قبل سنتين كانت سانا تدرس في جامعة الفنون و المسرح كانت تلك سنتها الاخيرة , و قد انظم طالب جديد في جامعة من اصل اجنبي , كان يدعى كريس كان ذو اصل ايطالي , سماره خفيف و عيناه كانهم نطفة عسل و شعره كلون البحر في ليالي الحالكة , ذو غمازات , كانت كل فتيات جامعة واقعات به و يتمنون فقط ان يكلمهم , لكن كريس كان ذو طبع صعب , و على رغم جاذبيته لم تكن سانا مهتمة لامره , كان لها مجرد معتوه احمق مغرور , كانت سانا فتاة عادية كسابق الفتياة لكنها ميزت بشخصيتها لطيفة و الودية , لم تكن جميلة لحد خارق , لكن ملامحها كانت ذات طبعي عربي اكثر من اسيوي
في يوم كانت سانا عند مكتبة الجامعة تقتني بعض الكتب الا ان اوقفها كريس في طريق
كريس"انت من نفس فصلي اليس كذلك "
سانا بنبرة منزعجة " اجل نحن كذلك "
كريس بنبرة هادئة و عيناه تناظر عيناها الواسعتين " اذا انا كريس و ما اسمك يا جميلة "
ابعدته سانا من طريقها و واصلت بحثها عن كتاب التي توجهت للمكتبة له , تجهلت تتبعه لها و اكملت طريقها , ظل يتبعها الى اخر نقطة في مكتبة , سئمت تتبعه لها لذا خططت ان تجعله ىيستسلم , اخدت كتابا عشوائيا و جلست على الارض تقرؤه , و من حظها امسكت كتاب عن فن النحت , النحت بنسبة لها جحيم اسود جلست تتظاهر انها تقرا , فجلس جنبها ,
كريس و هو يناظر مضمون الكتاب " لم اعلم انك مهتمة بنحت "
لم تجبه سانا و ظلت تناظر تلك صور الغريبة و تناظر الاصفح بملل
شاهد كريس عدم فهمها لمضمون الكتاب فامسكه بذلا عنها
كريس " امي نحاتة دعيني اشرح لك ما يتضمنه هذا الكتاب "
سانا" لا شكرا لست مهتمة حقا"
استقامت و بدت مغادرة المكتبة تاركة له , استدارت ورائها و لم تجده يتبعها , تنهدت بفرح , و بدت تتمشى بسعادة تامة , من حظها اقفلت المكتبة عليهم هم الاثنان , حاولت فتح الباب لكنه مغلق , لم يكن يهمها ان تحبس في مكتبة , فهي معتادة ان تبيت في مكتبة كونها دودة كتب , لكن حبسها هي و ذاك المعتوه يجعلها تفقد صوابها , تراجعت للخلف , و انطلقت مسرعة محاولة ان تكسر الباب , لكنها نجحت في كسر , عظامها و ليس الباب , كسرت يدها اليمنى , ثم وقعت ارضا باكية , سمع الاخر انينها فتوجه لها , رفها عن الارض و وضعها على الكراسي , مزق قيصه , و عصم على يدها , ثم فتح حقيبته و اخرج زجاجة مياه , فسكب القليل لكي يغسل وجهها من الدموع ,نزع معطفها و غطاها به , ادركت لاحقا انها ستبات تلك ليلة مع ذاك الفتى , جلس ذاك الفتى جنبها , ثم اخرج بعض اكل ايطالي من حقيبته , نداها لتاكل معه لكنها رفضت
كريس " توقفي عن العناد و تناولي "
ادارت راسها كاجابة لا , نهض و جلس جنبها و اخد يطعمها بيده , بعدها شعرت الاخرى بمشاعر اتجاهه لكنها و حاولت اخفائها ,
كريس " هل لي بسؤال ؟"
سانا "تفضل "
كريس"لما تكرهينني"
سانا بصوت يغلبه حس من صوت طفولي"لانك السبب في كسر يدي اليمنى "
كريس"اذا اذ كنت كذلك دعيني اعتن بك طوال هذه فترة حتى تشفى يدك "
حاولت سانا رفض عرضه لكنه كان مصر , نامت الفتاة على الكراسي و الاخر عل الارض , و في صباح فتح باب المكتبة ثم خرجا , جر الاخر الاخرى و اخدها الى كافيتيريا و طلب لها فطورا و جلس يطعمها بيده , بدت اعين فتيات تراقبها فحسب , و كادت الغيرة تقتلهم , ظل لمدة شهر كامل و هو فقط يعتني بها و يمضي الوقت معها , يشتري لها هدايا باهضة الثمن , ياخدها الى مطاعمة راقية , يشتري لها الكتب , كانت فتاة تمضي معه كل الوقت , و بالتالي اهملت دراستها ,الفت وجوده , بعدها وقعت بحبه , مرة شهرين على يوم المكتبة ثم بدئت مواعدتهم , و في نهاية السنة طلب كريس من سانا ان تتخلى عن حلمها ان تصبح ممثلة , كونه غيور و يريدها له وحده , كانت فتاة تحبه بصدق , و لا تريد ان تخسره , و بالتالي تخلت عن حلمها و رفض كل الوكالات و المخرجين , و ياليتها لم تفعل , بعد اسبوع من تخليها عن حلمها و دعس فرصة تحقيق احلامها , لكن كريس , اكمله مسيرته , و اصبح ممثل , بعد شهر من عمله في فلم رومنسي مع احدى الممثلات التي كانت ذات اصل ايطالي , بعدا كريس تغير اتجاه سانا , و فيما بعد تخلى عن تلك الفتاة التي احبته بصدق , و تركها بقلب مكسور و بحلم محطم ,
سانا بصوت تخالطه الدموع" لماذا تتركني يا كريس؟"
كريس بصوت غير مبالي " سانا لم يعد لك مكان في حياتي لقد وجدتن حبي الحقيقيو الان فلتاخدي اغراضك و تغادري لا اريد ان اراكي مجددا و احذرك ان لا تمسي قمرتي , انت تعلمي ما قد افعله بمن يمس جوهرتي "
جمعت الاخرى كل حاجياتها و غادرت , عندها لم تجد لا صديق و لا حنين يقف معها , و عملت في محلات و في تنظيف , ما كان عليها ان تثق بالحب , و ما كان عليها ان تامل بالحب ,
"لا تامل بالحب كثيرا كي لا تعود بالخيبات "
