الفصل الرابع: اشتقت لك

138 17 14
                                    

الْأَيَّامُ تَمَرَ
وَ الْحَيَاةَ تَسْتَمِرُّ
إِلَّا عِنْدِي أَنَا
لَازِلَتِ وَاقِفَةً هَنَّا
عِنْدَ ذَكَرَاك الْخَافِتَةُ بِذِهْنِيٌّ..

Eve Pov

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

Eve Pov

"لحظة أأنتِ معالجة!! آهه هكذا إذا"
نظر بصدمة في باديء الأمر و سرعان ما تحولت معالمه إلي ضحكة استهزاء!!

"لحظة ما المضحك في الأمر يا هذا!!"

"أنه مضحك فعلا كيف استطاع التخطيط لكل هذا."

"ماذا تقصد؟ ما الذي تهذي به؟"

"منذ هذه اللحظة ابتعدي عني هل فهمتي أيتها المخادعة!!"

"مخادعة! ماذا تقصد أنا لا أفهم شيء و أي تخطيط تتحدث عنه؟"

"لم أتوقع أن يعطي عنواني لأي أحد هكذا و لكن لقد اتضح كل شيء، أنتِ هنا لأن أخي دفع مقابل علاجي أليس كذلك!!، كفي عن الهراء و وفري جهودك و ارحلي أفهمتي!!"

بعدما أنهي حديثه لم أتمالك نفسي، امسكته من ياقة معطفه جاعلة ينظر في عيني التي صارت تطلق الشرار من شدة الغضب.

"اسمع يا هذا!! أنا لا أعرف مَن أخيك هذا أنا هنا لكي استمتع بإجازتي التي أُفسدك بفضلك لهذا كف أنت عن قول الهراء و أنظر إلي فأنا مليئة بالندوب أيضاً!!"
أفلت يدي لأشرد في هذه الجملة التي تفوهت بها "فأنا مليئة بالندوب أيضاً"

ذهبت في عالم آخر متناسية وجود هذا الأخرق أمامي. نظر لي بصمت ليقاطع شردوي بحديثه

"حاولي الإنكار أكثر و لكن طلبكِ هذا مرفوض"
أنهي كلامه ليدفعني و يهم بالمغادرة تاركاً اياي خلفه في هذه الحديقة الباردة..

ضممت نفسي و نظرت للقمر هامسة
" لقد أردت فقط مساعدتك.."
ليظهر هذا المشهد بذهني مجدداً..
في يوم من الأيام كنت مثله
في يوم من الأيام فقدت شخصاً عزيزاً..
شخصاً أحاول أن أعيش هذه الحياة بدونه..

قد يعجبك أيضاً

          

Flash Back

بدأ كل شيء منذ هذه الليلة..حينها كنت في الصف الآخير من الثانوية
كنت في طريق العودة للمنزل مع صديقي الذي أعتاد علي الإبتسام دائماً، لم يبكي أمامي قط بل هو مَن كان ينتشلني وقت حزني أحياناً، كنت أظن أنه ليس بشر مثلنا بس إنه ملاك أرسله الرب لنجدتي. لم يؤذي أحد و لم يكن من مثيري الشغب فقط كان مثلما قلت ملاك..

كنت أحبه حقاً، ربما هو لا يعلم بحبي هذا، ربما أنا في خانة الأصدقاء له فقط و لكن قررت أن أعترف بكل شيء في هذا اليوم و ليحدث ما يحدث.

قرر صديقي فجأة أثناء عودتنا أن نذهب للنهر و الإبتسامة كانت لا تفارق وجهه، ذهبت معه و ربما هذه فرصة مناسبة للإعتراف

و عندما لمحنا النهر لاحظت أن عينيه تلمع و كأنه سيبكي!!
و من ثم عانقني بشدة..
و أنا لا أفهم ما الذي يجري
" لا تتعجبي يا فتاة أنا فقط سألعب معكِ لعبة تعرفين الغميضة صحيح فأنا أشتقت أن أتصرف كالأطفال فهيا نلعبها "
هكذا أخبرني و هذا ليس من عادته أن يكون هكذا لم يكن بيدي حيلة سوي اللعب معه و أغمضت عيني و أختبيء و عندما أنتهيت من العد لمحت ورقة ملقاة علي الأرض فألتقطتها ربما وقعت منه و سأرجعها عندما اهزمه و أجده.

بحثت في كل مكان ..في النهر و بجانبه و حتي في القوارب الصغيرة الطائفة في النهر ..
لكن لا أثر ..
لكن ما هذا ؟!..
لمَ الجميع مجتمعين علي هذه الجهة من النهر ؟!
ذهبت لأعرف ماذا يجري لأشبع فضولي..
و ليتني لم أذهب
و هنا أدركت كل شيء..

خبر عاجل:" أنتشال جثة طالب ثانوي بعد انتحاره في النهر و جاري التعرف علي هويته لتسلم الجثة لعائلته..

كما هو واضح صديقي الذي كان يبتسم دائماً أنتحر..
حبي الأول رحل..
و رحل معه متعة الحياة في نظري
أتضح أنه كان يعاني في صمت و لم يكن أحد يفهمه..
و هذه الورقة التي وقعت منه ما كانت إلا رسالته الأخيرة لي
كتب فيها...

"إلي صديقتي العزيزة
أعلم أنكِ عندما تقرأين هذه الرسالة سأكون رحلت إلي الأبد..
لهذا كتبت هذه الرسالة لأعتذر منكِ لأنني وعدتك بالبقاء بجانبك لكن لم استطع.
هذا العالم كان قاسي بشدة علي..
في كل مرة أحاول الصمود أسقط و بشدة
الجميع يؤذيني جسدياً و نفسياً
لم أعد أحتمل البقاء في هذا العالم القاسي
و لم أرد أن أثقل عاتقيك و أشاركك كل هذا فأنتِ مليئة بالندوب أيضاً

أريدك أن تستمري بالدراسة، أريد أن تعالجي جميع ضحايا البشر من فجائع الحياة
انقذي الجميع حتي لا يكونوا مثلي..

أعلمي أنني لطالما أحببتك، ليس فقط لكونك صديقتي و لكن كنت أحبك بشدة.
آمل أن تكوني تبادلني هذا الشعور
لاتحزني سأزورك في أحلامك كل يوم و سنلتقي في السماء مجدداً
لا تحزني و كوني بخير حبيبتي..."

𝐓𝐡𝐞 𝐂𝐢𝐭𝐲 𝐒𝐜𝐚𝐫𝐬 || نُدُوب اَلْمَدِينَةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن