قُيود مِن حَرير . 4

217 10 4
                                    

*لا تحتوي علي أية علاقات مُحرمة بتاتاً.
.

أقبلت ليالي الشتاء الباردة ومعها قاربت إمتحانات نالين التي كانت تدرس أياماً متواصلة بلا نوم وبلا راحة ورغم ذلك هي لازالت تعاني بعض الشيء من مادة الرياضيات، تلك المادة المعقدة التي لطالما مقتتها نالِين من بداية السَنة.

إستقامت بخمول وإرهاق لتُعد الغذاء عندما لاحظت الوقت، قبل أن يأتي شقيقها جونغكوك من عملِه، شردت تفكر وهي تُعد الطعام.. كيف ستفتح موضوع مادة الرياضيات معَه،

هو بالطبع سينزعج إن طلبت الذهاب إلي الأكاديمية الخاصة لتقوية المادة..
فهو كما تعتقد نالين.. لايثق بها ولا يعطيها الأمان، ولن تتجرأ لطلب مُدرس خصوصي حَتي؛ لأنها تعلم أنها إذا اقترحت عليه هذا الأمر قد يقتُلها وهي بِمكانها.

تنهدت عندما لم تجد حلاً سوي أن تخبره عندما يأتي وتترك الحَل لَه، فهو بالطبع لن يتركها ضائعة في مادة قد تنهي مُستقبلها ومجموعها الذي سَيُأهلها لدخول الجامعة.

سمعت صوت فتح الباب إلكترونياً فسارعت لوضع آخر طبق علي الطاولة وخلعت مأزر الطبخ عنها وعلقته مكانه، دلف شقيقها المطبخ فرحبت به كما العادة بإبتسامة باهتة متعبة فأكتفي ككُل مرة بالإيماء لَها فحسب.

صعد ليغير ملابس عمله ونالين جلست علي كرسيها بدون
أن تمسّ الطعام بإنتظاره وكُل ما تفكر به.. كيف ستفتحُ الموضوع مَعه وخائفة أن يغضب منها ويلقبها بالمهملة وإن لم تخبره فكيف ستتصرف وتحل الأمر لِنفسها؟!!

قاطع أفكارها بدخوله بعد أن غيّر ملابسه لأخري خاصة بالمنزِل وجلس ليتناول طعامهُ بكل هدوء، من حينٍ لآخر ناليِن كانت تلقي إليه نظراتٍ متوترة لا تعلم كيف ستُباشر وتفتح الموضوع، هو بالفعل لاحظ أمرها وتوترها الواضِح ولكنه لم يُعرها إهتماماً لحين أن ينتهي من تناول طعامه.

•••
Naleen

- أخِي.. ،هُناك شيءٌ أود إخباركَ بِه..

قُلت أول ما طرأ برأسي عندما شاهدته يمسح فمه بالمنديل ويقوم بشرب الماء كآخر شئ لتنظيف فمه من بقايا الطعام، هو أومأ لي بعد أن نظر لِي بهدوء وكتف يداه لِصدره يحثُني علي الإكمَال..

- و..ولكِن هل يمكِننا أن.. نتناقش بِهدوء؟

طلبتُ منه بلطف وهدوء وأنا أمسد أناملي بتوتر أسفل الطاولة ولكن كل شجاعتي التي حاولت إستجماعها شعرتُ بِها تتلاشي عندما نظر لي بحدة بمعني ألا أماطل وأبدأ في صلب الموضوع مباشرة..

- أعانِي قليلاً.. من فِهم بَعض دروس الرياضيات.

لم يخرج حرفاً من فمي بشكل صحيح بسبب نظراته الحادة نحوي، فأخفضت رأسي ألعب بأناملي بتوتر شديد.

- متي ستبدأ إمتِحاناتك؟

شبك أنامله علي الطاولة أمامه يوجه سؤاله لي بعد صمتٍ وجيز، أنا هنا قد شعرتُ حقاً أنني مُجرمة يتم إستجوابها مِن قبل شرطي، ما جعل توتري يزداد، أشعر أن هناك شئ سئ قَادم..

You'll also like

          

- بعد شهرٍ ونِصف من الآن.

أجبتُ بالنهاية تحت توترٍ هائل فرفع حاجبَهُ بِحدة بمعني 'هل أنتِ جادة' ولكنه حافظ علي هدوء ملامِحه وهذا يعني أنه أمتثل لطلبي وسيتناقش بهدوء فارتخت أعصابي قليلاً.

- وأين كُنتِ حتي هذا الوقت؟

رفع صوته قليلاً فأرتعش جسدي ومسحتُ كف يدي المتعرق ببنطالي، يبدو أنني كنت مخطأه بشأنه، أخِي بطبيعته يغضب بسرعة كما أن صبره ينفذ بسرعة.

لم استطع التفوه بشئ فأنا ليس لدي شئ لأقوله بالأساس، إن أخبرته انني كنت خائفة من إخباره سيغضب أكثر ويقول أنني مهملة لا تهتم بِدراستها وقد يحبسني في الغرفة لشهر لحِين أنتهي من مذاكرتها، فأخترتُ السكوت.

- أجيبي ولا تُغضبيني أكثر، أين كُنتِ حتي هذا الوَقت؟

ارتعشت لنبرتهِ التي ارتفعت أكثَر فأخفضت رأسي أضغط بأظافري داخل كف يدي، أشعر بالخوف وليس لدي أي مبرر حتي لأدافِع به عن نفسي!

- ء..آسِفة أخِي، خشِيتُ إخبارك..

- مَا هذا الهُراء بحق السَماء؟ خشيتِ إخباري؟ وماذا عن الآن، لِما قررتِ فتح فَمكِ اللعين الآن؟ ءانتِ مُدركة ما تبقي مِن الوقت؟

إستقام عن كرسيه ضارباً الطاولة بعنف فأهتزت الأطباق التي كانت عليها وبعضها وقع ما تبقي بِه بالفعل، كُنت بحال مزري فقد تساقطت دموعي أثر خوفي وأرتجف جسدي من صوت صراخه الذي تردد كصَدي في أذني.

تقدم صوبي بِخُطاً هائجاً فأنكمشت علي ذاتي بخوف وتساقطت دموعي أكثر، أمسكني من مرفقي بِحدة وأجبرني علي الإستقامة مَعه، سحبني خلفه حتي وصلنا إلي غرفتي، دفعني حيث مكتبي وأمرني بإحضار كتاب الرياضيات.

كنت أبحث عنه بيدٍ مرتجفة فكنت كلما امسك كتاباً ينزلقُ من يدي المتعرقة، وجدته أخيراً ومددتُه له، أمسكه عني ووضعه علي الطاولة بِعنف فأنتفض جسدِي ،فتح الصفحة الأخيرة من الكتاب والتي تحتوي علي فِهرس الكتاب والتي تضم دروس المنهج جميعها.

- حددي الدروس التي لا تفهمينها.

أمسك قلماً من علي المكتب ووضعه علي الصفحة، أمسكته بيدي المرتعشة وحددتُ الدروس التي لا أفقه بها شيء، تقريباً حددت أكثر مِن نصف المنهج..

رفع أخي الكتاب عن المكتب عندما أنتهيت وأطلع عليها بعدها وجّه نظراته الحادة إليّ فأخفضت رأسي بخوف.

- أتعلمين شيء..، أودُ صفعكِ الآن بِشدة ولكِنني أحاول التماسُك أيتها الــ..

تراجع عن شتمي في النهاية يقبض علي يديه بشدة كي يمنع نفسه عن تسديد لكمة شديدة لوجهي، تنفس الصعداء بقوة لِيمنع نفسه عن أذيتي، رمي الكتاب علي المكتب بقوة وغادر الغرفة.

خارت قدماي من الخوف فوقعت علي الأرض أحاول كتم شهقاتي بصعوبة ولكن عندما سمعت صوت إغلاق باب الشقة حررتها وبكيتُ بقوة، انا أعترف أنني قصرت في دروسي وفي حق نفسي وأعترف أيضاً أن أخي لم يُقصر معي في شيء أبداً ،ولكِنني أهملتها ولم ألقي لها بالاً سوي الآن.

قُيودٌ مِن حَرِير.Where stories live. Discover now