.
.
.
.
.بين ليلة و ضحاها اكتشفت انني لا اعرف عن العالم شيئا !
عرفت ان الحقيقة لطالما كانت مختبئة
علمت ان القدر لم يكن يوما بصفي و لم يكن أيّ من ما حصل قراري او تحت سيطرتيفجأة عاد نظري إلى مكان شديد الظلمة
و عندها تذكرت اننّي وسط غابة ، نفس الغابة التي رأيتها للتو ... يبدو أنني استرجعت ذاكرتي
بتت اعرف أين كنت و من أين أتيتنظرت حولي لأجد البقية ممسكين رؤوسهم بقوة ، اذن .. هم أيضا سيتذكرون كلّ شيئ بعد لحظات
مع انقضاء عدّة دقائق عاد الكلّ لحالته الطبيعية ، حالة طبيعية اكثر من كلّ حالاتهم السابقة
تبادل سبعتهم نظرات تحمل الكثير من التعبيرات ، و بها تبادلوا حزنهم حول ما حصل
دهشتهم حول ما أُخفي طول هذه المدة
غضبهم حول الوحوش التي فعلت بهم هذا
و حسرتهم على نسيانهم كلّ ذكرياتهم معاًعندما تحزن ستبكي
و عندما تفرح ستضحك
لكن عندما تعرف فجأة أنّ حياتك لسنوات كانت لا معنى لها فلن تجد ما يعبر عن مشاعركو هكذا دون أيّ فعل يستحق الذكر غير تنديهات متعبة ، هم واصلوا المشي بخطوات ثقيلة
خطوات تحمل معها قلبا مُثقلاً بمشاعر عديدة لا دموعاً قادرة على التخلص منهاو مع طلوع الفجر بدأت نهاية الغابة في الظهور
يقولون ان مع طلوع الفجر تأتي البدايات الجديدة ، أهم بصدد مواجهة سماء حياة أخرى ؟ما هي الأيام التي قد تأتي حيث يجب أن تشرق الشمس مرة أخرى ؟
مع الغابة الوعرة في ظهورهم هم يُحَيون الشمس
و هي تضيء في أعينهم
أهي حياة لازوردية ؟
يسيرون على الخط طويل الأمد الذي يقطع الأرض الشاسعة
لأن العالم نحتهم على هذا الخط
أين ستتوقف آثار أقدامهم؟
ايّ سماء ستنتشر في نهايته ؟
حتى لو لم يكن العالم الذي هم بصدد اكتشافه هو ما أعطي لهم
هم يركضون إلى المجهول ...بإشارات تبادلوها بأعينهم هم انطلقوا الى تلك البداية المجهولة ، لطالما ركضوا نحو المجهول و لم يكن آخره بحسنة في حياتهم ، أستكون كذلك هذه المرة ؟
بدأ عدد الأشجار في الإنخفاض معلنا عن أنّ خطواتهم باتت خارج الغابة
وقفوا لوهلة يتمعنون في المكان الذي تركوه و في الأرض التي وصلوا إليه ...
"أحقا ... حصلنا على الحرية؟"
كان هيسونق أوّل من تكلم منذ دقائق طويلةلقد مررنا بالكثير
نحن نستحق هذا بنهاية المطاف !
هذا ما فكّر به كلّ منهم
"لنذهب"
ردّ جاي بنبرة منخفضة و هو يرسم ابتسامة خفيفة
و مشوا بهدوء نحو عالم جديدخطوة
خطوتان
ثلاث خطوات
أربعة
خمسةثم توقف بعضهم فتبعهم البقية
"لما توقفت؟"
خاطب جيك سونقهون الذي توقف عن الحركة و اصبح ينظر الى قدميه بتمعن"ألا تشعرون و كأن--"
لم يكن ليكمل كلامه إلى أن تمّت مقاطعته: Sunghoon / سونقهون
اضطربت مشاعري و أنا أفكر أنني تركت حياة قديمة خلفي ، تركت عالما بأكمله ورائي و ها أنا أتقدم مرة أخرى نحو المجهول
على الحياة أن تكون عادلة
عادلة ولو قليلا ...أستتركنا نعاني المزيد ؟ فوق كلّ ما مررنا به ؟
لكلّ قصة نهاية ...و نهاية قصتي باتت بعيدة لدرجة ترهق بالي و تنهك روحي
لكن ...
ليست كلّ نهاية سعيدةو لكنني لم أعد اكترث
تعبت لدرجة اني لا القي بالا لواقعهاقد حزنت لسنوات فما هي الكلمة التي تصف الدنيا ان عدت لأحزن في النهاية ؟
فقط القليل من العدل ... القليل منه سيمنع حدوث ذلكو مع خطواتي تغير ملمس الأرض تحت قدماي
كأنه ناعم لدرجة ان قدمك ستنغمس في التربة بخفةكان شعورا غريبا فرُحت اسأل البقية عنه
و قبل أن أنهي سؤالي أحستت انني انخفض و مع ملاحظتي لعلامات الاضطراب على إخواني الستة بات الأمر مرعباكنت أهوي بجسدي فجأة الى الأسفل
و بينما اسقط فتحت عيناي لأعرف انني داخل حفرة كبرها يدل على انها خندق سحيق و عميقألم أكن أتحسس ملمس الأرض تحت أقدامي قبل ثوانٍ ؟
اوه .. يبدو أن الخندق كان مخفي
كما أُخفيت الحقيقة كاملة ...ألا تزال النهاية بعيدة ؟
أم أنّها النهاية بالفعل ...
اذن ، الدنيا ليست عادلةأهذا ما أستحقه ؟ أهذا لأنني بتت وحشا ؟
لم يكن لأي شيئ ان يعادل ما يجول بفكري سوى مجرد ابتسامةابتسامة منكسرة تحمل داخلها حزنا عظيما و ندما و حسرة و إرهاق و عدم رغبة في العيش فقط
و فور شعوري بإحتضان الأرض لجسدي ، أغمضت عيناي بإستسلام
و سمحت لتلك النهاية بـالإقتراب
فبُعدها بات ينهش عظامي و يقترب شيئا فشيئا من قلبي