نحيب 1

12 4 4
                                    


صوت الدقات الرتيبة للساعة ، كانت تسمع بوضوح شديد وسط هذا الهدوء و مع هذه اللحظات المسالمة ، كان كل ذلك يمنح شعورا بالانسجام التام .
لكن بدا الامر مزعجا نوعا ما ، فصوت خافت يبدو و كأنه نحيب ، بدأ فجأة ليعكر صفو هذا الانسجام .
استيقظ - مارل - على هذا النحيب مرعوبا فهو لا يعلم من اين اتى .
في علمه بانه يعيش وحيدا و لا وجود لنحيب الاطفال هذا ، و لأن الصوت لم يبدو بعيدا ، فليس من المحتمل ان يكون لأي من جيرانه .
الصوت بدا قريبا ، لقد بدا و كأنه صدى من هذه الغرفة الصغيرة التي ينام فيها الآن .
بالتفكير في هذا ، وقف - مارل - بسرعة و اختبئ خلف السرير ، بحث عن مسدسه ، لكنه لم يجده ! هل اضاعه ؟ بعض من التوتر و الحيرة إجتاحه ، هو تماما يتذكر وضعه فوق الطاولة امام سريره !
و لأنه ليس وقت مناسبا للضياع ، لم يستمر في التفكير بهذا ، ثم أخذ مضرب البايسبول الذي وضعه تحت السرير .
لقد كانت احتياطا دائما ، لاي دخيل قد يشق بنفسه الى شقته
، بالرغم من انه يعلم بأن لا احد سيأتي لسرقته ، فهو لا يملك الكثير على اية حال .
قام بتضييق عينيه بينما ينضر للغرفة .
ضوء القمر ، الذي دخل من النافذة اضاء نصف الغرفة بينما النصف الآخر كان غارقا في الظلام .
نضر بسرعة الى ذلك الجزء المظلم .
بدا و كأنه يرا شيئا ما .
ظل يتحرك بهدوء و سمع بخفوت صوت النحيب قادما منه .
انه ما كان يزعج نومه ، و لكن ما هو ؟
بهدوء اتجه -مارل - نحو المصباح قرب مكتبه في الجانب .
و لكن ، لم يوجد ضوء !!
يبدو بأن الكهرباء قد انقطعت ،
الآن فقط لاحظ بان خارج الغرفة مظلم تماما ، دون ادنى نور ، سوى ضوء القمر الفضي الذي اعطى شعورا باردا .
كان الجو صامتا .
مهلا !! ربما كان طائرا ، فكر -مارل - ، بينما حاول جمع شجاعته و تقدم ببطئ .
هو لم يستطع ان يرى جيدا ، و لكنه لا يبدو بالأمر المخيف ، ذلك الشيء ، صحيح؟
اتخذ موقفا دفاعيا ، بينما يتجه نحوه .
هو مستعد للهرب في اي لحظة لكن و لأن لا مجال للهرب ،
على الفور غير موقفه الى الهجوم .
نعم هو كذلك ، سيهجم اذا ما كان الوضع يستدعي ذلك .
مع تقدمه ، ارتفع صوت النحيب ، كما زادت نبضات قلبه بأطراد .
صوت دقات الساعة الرتيبة ، زادت الوضع توترا .
ببطء ، مد يديه يحاول امساك ذلك الظل ، هو لم يتعرف عليه بعد .
بعدما لمسه شعر بالظل يرتجف و صوت النحيب قد ارتفع اكثر مما كان عليه بالفعل .
بسرعة اخذه بالقرب من الضوء ، و ما وجده ؟
انه فقط طائر ، و على مايبدو انه ببغاء ، يكرر صوتا سمعه من قبل .
و هنا هدء قلبه ، خالجته الراحة و ابتسم بسخافة .
كان خائفا من دون سبب .
لأن - مارل- كان قريبا من الببغاء ، استطاع سماع الصوت الذي يصدره .
كان الأمر شبيها بالنحيب بالفعل ، و لكنه كان يميل الى صوت شحرجة الزجاج و اصطكاك المعدن .
كان صوتا غريبا ،و صعبا للوصف بحق .
و لكنه يشبه ما تم وصفه .
اعجب - مارل - بقدرة الببغاء على تقليد الاصوات ، صوت مثل هذا ،بدا صعبا للتقليد .
نظر الى الببغاء المرتجف امامه ، الذي كان يميل رأسه بسرعة يمكن تتبعها بالعين ، و لكنه حافظ على عينيه صوب - مارل - .
بعينيه الصغيرتين ، المائل لونهما الى اللون الأحمر ، كان بإمكان - مارل - رؤية إنعكاسه بالفعل .
ما ذلك الشيء في خلفه ! شيء ما يتحرك و رائه .
حاول ان يستدير ، و لكن شعر بأن جسمه لم يستطع الدوران .
بدأ العالم يدور من حوله ، ثم ارتطم راسه بالأرض .
شاهد جسده الواقف الذي بدا عملاقا ممسكا بالببغاء ، جسده كان بدون رأس !!
فتحت عيناه في صدمة و خوف ليدرك بأنه سيموت بعد انفصال رأسه ، لكن الأهم كيف حدث ذلك ؟؟ ، و كان ذلك آخر شيء يفعله .
للأسف ليس لديه الوقت ليعرف ذلك ،و لن يعرف أبدا .
طار الببغاء من خلال النافذة متخطيا الزجاج و كأنه وهم ، بينما سقط الجسد ايضا .
من الظلام تردد صوت النحيب ، صوت المضغ ، صوت اختراق اللحم و اللعب بالامعاء ..
كان هناك انسجام بين هذه الاصوات ، كان الجو مسالما ...

نحيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن