الجزء الثالث 3

65 4 0
                                    

عدت الى البيت قبيل المغيب وأنا عازمت النية على أن أخبر أمي لعلها تخبرني أنه ليس أخي وأرتاح من التفكير فقد ضاعت طاقتي وجهدي حتي في يوم أجازتي بسبب أخي،مهلا! هل قلت توا لأخي! بلى أنا أقولها وقد أوهمت عقلي بأن هناك شخص آخر يماثلي روحاً ومكانةً إلا أنه ليس معي ولم أعرفه إلا صباحاً.

أوقفت السيارة أمام المنزل وترجلت إلى البوابة الرئيسية نظرت من خلالها إلى البيت وسألته بأمل شديد:-

مريم(هل تعرفه؟!)

أجابني البيت بإجابة يعرفها الجميع وهي الصمت،ذخلت ووجدت أمي وأبي متواجدان في المنزل، ألقيت السلام وتوجهت عالياً إلى غرفتي.

ظللت أفكر حتى الليل في شخص يساعدني في معضلتي، بقيت أفكر لاكن بحذر وعلمت بعد يقين تام أن أمي وأبي لا يريدان مني معرفته،ولو لم يكن ذلك صواباً لكان من سميته أخي موجوداً معنا.

فجأة فتحت عيناي على متسعهما كأنيي عرفت الشخص المناسب الذي لن يتردد هنيهة فى إخباري، إنها جدتي والدة والدي فهى تعزني وتحبني بدرجة كبيرة ولن ترفض ذلك اطلاقاً، إرتديت ملابسي وتوجهت نحو الباب بدون وعى مني وكأن ما أراه في طريقي هي جدتي، أوقفتي أمي قائلة بخوف:-

كميلة (مريم! وين ماشية؟!)

أحمد(اللي تبيه توا أجليه غدوة توا ليل)

مريم (لا بس نبي نشوف جداي مشفتهاش ليا هلبا)

كميلة (راقدة جداك متعقعدش لتوا)
أحمد(خليها غدوة الصبح نمشوا أني وياك توا ليل)

مريم«وقد لمعت فكرة في ذهني»(أوكي خلاص نوضني بس)

إتجهت إلى غرفتي وأنا علمت أنهما لن يسمحا لي بالخروج،فأنا لم أدرك ما كنت أفعله،قمت بروتيني الليلي وتوجهت نحو السرير وألتقطت الورقة التي كتبت فيها سابقاً أسئلتي وما أجهله عن أخي، قلبتها وكتبت بها مرادي وإستيقضت متمنية أن يزورني أخي للسلام في منامي.

إستيقضت على صوت أمي وهي توقضني للذهاب مع أبي لجدتي، إدعيت المرض وأنني لا أقوي على الحراك وأنني لن أستطيع زيارتها، أخبرت أبي وذهب كلاهما بدوني، نهضت وأنا انتظر عودتهما بفارغ الصبر وكأن كل دقيقة تمر ساعة، وفي تلك الأثناء أتصلت بي منية لتخبرني أنهن وجدن عجوزاً متوفاة مطلقة تمتلك إبناً واحداً يدعى يوسف وهوا يقطن بمكان ليس بعيد عنا ،أغلقت الخط وأنا متحمسة للغاية،هل يمكن أن أري أخي اليوم!.

عاد والداي قبل الظهيرة كنت بكامل تجهزي لزيارتها وقلت بحزن مدعي:-

مريم(جيتو! كنت بنمشيلكم توا)

أحمد (قاعدة مريضة)

مريم «ولم أشعر بشي أبداً مسبقاً» (لا)

كميلة (متعطليش بري وتعالي بتجينا خالتك بش تلحقي علاها)

مـرادي مـراداً(رواية ليبية) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن