تقيل

15 1 1
                                    

يعز عليا اشوفني تقيلة على نفسي، أحس بغبائي، وأكرهني!

الإنسان حاسس إنه هيكره نفسه، بقيت لا بحبني زي الأول ولا بحب طريقة كلامي، بقيت تريقة للقريبين مني بسببها.

- الأستاذة اللي سرحانة في المحاضرة، لو مركزتيش هتطلعي برا.
- ‏حـ..حاضر.

أغلب المدرج ضحكوا على تهتهتي، واو قمة الحُزن، الإنسان مثير للشفقة والله، خلصت المحاضرة وطلعت، كنت ماشية وأنا بعيط، الإنسان فعلاً الفترة دي في أشد لحظات حزنه.

- خدي بالك يا آنسة.
- ‏أ..أنا بعتذر لحضرتك.
- ولا يهمك.

كنت رايحة أقع، لحد ما حد سندني، رجع بص ليا تاني، كنت رايحة أقع تاني لأني دايخة، إتكلم وهو ماشي جنبي:

- تعالي معايا المكتب.
- ‏حـ..حاضر.

ممشيتش كتير، دخل وأنا دخلت بالراحة، في رهبة يعني مش كفاية إني في كل مكان لوحدي ووقت ما أدخل المكتب بتاع الشخص دا أبقى لوحدي، توتري مش هيخليني أعرف أتكلم أنا عارفة نفسي.

جاب علبة عصير وباكو بسكوت وإداهم لي وهو بيقولي:

- إتفضلي، لو مأكلتيهمش هيغمى عليكي.
- ‏ تـ..تمام، شـ.شكراً لحضرتك.
- ‏عفواً، بس كليهم دلوقتي علشان تقدري تقومي.
- ‏سـ.سلام عليكم.

أخدت بعضي وطلعت، عيطت وأنا ماشية، أنا بكرهني وبكره تهتهتي، أنا قليل لما بعرف أتكلم كويس، وكمان قليل لو أتكلمت أصلا، مين يتخيل إن الإنسانة اللي كانت دايمًا بتضحك وبتهزر، وعلى طول بتتكلم توصل للدرجة دي، دا أنا نفسي مش مستوعبة.

- أتفضلي منديل.

أخدت المنديل، ومسحت دموعي، كنت بتشهلق ومش عارفه أخد نفسي، مأخدتش باللي مين اللي مد المنديل، كملت مشي وروحت الكافيتريا، قعدت على ترابيزة بعيدة، قعدت وحطيت إيدي على الترابيزة وأنا مربعاهم وعمالة أبكي.

- طيب بتبكي ليه؟
- ‏أ.أنا مبقتش متحملة كلامهم، لما كنت بتكلم وبضحك وبهزار إتريقوا عليا وعلى طريقة كلامي، وقالوا لي إن طريقة كلامي وحشـ.ـة، عديت كل دا ومأهتميتش وكنت بضحك عادي، قالوا إني معنديش دم علشان مكنتش بعيط, بس أنا فعلاً مكنتش بعرف أعيط، أنا كنت بحب أضحك وأهزار، أنا دلوقتي لساني بقى تقيل، مبقتش بعرف أقعد مع حد ولا أتكلم معاه.

أخدت باللي من كلامي، وه! أنا قولت كلام كتير من غير ما أتلخبط وأتهته، أنا عرفت أطلع ولو جزء بسيط من اللي جوايا.

رفعت عيني لما أخدت باللي تاني بس المرة دي كان في حد قاعد على الترابيزة معايا، هو اللي سألني، ياربي!! واتكلمت؟!

- أنا آسفه إني أزعجت حضرتك معايا، وأنا معرفش مين حضرتك، بعتذر جداً.
- ‏متعتذريش، لما لقيتك بتعيطي إديتك المنديل ، ومشيت علشان  أروح أشرب حاجة بس فضولي خلاني أسألك، أنا اللي المفروض يعتذر.
- ‏ولا يهمك.
- ‏بس كنت حابب أقولك حاجة، متخليش كلام أي شخص أياً كان يأثر عليكِ، التلقائية والضحك والهزار عمرهم ما كانوا حاجة وحشـ.ـة، بالعكس دول حاجة بتميز الشخص، زي ما أنتِ مميزة كدا.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 13, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حواديت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن