What about me and you together?.
------هَذا الضَوء السّاطِع، يمنَعُنِي مِن الرّؤيَة..
إنّهُ يتَلاشَى تَدريجِيًا؛ لِيُبيّن تِلكَ الحَديقَة الخَضراء.
والصوتُ المَألوفُ الرَقيقُ لتِلكَ المَرأة وهِي تُغنّي، مُجددًا.
نفسَ الأغنِيّة المُعتَادَة..
" لو هَذا الشَارع، لو كانَ هَذا الشَارع مُلكًا لِي..
سوفَ أُعيدُ بِنائَهُ، سوفَ أُمهّد طَريقَهُ..
سأمَهِدهُ بِحجارَاتٍ لامِعةٍ صَغيرَة..
سأفعَل ذَلك حتّى تَسيرينَ فوقهُ بِسهولَة يا حبيبَتي.
في هَذا الشَارع، في هَذا الشَارع توجَد غابَة،
واسمُ هذهِ الغابَة، اسمَها العُزلَة. "
الصَوتُ بَعيدٌ نَوعًا مَا.
كُلمَا حَاولتُ أن أتبَعهُ، يَتلاشَى كُل شَيءٍ مُجددًا حينَ أبلُغ نفسَ النُقطة مِن تِلكَ الأغنِيَة السَخيفَة.
وأستَيقِظ.حُلمٌ سَخيف..
يُطارِدُني مُنذُ كنتُ طِفلَة.تنهّدتُ بِقلّة حِيلَة، تَارِكةً سَريرِي ذو الأغطِيَة الدَافِئة سامِحةً لقدمَايَ أن تَلمِس تلكَ الأرضِيّة البارِدة.
بدأتُ القِيام بِروتِيني المُعتَاد، فدخلتُ لآخُذ حمّامًا دافِئًا لأخرُج بعدَ نصفِ ساعَةٍ تَقريبًا.
جففتُ شَعري الأشقَر القَصير أمامَ المِرآةِ ثمّ ذهبتُ لأرتَدي هذا الرِداء المَدرسي الذِي طَغى عليهِ اللونُ الأزرَق المُكوّن مِن قميصٍ أبيَض وتَنّورَة قَصيرَة زَرقاء اللونِ مَع سُترةٍ زَرقاء صوفِيّة كما التنّورَة نظرًا لبُرودَة الجَو، ثم صففتُ شَعري وخرجتُ مِن غُرفتِي." صباحُ الخَير، أبِي "
قلتُ حينَ رأيتُ أبِي يخرُج مِن غُرفتهُ مُرتَديًا بِذلتهُ السَوداء." صباحُ الخَير، إيليَانا
أنا ذاهِبٌ للعمَل الآن.
أتحتاجِينَ شيئًا قبلَ ذَهابِي؟ "
قالَ أبِي فنفيتُ شاكِرةً إيّاه.
فهروَلَ خارِجًا مِن المَنزِل، يَبدُو مُستعجّلًا.والآنَ، أنا وَحدِي في المَنزِل بعدَ رَحيل أبِي.
في الحقيقَة، لقَد انفصلَ والِدايَ حينَ كنتُ صَغيرَة..
لا أذكُر أي شيءٍ مِن تلكَ الحادِثَة، لكِن أبِي قالَ أنّ أمِي تَركتنِي في وصَايَتهِ ومِن ثمّ رحَلت دونَ رَجعَة، يَبدو مُريعًا التَفكير في الأمر..
لكِنّي لا أهتَمّ في الواقِع.
لدَيّ أشيَاءٌ أُخرَى لأقلَق بِشأنِها،
كأحلامِي مَثلًا؟.أطمحُ لأن أكونَ راقِصَة بالِيه مَشهورَة يومًا مَا.
في الواقِع، منذُ صِغري كنتُ أتدَرب على الرَقص وأبرعُ فيهِ.
ولكِن مَع دخولِي للثانَويّة، قَد منَعنِي أبِي أن أُستَمرّ في الرَقص،
إنّهُ يقولُ أنّ الرَقص عَديمُ الفائِدة، وأنّهُ كانَ يُدللنِي، ويَدعنِي أرقُص مُسبقًا؛ لِكونِي مَازلتُ صَغيرَة.
وأنّ هُناكَ ماهوَ أهمّ مِن الرَقص، ولكِن صراحةً..
رغمَ مُرور الوقتِ على هَذا، إلا أنّ شَغفي وطموحِي للبَاليه لازَال كما هُو.
YOU ARE READING
3 | Melody and a Dance
Romance- ماذَا تقصِد؟.. = لَم أعُد طِفلًا كمَا عهدتِني، البَشر ينسُون. تلكَ هي طبيعَتهُم التِي لَن تتغَير، وأنتِ قَد نسيتِ مِثلهُم كذلِك. هذا أمرٌ طبيعِي، فأنتِ بَشر أيضًا.. لا تَقلقِي، هذا لم يعُد يُشكّل فارِقًا كبيرًا في حياتِي بالفِعل. ١ يَنايِر ٢٠٢٤