-اذاً سَيِدَة مَادِي ، أنتِ تَقُولِينَ أنَ المَرأةُ لَهَا الحَقُّ فِي أن تَتَعَلَمَ وَتَعمَلَ تَمَامَاً كَالرَّجُل
-تَماَمَاً ، نَحنُ مُتَسَاوُونَ بالحُقُوقِ وَالوَاجِبَات مَعَكُم
-لَكَنِنَي أَرَى أنَ النِسَاءَ تَتَحَكَمُ بِهِم عَوَاطِفِهُم أكثَر
-أُعَارِضُكَ سَيِد بَارك ، نَحنُ نُحَكِمُ عَقلِنَا أيضاً
- سَأرَى حَولَ ذَلِكَ لَاحِقَاً
وَ ارتَفَعَت زَاويةَ فَمِهِ بابتِسَامَةٍ مُستَفِزَة حَتَى نِهَايَةِ اللِقَاء وبَينَمَا كَانَت تَنهَض ، اصطَدَمَ بِهَا أَحَدُ رِجَالِه لِتَسقُطَ أَرضَاً هِيَ وَأَورَاقُهَا لِيتَقَدَمَ بَعدَهَا يُمَثِلُ صُورَةً نَبَيلَةً أَمَامهَا ، وَتَبَدَلَت مَلَامِحُهُ المَاكِرَةُ إلَى أُخرَى قَلِقَة ، وَقَالَ بِصَوتِهِ الهَادِئ عِندَمَا جَاوَرَهَا
-هَل أنتِ بِخَير ؟
-أجَل
وَأرَادَت النُهُوض لَكِنَهَا سَقَطَت وَأدرَكَ أنَهَا أذَت قَدَمَهَا بِفِعلِ الحِذَاء العَالِي الذِي تَرتّدِيه لِذَا قَالَ بِقَلَقٍ مُصطَنَع
-لَقَد تَأذت قَدَمُك اسمَحِي لِي بالمُسَاعَدَة
وَقَبلَ أن تَرَدُ حَتَى كَانَت تُرفَعُ عَنِ الأرضِ بِوَاسِطَةِ يَديِهِ القَوِيَتَين، وَانطلقَ بِهَا نَحوَ المَركِزِ الصِحِي ، وَهُنَاكَ تَلَقَت عِلاجَهَا .
وَكَانَت تَستَرِقُ النَظَرَاتِ لِشَخصِهِ الهَادِء ، وَكَم أَسَرَهَا أنَهُ لَم يَترُكهَا وَحدَهَا أبَدَاً بَل بَقِيَ إلَى جِوَارِهَا وَيَطمَئِنَ عَلَى حَالِهَا ، وَقَد شرَدَت بِوَجهِهِ تَمَامَاً بَينَمَا كَانَ يُحادِثُ الطَبيبَ عَن حَالِهَا وَلَم تَنتَبِه لِحَدَقَتَيهِ التَانِ التَقَطَتَاهَا وَهِيَ تَتَأمَلُه .
-قَالَ الطَبِيبُ أنَكِ سَتَكُونِينَ بِخَير
-آسِفَةٌ مِمَا حَصَل
-مُجَرَدُ حَوَادِثَ قَد تَحصُل لَيسَ إلا
أنت تقرأ
The Guerillas | الـثُـوَار
Short Storyلايُمكِنُنَا أخطَاءِ المَاضِي، كُلٌ مِنَا جَاءَ بِجُرحٍ عَمِيقٍ لِنَصنَعَ بِهِ المُستَقبَل.