اشرقت شمس الصباح معلنة عن بداية يوم جديد كذلك بالنسبة لذلك الصغير الذي يفرك عيناه مستعدا للاستيقاظ.
فتح عيناه فلم يجد مينقيو بجانبه ثم سمع صوت ارتطام الكأس بالطاولة فعلم أنه قد استيقظ باكرا كالعادة فقال : " صباح الخير " همهم الآخر دون أن يجيبه قلب ونوو عيناه و قال : " الا تستطيع حتى قول صباح الخير ، يالك من مغرور ! تشهه !" فرفع مينقيو رأسة عن اللاب توب و قال بنبرة دبت الرعب في داخل الأصغر :" يبدو أن لسانك قد ازداد طوله ! هل نحتاج إلى قصه ؟ " فإبتسم له ونوو ابتسامة صفراء مبهمة قائلاً : " م..ما خطبك ا..أنا امزح فقط " أنهى كلامه ثم راح يجري و وقف أمامه مباشرة و فترك الآخر ما بين يديه صابا جل تركيزه على ماسيقوله القابل له : " اريد ان اذهب معك الى الشركة اليوم لا ايد البقاء في في المنزل ارجوك اسمح لي "
فرد الآخر مباشرة بنبرة خالية من أي مشاعر :" لا لن تذهب الى اي مكان هذا خطير عليك ، ستبقى في المنزل " ، تحولت ملامح الآخر من الحماس الى الحزن فقال : "ارجوك ، ارجوك لن يحدث شيء فقط دعني أخرج ، ها انت أيضا معي سابقى هادئاً ، اعدك "
.
.
.
.
.
ههما الان في طريقهما الشركة بعدا إلحاح لم ينتهي من ونوو
.
.
.
كان مينقيو منشغلا بتوقيع بعض الملفات مرتديا تلك النظارات الطبية التي زادته جمالا ، بينما كان ونوو يلعب بالهاتف تارة و يتجول في أنحاء المكتب الكبير الذي يقع في الطابق العشرين حيث يطل على شوارع سيول المكتضةكان الصمت يعم المكان ، فكل منهما مشغول أحدهم بالعمل و الآخر باللهو ، قطعه صوت طرقات الباب ، فاستقام من مكانه و ذهب نحو الجانب الآخر من المكتب حيث هناك صالون و بار صغير و جلس هناك بينما اذن الكبير للطارق بالدخول
دخلت امرأة ذات قوام مثالي ، تترنخ بمشيتها بذلك الكعب العالي قائلة : "مرحبا ايها السيد الوسيم كيف الحال "
تعجب الأصغر من جرأة هذه المرأة بينما مينقيو فقد مد يده مصافحا إياها غير مبديا أي ردة فعل لأنه معتادا على تصرفاتها الوقحة لكنها ابنة شريك والده بينهم صفقات لذلك هو مجبور على العمل معها ، التفت هي إلى ونوو و قالت : من هذا الطفل الصغير ؟ و ما علاقتك به ؟؟
غضب ونوو من سخريتها منه و قال : انا لست صغير أيتها ال.....
قاطع جملته نظرات مينقيو الحادة إليه ثم قوله : يمكنك الجلوس آنسة سانا ، ثم إنكي هنا للعمل ليس للتدخل في ما يخصني او من انا على علاقة به
جلست الآنسة و حمحمت بخجل قائلة : بالطبع
شرع الاثنان في العمل بينما كان ونوو لا يزال يفكر بكلمات مينقيو التي أثارت الفراشات ببطنه .
بعد دقائق قال : ماذا تشربين آنسة سانا ؟
إجابته بميوعة : قهوة من فضلك
رفع مينقيو سماعة الهاتف لكن يبدو أن السكرتيرة ليست بالمكتب ، فإستغل ونوو الفرصة و قال : سأذهب لتحضيرها !!
اومأ له مينقيو لكنه لم يكن مرتاحا للفكرة فقد شعر أن ونوو يفكر في شيء ما ، و حين فتح الباب للخروج قالت هي : بدون سكر يا صغير
لقد تعمدت قول ذلك لاستفزازه و الذي التفت لها بدوره و وكانت ابتسامة خبيثة تعلو وجهه : طبعا
كان كل هذا تحت انضار مينقيو الذي تأكد للتو أن شيئا ما سيحدث
.
.
كان ونوو يحضر القهوة بينما يفكر في شيء للانتقام، قفز فجأة قائلا : وجدتهابعد قليل دخل ونوو و في يده القهوة و فجأة تعثر فإنكبت على ملابسها ، طبعا كان كل ذلك مخططا من قبله ، فصرخت متألمة : يا الاهي أنها ساخنة !! انا اسفة سيدي سأعود في وقت لاحق حيث لا يوجد هذا المجنون
وجهت كلامها إلى مينقيو الذي استقام من مكانه و همت بالخروج مسرعة من شدة الاحراج الذي تعرضت إليه
أما مينقيو فصرخ في وجه ونوو : مالذي تحاول فعله ؟ هل انت طفل ؟ ماذا ان احترقت و حدث لها شيئا ؟؟! ، فأجابه الصغير منزعجا : هل انت قلق بشأنها و هي من كانت تزعجني منذ أن جاءت ، ثم أنني لم افعل هذا عن قصد !!
- توقف عن الكذب ، كان ذلك واضحا كوضوح الشمس ، وانا لست قلقا لكن لا اريد التورط مع أمثالها هل تفهم ايها الغبي ، توقف عن التصرف بطفولية
انزل ونوو رأسه بحزن وقال : حسنا ، انا اسف لم اقصد التصرف بسوء
أنهى كلامه و عاد إلى حيث الأريكة و استلقى عليها أما الاكبر فاستغرب تقلبات مزاج الآخر أنه احيانا هادئ و أخرى طفل شقي
.
.
.
.
بعد ساعات من العمل ، قرر مينقيو العودة إلى المنزل حين شعر أن الوقت متأخر ، توجه إلى ونوو فوجده غارقا في النوم بطريقة لامسة لأعماقه ، حاول ايقاظه لكنه كان يتعرق و يهلوس ، أنه يحضى بكابوس كالعادة ثم فتح عينيه بقوة فوجد مينقيو أمامه فارتمى في حضنه مطلقا العنان لدموعه بالنزول ، فبادله مينقيو العناق مربتا عل ضهره بحنان
.
.
و صلا إلى المنزل و غيرا ثيابهما و غطا في النوم
أنت تقرأ
نور الضلام- بين الضلام و الأمل
Romance"لن تعلم كم تعذبت لاجدك أو حتى لوجود ما يدلني اليك" "انا ايضا لم انساك ليوم في حياتي لكن لم أكن أملك الوسيلة للبحث عنك ، كل ما بوسعي هو الصلاة ليجمع القدر بيننا "