شمسي إلى الابد

الفصل العاشر

في عطلة الاسبوع طلب رامي من وليد ان يوصلهم بسيارته الى الريف بحجة ان سيارة الأجر لاتكفي لهم ولامتعتهم الكثيرة فهو لديه سيارة كبيرة من الطراز الحديث تسعهم جميعا
في بداية الأمر انزعج وليد لكنه حين رأى سارة تنتظر معهم بدل رأيه وجهز امتعته أيضا
كان الطريق طويل وممل الا وليد استمتع بالنظر في مرآة السيارة وهو يرى انعكاس صورتها
وصلوا هناك استقبلهم صديقهم هادي لقد رآه من قبل ذلك فتى الجينز الممزق والى جانبه فتاة تبدو لطيفة عرّفه رامي
هادي وزوجته نهى تكلمَ مع نفسه وهو يلتفت الى سارة انه متزوج بالفعل رحب به الفتى كان ودودا عكس هيئته و كذلك زوجته بدت لطيفة

أرتدت سارة فستان قماشيا يصل ركبتيها وقبعة من القش عليها زهرة عباد الشمس قامت الفتيات بالتجول فيما استمتع الصبيان باللهو والصيد
حتى انتبهوا لاستغاثة سارة
ركضوا الى موضع الصوت ليجدوا نهى وهي وسط البحيرة تتقدم اكثر نحو عمق الماء في حين سارة تتوسل إليها بالعودة
رمى هادي نفسه الى الماء لكنه على ما يبدو لايجيد السباحة ليقفز وليد ويسبح ناحية الفتاة وينقذها فيما قام رامي بإنقاذ هادي نقلوهم الى المنزل
تقدمت سارة لتطمئن عليه بعد أن رأت يديه مجروحة بدأت بتضميديه
-ما اخبار صديقكِ وزوجته
-رامي الى جانبهم ثم اردفت وهي تلف يده بالشاش
ربما جرحك احد أغصان المتكسرة أثناء السباحة
ثم سألها بحيرة
- لما حاولت اغراق نفسها؟ لقد كانت بخير!
أجابت سارة
- انه الاكتئاب نهى تعاني منه منذ زمن
وليد باستغراب
-وزوجها يعلم بذلك؟
-اجل فهو دائما ما يأخذني لمساعدتها هذه ليست المرة الأولى التي تؤذي نفسها مسكين هادي القى بنفسه في الماء خلفها رغم انه لايجيد السباحة
ثم أردفت لقد أعجبتني اليوم
كنتَ بطلاً عكس أخلاقك السيئة
ثم أعقب على كلامها انا أمتلك الكثير من الصفات التي ستبهركِ لكنك لا تنظرين الي ابتسمت له
لو كنتُ أعلم أنكِ ستبتسمين لي لالقيتُ نفسي إلى الماء بدل نهى
ضحكت وهي تقول أحمق كعادتك لن تتغير

في اليوم التالي خرجوا لتشجيع هادي في حفلته وسط الريف بدت زوجته سعيدة جدا وكأنها نسيت مافعلته البارحة امسك وليد بيد سارة وركض بها
-نهى لوحدها
-زوجها ورامي وأيهم معها دعينا نستمتع
قضيا وقتاً مرحاً مع بعضهما نزع قبعتها ووضع زهرة حقيقه وبدأ بالتقاط الصور لها ثم التقط صورهم معا
جلسا على العشب وبدأ بالحديث معها
-لم احظ قط برحلة مع عائلتي
نظرت اليه استغراب
عندما رؤيتكِ مع راميو ايهم و من ثم ذلك الفتى ظننتُ انكِ فتاة منفتحة ثم أدركتُ بأنكِ محظوظة لانكِ محاطة بأصدقاء مثلهم ان تمتلكِ عائلة مثلهم حقا يشفي القلوب

عندما كنتُ صغيراً كان زوج امي يضربني بشدة وحين اهرب فأن اخي يضربني لأنني لم ادافع عن نفسي
-ووالدتك ألم تكن تمنعهم!
-لا لأنها أيضا عرضة للضرب من زوجها كنت اهرب يوميا من البيت واختبئ بين الأعشاب الطويلة
حدقت به كان كلامه يحمل وجعا ويخرج من قلبه لأول مرة رأته صادقا بل انسان اعتياديا يحمل هما مثلها لابل اكثر
ثم وجدت نفسها تقترب منه شيئا فشيئا فهي لم تنسى نظراته لها التي لاتنكر بأنها تحرك شيئا بقلبها وربتت على يديه بهدوء

وتجولا وسط الحقول ثم عادوا إلى اصدقائهم
قضوا جميعا امسيتهم معا كانوا سعداء يجسلون في الطبيعة واشعلوا نارا وهم يغنون كان هادي  يحاول ان يعلم ايهم العزف وهو يخفق والجميع يبدأون بالضحك انتبه وليد لنهى بدت طبيعيه هل هذه حقا من كانت تريد أن تؤذي نفسها
في صباح يوم الاخير جهزت سارة نفسها للعودة فيما رامي وأيهم مستعدان ثم بعدها دخلت الحمام تتفاجأ بوجود وليد هناك نائما وهو يحتظن قدميه فتح عينيه ببطء يراها أمامه مصدومه ثم تداركت نفسها وخرجت غسل وجه وتبعها واخبرته بأنهم مستعدون للعودة كأنها لم ترى شيئا وفي داخلها الف سؤال وومما سمعته بأنه لم ينم مع رامي
وأيهم فقد كانوا يظنون انه يبيت في سيارته لكونه إنسانا انتقائيا جدا.