كانت تجلس علي الأريكة وهي تضع قدميها بجوار بعضها بوضعية جلوس مختلفه تماماً عن سيدات المنزل فهم يضعون أقدامهم علي بعضها و يحركون أعينهم عليها بنظرة خاوية سوداء وكأنها دخيله بينهم و غير مرحب بها .
كان الصمت يسود المكان فكان أوناي يجلس علي الأريكة و يحرك يده علي وجهه و هو يرمق جود بنظرة خاوية و كان بجواره يجلس فيرديناند و بداخل عينه نفس النظرات و بجواره زوجته و زوجة أخيه علي المقعد الذي بجوارهم أما عن ليونارد فكان يجلس علي المقعد المخصص له بجوار أريكة جده .
حركت جودي عينها علي الجميع ثم نظرت إلي أختها و تحدثت بصوت منخفض تعتقد أن لا أحد يسمعها لكن خرج صوتها خلاف ذلك :
" جود لماذا ينظرون إلينا هكذا ... هل فعلنا شيء ما ؟.."
نظرت إليها جود وكانت عينها تبتسم قبل وجهها ومن نظرتها تحاول أن تُّطمئنها لذلك همهمت بهمس:
" لا تقلقي حبيبتي ..."
بعد ذلك رفعت عينها تنظر إلي جدها و أردفت بهدوء :
" لذلك لم اريد أن آتي اليكم رغم أنه أخبرني أن احتمى بكم ."
" منذ متي وهو متوفي ... "
همهم بها أوناي بهمس وصوت أشبه بمعزوفة الموت
. وكأنه لا يصدق ما يسمع ولا يستطيع أن يصوره عقله أن من كان ينتظر عودة أكلته الارض و انتهي .أخذت جود أنفسها بصعوبة تحول اتحكم في عينها
تمنعها من زرف الدموع فكلما ذكرت والدها تتذكر يوم مقتله أمام عينها ." وهل يحق لك السؤال ؟ "
قالتها بغصة في حلقها شعر بها كل من بالمكان فقد توفي والديها بعد مولد جوري بسبعة اشهر .
" انا لا أعيد السؤال مرتين يا فتاة ... ؟"
قالها أوناي بهمس بارد وهو ينظر إليه فرات غشاء ابيض يتلألأ بداخل عينه فعلمت أنه لم يعد يستطيع أن يتحمل لذلك اخذت نفس عميق و همهمت قائلة:
" منذ ثلاث سنوات"
" كيف ؟..."
سألها فرديناند بهدوء وهو ينظر إليها فنظرت إليه و بعدها نظرت إلي جودي وهمهمت بهمس قائلة لها :" حبيبتي خذي جوري و اذهبي إلي الحديقة"
هنا تحدثت روبين قائلة بصوت ناعم :
" يوجد كلاب بالخارج تقتل كل من يقترب من الحديقه ولا تعلم من هو "
نظرت إليها جودي وقالت بتلقائية و حماس :