"الملك المفقود:رحلة عبر الازمان"

الجزء العاشر

        بعد بحث دام لايام قررت مي لين ان تفاجئ لي جيان عله ينسى حنينه لزمنه قليلا لذالك تجهز كلاهما و انطلقا بالسيارة كان جيان يحس بالفضول الشديد لتجربة قيلدة السيلرة"لين"هتف بإسمها فإستدارت نحوه ثم عادت للنظر للطريق من جديد"نعم"مطمط شفاهه بتردد ثم نبس"اسمحي لي بقيادة السيارة"علت ضحكات مي لين فقطب لي جيان حاجبيه بإستغراب "هل تريد قتلنا " رفع حاجبيه بصدمة"لماذا لماذا تقودينها بينما انتي فتاة و انا لا يمكنني يبدو انكي نسيتي من اكون انا الملك لي جيان لقد قدت في حياتي السابقة اشرس الاحصنة و اغلى الجمال " حاولت ان تكتم ظحكتها لاكنها فلتت منها بدون ارادة "لي جيان قيادة السيارة ليست كالجمل او الحصان انها معقدة يجب عليك تعلمها و الحصول على رخصة اذا تم القبض عليك بينما تقود بدون رخصة ستدفع غرامة " نظر بإستغراب و عدم رضا"ادفع غرامة لمجرد قيادتي لهذه الدابة "نظر نحو الخارج فلمح انه ابتعد عن صخب المدينة و يتجه في طريق رملي "اين نذهب " تسائل بفضول"اخبرتك انها مفاجئة و ان عرفت ما هي فلن تكون كذالك" تنهد بضيق "لا احب المفاجئات" رفعت حاجبها بتحدي"ربما تغير رأيك بعدها" رفع كتفه بعدم اهتمام"ربما "اوقفت السيارة بمكان ما ثم نزلت راكضة نحوه "اغلق عيونك"كان سيعترض الا انه تنهد منفذا ما طلبته اخذا يسيران معا في ذالك الطريق الرملي بينما تقوده لين بحذر الى ان توقفت "تستطيع النظر الان" فتح عيونه ببطئ الا انه تجمد لما يراه أخذ يقترب بشرود تحت ضوء النهار حيث تتراقص أشعة الشمس و حرارتها على أطلال ما كان يومًا قصرًا عظيمًا، تمسك مي لين بيد الملك لي جيان، مرشدة إياه عبر الزمن إلى ماضيه العريق.
"ها هو قصرك، يا مولاي،" تقول مي لين بصوت يحمل نبرة الحنين، وهي تشير إلى الأعمدة المتهالكة والجدران التي اكتست بالطحالب.
يقف الملك لي جيان صامتًا، يتأمل الأنقاض التي كانت يومًا مسرحًا لأمجاده. يتخيل القاعات التي امتلأت بضحكات الأطفال وهمسات الحكماء، والحدائق التي زينتها أروع الأزهار وأندرها.فإنفلتت من بين شفتيه تنهيدة طويلة و متحسرة
"كل حجر هنا يحكي قصة،" يقول الملك بصوت مبحوح، وهو يتحسس النقوش الباهتة على الحجارة. "هنا كان عرشي وهناك كانت النافورة التي تغنى بها الشعراء."كان يتحدث و يشير للانقاض بينما يقودها داخل القصر الذي بات موقعا اثرا الان
تنظر مي لين إلى الملك، ترى في عينيه انعكاسًا للماضي الذي لا يزال يعيش في قلبه. "لقد كان مكانًا رائعًا،" تقول بإعجاب محاولة مواساته"وأنت، يا مولاي، ستظل دائمًا ملكًا في قلوب الناس."
ومع ارتفاع الشمس في السماء، يترك الملك لي جيان الأطلال خلفه، مدركًا أن الزمن قد يمحو الجدران، لكن الذكريات والإرث الذي تركه لشعبه سيبقى خالدًا إلى الأبد.
يجلسان بشرود على اطلال قصره حيث يشاهدان إنخفاض الشمس ببطء خلف الأفق، وتلون السماء بألوان زاهية من البرتقالي والأحمر والوردي. تتحول السحب إلى لوحات فنية متغيرة تنظر نحوه حيث يلوح الحزن و الاسى بين تقاسيم وجهه فتقرر اخيرا بعد صراع حاد بين عقلها و قلبها التخلي عن انانيتها"لدي ما اخبرك به"نظر نحوها بصمت فمدت يدها لجيبها مخرجة هاتفها تمده نحوه قطب حاجبيه مستغرباثم اخذ يقرأ ما هو مكتوب هناك بعد مدة وسع عيونه بصدمة"هذا الشيئ يحكي عني "اومئت له "اظنني وجدت طريقة لاعادتك لحياتك و عالمك" انزل الهاتف ناظرا نحو الافق و الذي بات مظلما الان "انا ممتن " كانت شاردة بتقاسيمه الحادة الجذابة "علينا ايجاد الساعة " تنهد بقليل من الحزن رغم سعادته بالعودة لعالمه و حياته الا ان هناك حزنا دفينا لا يعلم مصدره ربما لقرب موعد فراقهما "لنفعلها اذا" تحدث دون النظر اليها
     بعد صمت دام لمدة نطق الملك بتسائل "اذا هل لديكي اي فكرة عن مكان تواجدها من اين سنبدأ البحث " بعد صمت قليل اردفت "بحثت كثيرا الا انه لم يكن هناك اي مصدر يخبرنا مكانها الا مصدر واحد ذكر ذالك ولا اعرف ان كان صحيحا حقا " قطب حاجبيه بدون فهم "رغم اني لم افهم اغلب مصطلحاتك الا انني فهمت ان احدا ما اخبركي عن مكانها ولا تعرفين ان كان يقول الحقيقة "ابتسمت بدفئ "تقريبا كذالك"اومئ بالايجاب "اين"نظرت نحوه"في متحف في بريطانيا عثرت على عنوان المتحف بالفعل لاكننا نواجه بعض المشاكل "تهلهلت اساريره الا انه عبس نهاية حديثها "ما معنى متحف و ايضا ما هي هذه المشاكل "زفرت مطولا ثم اجابت "المتحف هو حيث يتم حفظ الاشياء الثمينة و القديمة جدا المشكلة الاولى ان المتحف لن يسمح لنا بأخذها و الثاني انها ببلد اخر و علينا الذهاب بالطائرة و انت لا تمتلك جواز سفر " تنهد بملل "هناك للعديد من الاسئلة التي تراودني الا انني اشعر بالتعب و لا اريد ان نتناقش بها  الان فمثلا ما معنة طائرة و ما هو جواز السفر هذا و لما لن يسمح لنا متحف بأخذ الساعة اطلبي منه استعارتها او امنحيه بعض القطع النقدية و سيرضى او دعيني اكلمه ربما يرضخ لي "ظحكت مي لين عاليا لما لا نأجل الاجابة اذا و لنعد للمنزل و ننال قسطا من الراحة و اعدك اني سأجيب على اسئلتك و نبدأ رحلة إعادتك لموطنك مجددا "اومئ لها "بالفعل فأنا متعب بشدة "نهض اولا و مد يده لمساعدتها و انطلقا مجددا نحو شقتها
في صباح اليوم التالي شرحت مي لين للملك جيان كل ما يخص السفر و المتحف "اذا لنحصل لي على جواز سفر " قال ببساطة فتنهدت مي لين بأسى "الموضوع ليس بتلك السهولة هناك العديد من الاجراءات للحصول عليه اولا لا تمتلك شهادة ميلاد ولا بطاقة تعريف و اوراق ثبوتية و اقامة و غيرها و اذا اعتمدنا على الطرق القانونية فسننتظر لاعوام و لا اظنها طريقة فعالة بالنهاية " مط شفتيه بحزن"الا توجد طريقة اخرى " تململت بتردد "هناك طريقة غير قانونية سأحاول " اجرت مي لين بعض الاتصالات للحصول على جواز سفر مزيف و اتصلت بعدة اصدقاء تمكنو من إيصالها لشخص ما يستطيع مساعدتها اخيرا حصلت على الرقم و تواصلت مع الشخص المطلوب " مرحبا"كان الصوت خشنا و حادا جعلها تتوترت حتى من الحديث معه عن بعد "اوصلني اليك كالفين نحن بحاجة للمساعدة " بعد صمت دام لثواني اتاها الرد" بماذا يمكنني مساعدتكي " ابتسمت بأمل "احتاج لجواز سفر مزيف " صمت الاخر مجددا ثم قال" سأجهز من اجلكي جواز سفر بمعلومات مزيفة و يبدو حقيقيا تماما تعالي الى ...... مساءا على الساعة السابعة لالتقاط صور و توقيع من الشخص المطلوب و سيتم الامر بسلاسة لاكنكي بحاجة لمبلغ كبير مقابل جميلي " تهلهلت اسارير وجهها بسعادة "اطمئن و أطلب المبلغ الذي تريد " اتفقا معا على كل شيئ و انطلقت رفقة الملك جيان في الوقت المحدد التقط بعض الصور من اجل الجواز اخذ الرجل احدى الصور و منحها اليقية "سيجهز غدا سنلتقي بنفس المكان التاسعة صباحا استلمي جوازكي و ادفعي ثمنه و بعدها لا انتي قابلتني ولا انا قابلتك لا تعرفينني اتفقنا " اومئت له "كن مطمئنا " في طريق العودة سلمت مي لين للي جيان الصور فأمسكهم الا انه شهق برعب"كيف كيف حصل هذا كيف انا هنا ما هي التعويذة ابتي ألقاها الرجل ليحبسني هنا " نظرت نحوه مي لين مطمئنة"اطمئن لي جيان انت لست محبوسا انها مجرد صورة كما لو ان رساما محترفا يستخدم الوانا جيدة و يقوم برسمك الامر شبيه بذالك "نظر الملك للصور مطولا قاطبا حاجبه "لماذا رسمني ذالك الرجل بهذا الشكل " لم يكن يبدو لي جيان راضيا بنفسه في الصورة فقد كان ينظر بغيض فضحكت لين بقوة "لا بأس جيان فلا احد في العالم يرضى بصورته"