باب شقة جيمي - بما أنه لم يكن مقفلا- أرفع صوتي بإنزعاج واضح وغضب يتصاعد؛ الوجوه بالداخل إلتفتت تنظر إليّ تجعلني أتوقف مكاني بحاجبين معقودين ونظرات حادة، أتنفس بسرعة أرى جيمي تقف وتقترب مني بإبتسامة متوترة على وجهها "اوه جاك، لقد عدتِ"

رميتُها بنظرة خاطفة أحول بصري وأثبته على صاحب الشعر الناري، يقف بملابسه الجلدية ويراقبني بعيونه الزمردية، إبتسامة جانبية لاحت على شفتيه تجعل من القرط الفضي الذي يضعه على شفته السفلى يظهر بوضوح، نظراته مرتاحة غير آبهة البتة وهذا جعلني أزداد غليانا أكثر مما أنا عليه.

"هِي جاك! لماذا لا تجلسين ونتحدث قليلا؟" جيمي تحدثت بنبرة رقيقة تحاول التخلص من الجوّ المملوء بالشرارات.

اقتربت تضع يدها على كتفي، "هيا جاكي" هي أضافت تربت برفق وشعرتُ بالطريقة التي ترمق بها ماركوس.

"أجل جاكي ارتاحي قليلا" نطق يوجه إبتسامته ناحيتي ولا أعلم كيف تحركت ساقاي بإندفاع ناحيته، شفاهي إلتوت بقرف أجعد أنفي وأدفع صدره بكلتا صدره "إياكَ أن تكلمني بهذه الطريقة، لا تتحدث معي مطلقا أيها الوغد" كلماتي إنفجرت أمامه وهو تراجع قليلا بسبب دفعتني يرمقني بنظرات فارغة، لا شيء سوى–––الشفقة.

"جاك اهدئي" جيمي تدخلت لكني لم أستمع لما قالته بعد ذلك، اندفعت ناحيته أوجه له دفعة أخرى "ماذا؟ لماذا تنظر إليّ بهذه الطريقة؟"

"جاك هو يريد فقط الحديث معك" جيمي رفعت صوتها تجعل مني ألتفتُ بقوة، عيوني كأنها ألسنة لهب وضغطت أسناني أرمقها بحدة "مالذي يريد الحديث معي بشأنه؟" عدتُ لمواجهته عندما رأيت نظرات الصدمة على وجهها، كشرتُ في وجهه "مالذي لدينا حتى نتحدث بشأنه؟" هو ظل صامتا لبعض الوقت، يمرر لسانه على شفته السفلية ثم يعيد خصلاته للوراء، اللون الزمردي في عينيه زاد عمقا وأصبح غامقا أكثر، "هذا ما سنتحدث بشأنه" رمى كلماته بوجهي يجعل حركتي تسكن، صدري يعلو ويهبط أتنفس بقوة، وهو أضاف يرمي نظرة خاطفة ثم يعود للنظر إليّ، أكتافه ارتخت يطلق تنهيدة خافتة رموشه القريبة من لون شعره نزلت لوهلة يرمش مرتين، ثلاث ثم يحدجني بنظرة ثاقبة "ٱنظري إلى نفسكِ جاك" حرك ذقنه يطلق زفرة قوية مغتاظة "ٱنظري جيدا لما أصبحتِ عليه"

"ماركوس" جيمي نطقت بخفوت تجعل بصري يتجه ناحيتها، أراها توجه له نظرات ذات مغزى، هو زفر للمرة الثانية "كلا جيمي، أنا لن أصمت؛ ألستِ أنتِ من قلتِ بأنه علينا إخبارها؟" عينيها اتسعتا ترفع صوتها في وجهه "ماركوس"

"تخبراني بماذا؟" الكلمات تسربت من شفاهي أراه يعيد انتباهه إليّ، إبتسم بخفة يصدر تكة بلسانه يميل رأسه وهذا سمح للوشم الذي على عنقه بالظهور بشكل واضح "لم آتِ هنا لتصحيح ما حصل في الماضي، لقد حصل ما حصل ولا شيء لتصحيحه، أنا حتى لم أكن أريد الحديث معكِ جاك" هو أنهى جملته والشيء التالي الذي شعرتُ به هو إحتباس الهواء في رئتاي، إبتلعت ببطئ وضربات قلبي بدأت تصبح أسرع وأعلى، "جيمي هي من طلبت مني الإتصال بكِ، لقد توسلت إليّ ألاّ أرفض، ولم أرفض واللعنة" ضغط على أسنانه يتابع "لأنكِ في يوم من الأيام كنتِ شخصا قريبا للغاية مني، ولم أشأ أن أدير ظهري إحتراما لذلك الوقت"

آدمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن