||confusion||

233 18 35
                                    


ركل تشان الباب عدة مرات مُحاوِلًا فتحه ولكن دون جدوى فعلى الأرجح أن هُناك أحدهم خلفه.
"أيُّها اللعين!"، صرخ بها بغضب.

وفي هذه الشقة الصغيرة التي تملأُها أجواء الظلام، كان تشان يشعُر بحضور أشخاص يمكنون في الظلال، كانت أصوات الخطوات الهادئة تعلو في الهواء.

التفت يُضيء بهاتفه ليواجه ثلاثُة رجال ملثمين.
"من أنتم بحق الجحيم؟"، سأل تشان بفضول.
ولكن لم يجب أحدهم عليه، ولم يتحرك تشان ولكن عينيه لامست كل زاوية من الغُرفة مُحاوِلًا فهم الوضع.
بينما كانوا يتحركون في اتجاهه، بدأ الآخر يستعد لمواجهة الخطر.

وفي الهواء المليء بالتوتر، اندلعت الفوضى.
بدأت اللكمات والركلات تتبادل بسُرعة، وكانت الظلمة تشهد على رقصة مُفزعة بين الرجل الوحيد والثلاثة المُلثمين وكل شخص يُحاول السيطرة على الوضع المُتفاقم.
كانت مهارات تشان بالقتال تبرز، حيثُ كان يتحرك بسُرعة فائقة ويُحاول تجنب ضربات الخصم.

وفي أحد اللحظات الفاصلة، أسند تشان ظهره إلى النافذة حيثُ لمح فرصة للهروب.
بينما حاول أحد الرجال الملثمين توجيه لكمة قوية، قفز تشان برشاقة على جانبي الغرفة و أمسك بحافة النافذة.
كانت عضلات يديه تعملُ بجد لِمُحاولة الاحتفاظ بتوازنه.
وفي هذا الوقت الحاسم، سارع الثلاثة الملثمين لمُهاجمته بينما كان يتدلى من مبنى الشقة، نجح تشان من تفادي ضرباتهم بحذق، كان الألم الذي شعر به في كُلِّ جزء من جسده لا يُضاهى، لكن الإصرار على البقاء على قيد الحياة دفعه للمواصلة.
وبقوة هائلة ومع الألم الحارِق، استمر في الإمساك بكامل قواه بالشرفة، تتراكض نبضات قلبه بسرعة هائلة، وكُل عضلة في جسده تتألم.
ومع ذلك، بينما كان يتأرجح في الهواء، تمكن من دفع جسده ليمسك بشُرفة الشقة الجانبية.
استمر بالمحاولة بالنزول رُغم الألم الشديد الذي يشعُر به، وفي تحرك جريء، قفز لتُلامس قدميه الأرض بقوة، وكأنه يعود إلى الواقع من كابوسه!

سار مُسرِعًا إلى سيّارته وهو لايزال يتألم ولكنه يُحاول الصمود بقدر المُستطاع.

قاد سيّارته إلى المقر ووجهه وجسده مليء بالكدمات والدماء.
دخل المقر مُسرعًا يتوجه إلى قسم التحليل الجنائيّ.
لمحهُ سنقتشول الذي استقبله قائلًا بقلق:
"يا صاح، ما الذي حدث معك؟؟؟!"
أمسك الآخر بيده يومئ له ليطمئنه:
"أنا بخير"، ثُمّ سار مُتقدِمًا نحو جينو
"ما هي نتائج التحليل؟.."، قالها بنبرة يُحاول تخبئة ألمه.

"كيم لارا، سكرتيرة السيد كانغ دوهي"، أجاب بها جينو متكتف الأيدي.
ثُمّ أضاف:
"بديهيًا، يبدو أن السيد كانغ دوهي أراد الانتقام من الآنسة مينا، لذا تعاون مع سكرتيرته بما أنه مُحتجز في السجن"
اومأ تشان مُؤيّدًا، ثُمّ قال يبحث عن هاتفه في لباسه:
"علينا استدعاء ونوو، فمعه لقطات كاميرا كانت متواجدة في الشقة"
قطّب جبينه باستغراب:
"أين وضعتُ هاتفي"
تناقلت أنظار من حوله إليه والذي بدأت ذراعه بالنزيف بشكلٍ كثيف خلف لِباسه.
"ما الذي يحدث، دينو؟؟"، سأل سنقتشول بقلق.
"هل هاجمك أحدهم؟؟"، قالها جينو.
"علينا الاتصال بالإسعاف! فعلى ماهو واضح أن غُرز جرحك فُتِحَت!"، قالها أحد الرؤساء الموجودين بينما قام فريقه باستدعاء طارئ للاسعاف.
"ولكن علينا جمع الدلائل جميـ-"، قالها تشان ولكن قاطعه سنقتشول بقوله:
"كُفّ عن التحدث بشأن العمل! صحتُك أهم!"

...

نُقِلَ تشان إلى المشفى لِتتم مُعالجته.
وبعدما أنهو من إعادة خياطة جرحه، وتعقيم جروحه الجديدة وتغطيتها، وتصوير أشعة لعضامه للتأكُد من وجود إي إصابة أُخرى قد تكون في عضامه، دخل ونوو وخلفه مينا ذات الأعيُن القلقة.
كان تشان يجلسُ على السرير تتدلى قدميه خارجًا بينما جينو يجلسُ على الكُرسيّ أمامه وخلفه يقف سنقتشول يتحدثون بشأن ماحدث معه هُناك.
"هل أنت بخير؟؟"، سألت مينا بقلق واضح عليها بينما عينيها تتجول لِمَن هُم في الغُرفة.
ومع سماع صوتها، ازداد خفقان قلب تشان، كم أحبَّ هذا الشعور الذي يدُور في معدته وما يحدُث لقلبه إثر سماع صوتها أو رؤية وجهُهَا.
التفت إليها فيسأل:
"ما الذي أتى بكِ إلى هُنا؟؟"
"اتصلتُ بالسيّد ونوو، لأنك لم تُرسِل شيئًا كما وعدت، لذا قلقتُ......عليك"، قالت كلمتها الأخيرة وهي تنظُر لمن حولها بإحراج.

أشار سنقتشول للرجُلين بالمُغادرة وهو يقول:
"سنذهب لتفحص نتيجة تصوير الأشعة"
..
وقفت مينا أمامه تتأمل وجهه المليء بالكدمات، دمعت عينيها بينما ترفع يدها تتلمس وجهه بِكُلِّ لُطف:
"أنا حقًا آسفة لجعلك تواجه كُلّ هذا بسببي"
ابتسم يميلُ وجهه باتجاه كفّها قائلًا:
"أنا سأفعل الكثير لكِ..لا تتأسفي، فأنا من وعدتُ بهذا"
"توقف عن فعل هذا لنفسك!"، تذمرت بها بين بُكاءها.
ضحك الآخر بخفة:
"كم هذا لطيف"
مسحت الأُخرى خديها بظهر يديها:
"هل تراهُ مضحِكًا؟؟!"
ثُمّ جلست على الكُرسي أمامه بوجه عابس.

"أعتذر..لجعلكِ تشعُرين بقلق"، قالها بعد صمته الطويل إثر تأمله لوجهها.
ثُمّ أضاف:
"هذه طبيعة عملي، مينا.. عليّ المُجازفة-"، قاطعته بغضبٍ طفيف:
"ليس عليك المُجازفة في كُلِّ مرة! وإن أردت ذلك فعليك توفير الحماية اللازمة معك! حياتك ليست عبارة عن لعبة ستتم إعادتها عندما يحدُث شيئًا سيئًا لك!"
"ووه ووه! اهدأي..سأبذل جُهدي في المرات القادمة، لا تقلقِ"، قالها مُشيرًا بيديه بأن تهدأ وضحكته لاتزال على محياه، ثُمّ أدّعى بالتألُم فتقف الأُخرى بهلع:
"هل أنت بخير؟ ما الذي يؤلِمُك؟ هل أستدعي لك الطبيب؟-"، قاطعها مُمسِكًا بخصرِها يُقربها منه، يهمس لها بابتسامة جانبية رُسِمَت على طرف شفته:
"قبّليني وسأشعرُ بتحسُن"
تبادلت الأخرى أنظارها بين عيناه، وقد اجتاح شعور التردد قلبُها بينما تصبّغت وجنتيها بسُرعة.

ابتعدت عنه تُعدّل شعرها المسدول بينما تنقُل أنظارها لِهُنا وهُناك تتجنب رؤيته:
"كُفّ عنك هذه التصرفات الطفولية، لن أفعل"
.
.
.

يُتبع..
————————————————

شُكرًا لقراءتكم💞

|| wait ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن