الفصل الثانى

204 11 0
                                    

.
.
كريمة:- تعالى يا أحمد بسرعه جدك مااات

أحمد:- مش وقت هزارك يا ماما أنا فى الشغل ومش فاضى

كريمه ببكاء :- يا بنى و الله ما بهزر تعالى عشان تلحق الدفنه

أحمد بتوتر:- ﺣ..... حاضر يا أمى انا جاى

_ ليخبر صديقه ليحل محله و يغادر سريعا متخبط فى كل ما يواجهه غير مصدق بما تم إخباره به فكان منذ يومين يحدثه و يمزح معه غير أنه قد مر عليه هذا الصباح و اطمئن عليه أيغادر هكذا دون أن يراه مجددا؟!  شعر فى تلك اللحظه بقلبه يتمزق من الالم
لم يكن له مجرد جد بل كان أب وصديق كان ملجأه الوحيد و سره شعر بالوحده الشديده فى تلك اللحظه،  ها قد مرت نصف ساعه حتى وصل للحى الذى يقنط فيه، وجد جمع من الناس أمام منزل جده و صوت صياح النساء المعهود وقت العزاء و كل من يراه يعزيه فى وفاة جده و هو كل ذلك مازال لم يستعب أى شئ مما حدث كأنه ما زال فى حلم حلم سئ جداً.

_إنتهى العزاء و مرت ثلاثة أيام منذ وفاة جده و هو مازال لابساً فى غرفته بحزن شديد ليفيق من تلك الدوامه على صوت هاتفه الذى كان يعلن عن إتصال من صديقه المقرب "يوسف"

يوسف:- أزيك يا أحمد عامل إيه؟!

أحمد:- الحمدلله يا يوسف انت آيه أخبارك؟

يوسف:- الحمد لله،  انت لسه فى أوضتك مطلعتش؟!  يا بنى حرام عليك الى بتعمله ده كلنا لها و بعدين أنت زعلان أنه راح يقابل ربنا دا أنت عيل غيور اوى

أحمد:- مش وقتك يا يوسف دلوقتى خالص

يوسف:- انت بتتعصب عليا؟!  طب و الله لو ما جتلى دلوقتى لاجى عند بيتك و افضحك انك استلفت منى 100جنيه و مرجعتهاش و انت عارفنى مجنون و اعملها

أحمد:- بقولك مش وقتك يا.........

يوسف مقاطعاً :- بقا كدا؟ طب انا جاى يا تجهز الفلوس يا تجهز للخناق بقا

أحمد بملل:- خلاص اقفل انا جايلك يا يوسف

يوسف براحه:- طب تعالى مستنيك مع السلامه

أحمد:- سلام يا صاحبى

_القى هاتفه على فراشه و توجه الى خزانة الملابس اخرج منها الجاكت الجلد المفضل لديه ثم التقط هاتفه مرة أخرى و غادر المنزل بعد إخبار والدية بمغادرته مرت ساعه الإ ربع حتى وصل أمام منزل رفيقه و سلم كلاً منهما على الآخر و رحلا معاً يجولان هنا و هناك حتى خف الألم عن صدره قليلا و شعر بالإرتياح و أستمرا هكذا حتى أوشكت الساعة على الوصول لمنتصف الليل

أحمد:- تسلم يا يوسف على وقفتك جمبى مش هنسهالك عمرى

يوسف:- عيب يا جدع متقولش كدا هو صاحب اى كلام ولا إيه دا أنا vip

أحمد بإبتسامه:-طب براحه علينا عشان احنا غلابه و مش حمل ال vip خااالص

يوسف ممازحاً :- متقلقش كلهم ثناء الإ أنت أستثناء

_ليضحكا كلاهما على تلك الجملة غير المعهوده وأستمر فى المزاح حتى أقتربا من محطة توقف الباص الذى يستقله "أحمد"

أحمد:- طب يلا بقا عشان ألحق الأقى مواصلات و اروح ولا عايزهم يقولوا عليا بروح فى أنصاص الليالى و دايره على حل شعرى يرضيكى يختى؟!

يوسف متقمص الشخصيه:-هااا يمصيبتى!!  لا يختشى ازاااى يلا بسرعه يا بت عشان تلحقى الأوتوبيس

_ليضحكا كلاهما مجدداً على تصرفاتهم الحمقاء حتى وصلا إلى محطة توقف الأتوبيس و سلما على بعضهما البعض و غادر يوسف و ظل أحمد وحيدا منتظراً اى وسيلة تقله إلى منزله ليجلس متنهداً على المقعد يلعب بهاتفه قليلاً و حين نظر إلى الساعة وجدها دقت ال12:00 و فى نفس اللحظه آتى أتوبيس ذو تصميم قديم جدا و لكن مع ذلك حالته جديده لم يهتم لشكله و صعد دون إكتراث و نظر حوله لم يجد أحد به حتى محصل الأجرة غير موجود لم يهتم كذلك و أتجه نحو الكنبة الأخيرة و خلع الجاكت الذى يرتديه ثم نام عليها وقبل أن يكمل ما يريده وجد الباص قد توقف وصعد إليه صديقه "يوسف" وهو يلتقط أنفاسه بصعوبه ليكمل الباص رحلته

أحمد متعجباً:- بتعمل إيه هنا يا يوسف؟

يوسف:- طب أصبر أخد نفسى يا جدع

_ثم أخرج قلاده لم يتبينها"أحمد" فى البدايه ولكن عندما ألتقتها من رفيقه تعرف عليها هى نفسها القلاده التى أعطاه جده إياها ليعاود إرتدائها وعاد مجدداً إلى المقعد الأخير وتمدد عليه و أعاد وضع الجاكت على وجه ثم حدث رفيقه بصوت ناعس

_وأنت هتروح إزاى دلوقت؟

_لم يلقى رداً من رفيقه ولكن شعر به وهو يبعد قدمه الممده من على الأريكه ويجلس هو بإرتياح وتنهد

يوسف ساخراً :- عادى بقا أهلى مش هيقولوا عليا قليلة الأدب وبرجع فى نص الليالى

_ليبتسم الآخر بسخرية ثم إرتدى الهاند فرى وغط فى نوماً عميق على صوت الشيخ المنشاوى وكان صديقه كذلك هو الآخر

_ بعد تقريباً عشر دقائق توقف صوت القرآن الذى كان يسمعه و سمع بعدها أصوات عديدة لم يهتم بدايةً ظناً منه ان الاتوبيس استقله آخرون ليكمل نومه لكن صديقه لم يكن كذلك ظل يحرك به بقوة حتى فاق لينظر تجاه الركاب بعدم تصديق ليسمع أحدهم يقول

- " سعيدة "

باقى الركاب:- سعيدة مبارك.

يوسف و أحمد معاً:- دا أهنا ليلتنا فل بإذن الله

#وصية_جدى
#تقى_أحمد

 وصية جدى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن