لعبة الماريونت -1-

2.2K 131 16
                                    


ذكرياتي عبارة عن فلم أشاهده في السينيما بينما أبكي والإبتسامة تعلو وجهي

_________________⁦☆⁩________________

كنت أمسك بالمقود بيد واحدة بينما كنت أضغط على شاشة هاتفي باليد الأخرى ... الطريق السريع أمامي طويل ، لكنني كنت مضطرة لتقسيم تركيزي بينه وبين هاتفي ... بذلتي الرسمية السوداء ملتصقة بجسدي ، والكعب العالي يضفي صلابة على خطواتي حتى وأنا جالسة خلف عجلة القيادة ... و شعري منسدل بحرية؛ لا وقت لتقييده هذا الصباح

ضغطت بضع مرات على الشاشة قبل أن أضع الهاتف في الحامل الملتصق بلوحة القيادة ... بدأ صوت الرنين يملأ السيارة، وبمجرد فتح الخط ، تحدثت مباشرة

"ألو؟"

جاء صوت لوسي من الطرف الآخر، واضحًا ولكنه مزيج من الحذر والانشغال:

"مرحبًا كارن ... هل وصلتي؟"

أجبتها بسرعة بينما عيني لا تفارقان الطريق:

"لا، لكنني سأصل قريبًا ... حاولي تعطيل الاجتماع لبضع دقائق إضافية."

أغلقت المكالمة وعيني إلتقطت زحام السيارات الذي ظهر أمامي فجأة ... شعرت بالغضب يتصاعد داخلي ... فضربت المقود بقبضتي

"يا لَهذا الحظ السيئ! التحاليل اللعينة أخذت وقتًا أكثر مما توقعت، والآن هذا الزحام يزيد الطين بلة."

أخذت نفسًا عميقًا فلا يجب علي إغضاب نفسي لأتفه الأسباب ... بقيت أنظر يمينًا ويسارًا بحثًا عن أي مخرج من هذا المأزق .... رفعت هاتفي مرة أخرى، نظرت إلى الساعة بسرعة قبل أن ألقي به على الكرسي بجانبي و أصابعي بدأت تطرق على المقود بعصبية.

بعد دقائق طويلة .. بدأ الزحام يخف تدريجيًا ... شعرت بشيء من الإرتياح وضغطت على دواسة الوقود ، متجهة بأقصى سرعة نحو وسط المدينة

ربع ساعة لاحقًا ...

أوقفت السيارة أمام المبنى الزجاجي الشاهق لشركتي ... أمسكت بملف الأوراق ونزلت بسرعة، خطواتي متناغمة والكعب العالي يضرب الأرض بصوت حازم ... عندما دخلت المصعد ، إستغليت اللحظات لتعديل هندامي ، متأكدة من أن كل شيء في مكانه

وصلت إلى الطابق المطلوب ، وبمجرد فتح الباب، إستعدت للحظة الدخول ... أخذت نفسًا عميقًا، ثم دفعت الباب بخفة

رؤوس الجميع إلتفتت نحوي بمجرد دخولي ، ولوسي زفرت بوضوح، وكأنها تخلصت من عبء ثقيل برؤيتي ... لو تأخرت دقيقة واحدة أخرى ، لكانت فوضى عظيمة قد حدثت

"أعتذر على تأخري ، لقد واجهت الكثير من المشاكل اليوم."

قلت الجملة بابتسامة مصطنعة ، لكن نظراتي الحادة كانت تمسح الوجوه أمامي ... تقدمت بخطى واثقة نحو مقعدي الخاص ... القاعة كانت واسعة ، جدرانها رمادية ، عدا الجدار الزجاجي الذي كشف عن منظر بانورامي لمدينة روما ... الطاولة السوداء الضخمة التي تتوسط القاعة كانت مرتبة بشكل دائري ، وكان مقعدي في مركز الإهتمام ، وخلفي شاشة العرض الكبيرة.

𝐋𝐎𝐕𝐄 𝐒𝐈𝐍حيث تعيش القصص. اكتشف الآن