الفصل ال17

1.5K 78 4
                                    

الفصل السابع عشر
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

عبرت  خديجة البوابة الرئيسة لمنزل والدها، شعرت بقبضة في قلبها لم تشعر من قبل تمتم بالبسملة و هي  تحاول جاهدة تجاهل هذا الشعور
استقبلتها زوجة أبيها بالإبتسامة و الترحاب تبادلتا العنـ ـاق و القـ ـبلات نظرت له و تسألت بغمزة من طرف عيناها
-الجميل زعلان ليه ؟  بابا و لا زين مزعلينك ؟

ابتسمت لها إبتسامة شديدة التكلف قپل أن تؤمي برأسها علامة النفي ثم قالت بكذب
- لا أبدًا يا ديچا اتفضلي فؤاد نفسه يشوفك من زمان

استوقفتها خديجة بجدية قائلة:
- استني بس مالك في إيه شكلك مرهق و تعبان مين مزعلك ؟

لم تتحمل والدة زين تساؤلات خديجة التي هطلت عليها كالمطر و قالت:
- زين يا ديچا زين ها يروح مني
- ها يروح ازاي احكي لي حصل إيه بعد إنفصاله عن حُسنة ؟!
- مبقاش هو زين اللي أعرفه دايمًا سرحان و مهموم اتكلم معاه في شغل و لا خروج يقولي تعبان مش قادر  اقتر حت عليه يسافر رفض قال في شغل كتير متراكم عليا و لما اقوله روح شغلك يقولي مليش نفس باباكِ حاطه في دماغه اليومين دول  و ضاغط عليه بزيادة اوي و أنا مبقتش عارفة اعمل إيه مع دا و لا دا
- طب معلش متزعليش نفسك زين نفسيًا مش احسن حاجة و باباه أنتِ عارفاه كويس ما بيحبش يشوف حد من ولاده ضعاف أنا ها شوف زين و اتكلم معاه و اخرجه من اللي هو في
- ياريت يا ديجا يبقى جميل مش ها نساه العمر كله
- جميل إيه بس دا اخويا عن أذنك بقى احسن بابا واحشني و نفسي اشوفه
- اتفضلي و أنا ها خلي البنات تحضر الغدا

في الطابق الثاني

كانت خديجة جالسة مقابل والدها الذي يطالعها بنظراتٍ متفحصة قبل أن يسألها بفضول:
- ديچا فيكِ مالك كِده بتبصي في وشي كِده كيف ما يكون رايدة تجولي حاچة و خايفة ؟

ردت خديجة قائلة بنبرة كاذبة قائلة:
- بابا أنا مستحيل ارجع مع اللي اسمه بشار دا لو فيها موتي

سألها بفزع قائلا:
- ليه يا بتي حُصُل إيه؟  عِمل فيكِ إيه ؟!

ردت خديجة قائلة بهدوء و هي تراقب تعابير وجه والدها
- بيقول على حضرتك مشارك جده و الشيخ المرعي فـ....

رد والدها مقاطعًا بسرعة و غضبٍ مكتوم
- كدب چوزك ديه كداب و أني لا ليا الاثارات و لا الاعمال !!

سألته خديجة قائلة بهدوء
- و مين قال إنه قال عنك كدا هو قال إنك مشاركه في المستشفى الخيري الجديدة اللي بتتعمل في أول البلد !!

تنحنح والدها و قال بتلعثم
- أني برضـ....

ولحت الخادمة و قطـ ـعت عليهم حديثهم و هي تقول بأدبٍ:
-لامؤخذة ياست هانم الكابير بيجول حضري حالك عشان هتمشوا

استدارت خديجة للخادمة و قالت بنبرة متعجبة
- بشار هنا ؟! 
- ايوة و هو في العربية تحت

قد يعجبك أيضاً

          

وقفت خديجة و قالت بهدوئها المعتاد:
- طب يابابا أنا همشي و ابقى ارجع لك بكرا اطمن عليك
- أنتِ مش جلتِ مستحيل تمشي وياه إيه اللي چرا ؟
- بابا من فضلك دا جوزي و مليش إلا هو و ربنا ما يحرمني منه و لا يحرمه مني  يارب
- خديچة أنتِ زينة و لا فيكِ حاچة اوعاه يكون بيضُربك يابتي !
- بابا بشار دا أحسن واحد في الدنيا أنت ازاي تقول كدا أنا لايمكن اقبل إنك تقول عليه كدا أبدًا

مالت بجذعها لتضع قُـ بلتها على خـ ـده الأيسر و قالت بنبرة ناعم:
- سلامتك يا بابا الف سلامة
- الله يسلم يا بتي

رفع سبابته نصب عيناها و قال بتحذير واضح
- خلي بالك من حالك اوعاكِ تجولي مش هروح لابويا لـ يشمت فيّ عشان بشار أنتِ بتي و النور اللي بشوف بيه إن ما شالكيش في نور عينه أخـ د
له أني نور عينه ديه

ابتسمت خديجةو قالت بنبرة حانية
- بشار يا بابا طيب و حنين و رغم كل اللي مرينا بي لسه بيحبني و كفاية عندي إنه عارف إني اجهاضي المتكرر  هايخلي خمس سنين من غير خلفة و مع ذلك مكمل معايا

رد و الدها و قال بصوتٍ هادئ و نبرة تملؤها الشر
- بَعدي عن بشار لو رايدة الحَبل و الخلف، بَعدي عنه جبل فوات الأوان يا بتي

ردت خديجة بنبرة لا تقل عن نبرة والدها و قالت
- محدش ها يقدر يبعدنا عن بعض هايفضل معايا و هافضل معاه بشار لو بعد عنه ها تاكلوا و أنا وقتها ها دمر كم
- ارچعي لـ عقلك يا خديچة و فكري كيف العمر ها يعدي عليكِ و ها تبجي كيف الأرض البور لا زرع و لا حصاد

لقد مز ق و الدها قلبها لأجزاءبعد وصفها بالتعبير المجازي،  يا ليته لم يخبرها بحقيقة الأمر الوضع
لا يتحمل أي اعباء جديدة،  غادرت قبل أن تستمع تكملة الحديث القاسِ الذي تجاوز الحدود
استقلت السيارة و حاولت أن تتظاهر بالجدية المصطنعة و كأن لم يحدث شئ منذ قليل .
- افردي بوزك ديه

قالها بشار و هو يداعب خدها الأيسر، نزعت يـ ـده
قبل أن تصل إليها، و قالت بنبرة مغتاظة قائلة:
- ملكش دعوة ببوزي أنا و هو واخدين على بعض و سوق و ملكش دعوة بيا

رد بشار متسائلًا بنبرة متعجبة قائلًا:
- واخدين على بعض كيف ديه وشك جرب يطج منيكِ !!

هدرت بصوتٍ مرتفع قائلة بنبرة محذرة قائلة:
- بشاااار من فضلك سبني في حالي و بطل بقى ترمي عيون في كل حتة كدا أنا تعبت
- يعني خابرة إني براجبك مش كِده ؟
- طبعا
- زين مادام أنتِ خابرة ديه بشتمي فيا ليه جدام أبوكِ
- لأ أنا بعبر عن رأي و بعدين إيه ابوكِ دي ؟ اسمها باباكِ
- بجلك إيه أني تعبان و رايد اشم شوية هوا
-طب كويس أنا كمان زهقانة و عاوزة اشم هوا  خدني معاك
- خدك ربنا اخدك فين ادلي خليني امشي اشوف صحابي
- و اللهِ دا ظلم أنت تخرج و تشوف صحابك وأنا قعدة كدا طول اليوم وشي في وش الخيطان
- لا خلاص متزعليش هاخدك معايا
- بجد أنا كنت عارفة اني مش هاهون عليك ربنا يخليك ربنا يبارك فيك أنت راجل بجد
- بس قبل ما امشي ادلي هاتي بدلة رجص و الصاچات أنتِ ترجصي و أني اطبلك  و آخر الليل نلم النجطة  زين كده ؟
- ياخي نقطة لما تشيلك يا بارد و ربنا لأروح لبابا و اعرفه البهدلة اللي مبهدلهاني دي و اعرفك مقامك يا قليل الذوق أنت
- هو اني لو سفخت كف دلوجه ها يجولوا عليّ راچل و لا هيجولوا  راچل بيأدب مرته
لأ ها يقولوا عليك مش محترم عشان بتضرب واحدة ست
- و هي فين الست ديه !!  ديه أنتِ ست اشهر جليلة عليكِ مشي يابت الناس من اهني يلا وچعتي راسي
- ماشي ماشي يابشار و اللهِ لاقول لجدك  سالم على بهدلتك دي ليا  و اعرفه بتعمل إيه في بنات الناس
- تاني هتجول بنات تاني

زوجة ولد الأبالسه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن