{ _*1734*_ }
Part 13
أجلس بالإدارة منذ ربع ساعة على ما أظن، لقد أخبرت ميرا و سوبين أن يذهبا..فقد أتيا ليتفقداني عندما تأخرت..فوجداني أطبخ كليهما بالمرحاض..
أخبرتهما أنني سأتورط ببعض المشاكل..لقد ألحا على أن يظلا معي و يمداني بالمساعدة، لكنني فقط رفضت.
تلك الغبيتان تجلسان بالمقابل لي و أصوات نواحهما يزعجني. لما يبكيان لهذه الدرجة؟
أنا فقط قمت بتشويه وجهيهما بأظافري و تمزيق لباسهما و تهميش خصلات شعرهما..ليس بالشيء الكثير..وددت للقيام بشيء أسوأ.
أعلم أنني كنت متعطشة لشجار كهذا كون مزاجي كان سيئا.. و أعلم أنني تخيلت إحدهما فيوليت و الأخرى جونغكوك.
أعلم أنني بالغت في ضربهما..لكن ما من مشكلة.. نحن نعيش حياة واحدة، أليس كذلك؟
زفرت بملل..
المدير يحدق بي بصدمة منذ مدة و تارة بالفتيات، أعلم أنه مدهوش كليا بما سببته لهما..
هو إتصل بجونغكوك كي يأتي..
و هذا لا يريحني البتة..
أنا لا أريد منه أن يأتي..و بذِكر ذاك المتعفن إذا ظلت فيوليت بالمنزل الذي أستأجِره فأقسِم أنني سأجمع أغراضي و أغادر.
تنهدت بملل و عدت لأفكر بما كنت أفكر به قبل سويعات بالحصص..دورتي الشهرية اللعينة قد تأخرت لستة أيام..لقد مرت ٢٨ يوما بالفعل..
هل عادت مجددا لألعابها الخفية؟ حيث تخسر تنظيمها..أعلم انها تريد مفاجئتي و أنا أرتدي لونا فاتحا...
هذه عادتها..رفعت نظري فجأة نحو من دلف باب الإدارة..
لأنصدم..!
لقد ظننت أن جونغكوك هو من سيأتي..لكن..
إنه تايهيونغ.دلف الإدارة بوجه بهدوء، نظر لي ببرود ثم للفتتان... ثم للمدير..
إقترب و جلس جانب مكتب المدير يضع قدما على قدم، حتى قال :
"جونغكوك لديه عمل، لذلك أرسلني بدلا عنه. ما الذي يحصل؟"
تحدث مع المدير بشكل مباشرة و أشار لهما و لي.."لقد تعرضا للإعتداء من طرف الأنسة سيلفاتور"
تايهيونغ شبك حاجبيه يحدق بي مردفا :"إعتداء؟"
أنا نفيت بكل هدوء..
"لم يكن كذلك بل لقنتهما درسا"
المدير زفر بغضب.."لما ستلقنيهما درسا؟ ما الذي فعلاه كي يستحقا كل هذا؟؟"
"لأنهما الفتاتان اللتان نشرا تلك الأقاويل.. لقد سمعتهما يتحدثان بالمرحاض.. كما أنهما كانا يزعجانني منذ مدة!"
المدير بدى مصدوما نوعا ما..
لكنه قال،
"ولما لم تخبرِني .. لَما إضطررت للإتصال بولي أمرك"لامني المدير و انا رفعت كتفاي بلا إهتمام..
لم أخبره لأنني توقعت مجيء جونغكوك رغم عدم رغبتي في مجيئه..و أردته أن يراهما..
تايهيونغ بدى كأنه لا يعلم ما يجري، لكنه لم يهتم و قد قال بضجر،
"الأهم الأن ما الإجراءات التي يستوجب علينا القيام بها؟"
سأل تاي بهدوء المدير و الذي ليزال يحدق بالفتاتان بصدمة..
"رغم عذر الأنسة لورين.. إلا أن ذلك لن يشفع لها..ستُسلب منها بعض النقاط، و يمكنها الرحيل الأن.. نأسف لإزعاجك سيدي.."
حدق بهما بحنق... ثم بي.. وأنا رفعت حاجبي.
هذا ما في الأمر؟
لن يتم توقيفي؟لم يعجبني هذا.
أردت أن ندخل في مشاكل أكبر، لأن مزاجي متعطش لهذا.خرجنا أنا و تايهيونغ من الادارة..حمدا لله أنني أخبرت ميرا بذهاب..هو وقف قرب سيارته و إلتفت يحدق بي..
"إصعدي"
ببرود أشار لسيارته.. و أنا ركبتها بهدوء.
شغل المحرك ثم إنطلق في طريقه..
لم أتحدث و لن أتحدث..
لا أملك شيئا لقوله خاصة لهذا الرجل..إستغربت نوعا ما لأن الطريق الذي يقود بها ليست مألوفة، إنها ليست طريق المنزل..
"أريد أن نتحدث سنذهب لمقهى بالجوار... أ لديك إعتراض؟"
قال كأنما استمع لأفكاري.هززت رأسي أنفي بعد صمتٍ، وبدأ التوتر يتملكني..
ما الذي سيحدثني عنه..انا حقا لست مستعدة لأي شيء. و بالطبع لن نتحدث سوى عن جونغكوك...
جلسنا بالطاولة القريبة من النافذة المطلة على الشارع..
"تريدين شيئا؟"
هو سأل عن طلبي و انا نفيت..لكنه أشار لنادل و طلب منه وكوب قهوة..
نظر لي و نظرت له..ثم تحدث :"إنتظرت إتصالكِ.. إلى أن فقدت الأمل.."
رمشت بالطاولة.. و قلت، "لقد حذف رقمكَ من هاتفي.."
"ليس عذراً... عندما نبتغي شيءً، لا نصنع له أعذاراً بل نحاول"صمت ينظر لي.. ثم أضاف، "و إستسلامكِ لذاك العذر.. يدل على أنكِ بالأصل لم تودي الإتصال بي؟"
حملقت به بحذر.. فقال مجدداً :
"أولا أريدك أن تثقي بي لأنني لن أؤذيك، لذلك توقفي عن التحديق بي كأنني مجرم أو ما شابه.."
أنهى حديثه تزامنا مع وضع النادل لكأس قهوته على الطاولة..إرتشف منها قليلا ثم باشر بالحديث مجددا :
"أنسة لورين، لو لم أرى أن هذا سيشكل خطراً عليكِ لما حدثتك بذاك الشكل منذ أسبوعين"
"أنا حقا لا أعلم ما الذي تريد إخباري به بالضبط"
قلت بنبرة منزعجة فأضمر يحدق بي بهدوء، إتكئ على الكرسي خلفه و طوق ذراعيه فوق صدره."أنا أدرك كليا أن جونغكوك يملك الكثير من النساء المحاطات به، و الكثير الكثير ممن مر بعلاقات جنسية معهن، لكن هل تعلمين لما لم أتدخل يوما بهذا؟ لما لم أذهب لإحداهن و أخبرها أن تطلعني إذ أرادت الفرار منه؟"
كنت أتصنت لحديثه و نبضات قلبي تتسارع...
"لماذا؟"
سألت أحاول التظاهر بالبرود، و هو أخذ قهوته يرتشف منها مجددا."لأنهن يذهبن معه محض إرادتهن التامة.. أما أنتِ و بحسب تخميني المتواضع فأنتِ لست معه بإرادتك صحيح؟
لقد أتيتِ قبل شهر لتبلغي عن حالة تحرش ثم خرجتِ من المركز بوجه غاضب و تبعكِ جونغكوك بعد دقائق يحمل حقيبتك. رأيت كل شيء.."