بارت : 11
'
-
'
... ليرجّع النسر الجارح ل محلّه و استمرّ هذا الحال معُه مع كُل حيواناتُه الليي يتراسُون القسم هذا كُله " فهّد .، دُب..، نسور جارحَة..نمرِ ،..كل الحيوانات المفترسه الليي تخطر ب عقل انسان موجودة عندُه اساساً اختصاصُه الاول هو الحيوانات المفترسة و من بعدها يندرجون تحتُه باقيي الحيوانات ..اخَذ جهازُه الجوّال من جيبُه ب ذات الوقت الليي ثبّت طائرُه المفضل و الملوّن " الببغَاء " على معصمُه
كان يتفقدّ اي اتصال من " ضامِيي " او امِير " ك عادتهم ب كل صبح و مساء يتصلُون عليه و يشتكُون من عدم ردّه و يتشرهون عليه ب قولُهم " ايه احنّا ماترد علينا .، و لو انه جدي مهنّا كان من الرنه الاول تشيل الجوال .." و فعلاً شاف مكالمتين من "ضامِيي.."
و رسالة من أميِر كان محتواها " جدّك مهنّا مدري وش بلاه اليُوم ..وكاد ان وراه شيء مضايقُه ..." تغيرّت ملامحُه وتعكر صفوَها ل شيء اشبه بالاستغراب الممزوج ب التوتُر ل يتصلّ على ضامِيي رفَع جوالُه ل مسامعه ينتظر ردُه وهو يخرُج مع ببغاءه من القسِم حتى يقدر يسمع الا انه مالقى اي ردّ من ضامِييحاوَل يهدىء نفسه و فعلاً نجَح ف ضامِي راح يجيّه الليلَه و ان ما جاه اكيد راح يرمي عليه ب اتصال محمُول و بعدها راح يعرِف مضمون الرساله الليي ارسلها امير ...
قصرّ الجد مهنّا ...
غُرفَة بالدُور السفلّييي ...
كان ب كُل مره من يحاول يستعيد ب ذاكرتُه مواقِف ل عمتُه " رحمَه " غير الحزّن المخيّم على صدرَها وملامحها مايلقى اي شيء غيرُه ...ماعدا رتُوش فرَح بسيطه و كم ضحكة و ابتسامة ..اوقاتها الباقيَة كلها مغلفّه بالحزن الليّل ماتنام الا اواخرُه و مخدتّها الناعمَة تشهّد على كُل دمعَه حزينه او بمعنى ادّق سيول من الدموع تذرفها كُل ليلَة ... احترقّت وجنتَها من شدة الدمُوع ل حزنّها المرّ على " بناتَها " ...بناتَها الليي
اخذهُم منها زوجَها من اكثر من عشر سنيِن وولا عاد شافتُهم وولا شافُوها ... كانت غير طايقه العيش عندُه و تختار الموّت وولا انها تظلّ معُه و وقتها خيرّها بينه و بين بناتَها ...و هي اختارت الطلاّق لانها عارفه وموقنه اشدّ اليقين ب ان بناتها ماراح يتحملون فراقها و زوجها عديم مسؤوليه و راح يشكلّون حِمل ثقيل عليه ف مايكون عنده خيار الا انه يرجعهم ل امهم و هي وقتها تكون هي المنتصرَه بطلاقها منه و بوجُود بناتها
عندّها لكن مرّت سنه وراها السنَه و بكل مره تقول اليوم راح يجون .اليوم راح يجيبُهم الا ان مالهم اي اثَر لا لزوجها وولا لبناتّها ... كانت تعرف انها هي المُلامه والغلط كله غلطّها
____
بارت : 12
'
-
'
هي اللي استغنت عنهم برضاها هي الليي رمتهم على ابوهم البغيّض الفضّ عديم المسؤوليه و الرحمة ... وماكانت تقدر تقول ل احد من اخوانها لان كان عندها شبه يقين ان راح ينفتّح هالباب الكبير و راح يبانون
بعده بناتَها الثنتِين ويرجعون لحضنها من جدّ و جديِد حتى ان موقع غرفتّها بالدور السفلي مقابل باب الدخُول ...ل هواجيسها ب ان ان جو بناتها راح تشوفهم واول وحده راح تشوفُهم ...و انتظرت حيل انتظرَت وماكانت تقدر تطلّب من احد من اخوانها و ابوها مهنّا لانه الحق كله عليها هي تركتهم برضاها واساساً كانت تتوقع انهم ماراح يوقفون معها لان الغلط غلطها و هي وافقت برضاها و ابو البنات ما اخذ البنات غصب عنّها لجل يوقفون معها ...دام هي قررت ف تتحمل مسؤولية قرارها ...غير كذا هي ماكانت توضح ل اي احَد شوقها القاتِل و لهفتها الداميّة ووجع روحها وغصَّة قلبها على بناتَها الوحيد الليي يدرِي ابن اخوّها المتوفِيي هذا الجالس بجانبّها و يدُه بيدّها يشد عليها ب كل مافيه
و كأنه يحاول يرسل لها اشعاعات قوّة و تماسُك من داخله ل داخِلها ... كان الدمع مغرّق وجهها و كُل صبح
تستفتِح نورُه باقار بكاء حارقه تورّمت روحها منّه ...
كان صعب و حِيل عليه ب انُه يشوف مقام الأُم ب هالشكل و بهالضيِق و عمتُه الليي مقامها بالنسبه له تعدّى كأن الليل كله اظلم على صدرَها ... كان صعب عليِه وتتفجرّ نيران الضيق داخلُه من يشو فها منغمسه ب حزنها اللي زاد و حِيل ب الفتره الاخيرَة لأن قبل كانت تكابِر و كانَت تخفيه عن كُل اللي حولها وهو الوحيد اللي كشف حرقتّها ووجعّها و عرِف سببُه ...و
كانت تحمِد الله في سرّها ب انُه هو الليي كشَف حزنّها المميّت هذَا وولا احَد غيرُه خاصة انها راح تتصاعد روحها من فرّط الكُتمان لازم تشارِك حزننا ل احد ومافيِه افضلّ من " ضامِيي " ل حمِل هالسرّ و لمشاركتُه