![]()
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
▪︎ الثامنَ منْ أكتوبرَ _ عامَ ألفينِ وثمانيةِ عشرَ ميلادي _ الثامنةَ مساءً .أصابع يدهِ تتحركُ حولَ محيطِ خصرها ، يحركها بحريةٍ كما لوْ أنهُ يعزفُ على قيثارةٍ عتيقةٍ . يدهُ الأخرى تشابكُ خاصتها ليبتعدَ عنها قليلاً يرى كيفَ يتمايلُ جسدها على أنغامِ الموسيقى ، شددتْ نحوهُ ليدورَ حولَ نفسهِ وهيَ بينَ يداهُ .
يراقصها وسطَ حفلِ الشواءِ الذي أقامتهُ جدتهُ بعودةِ أخيهِ منْ مركزِ الإطفاءِ ، رجلٌ عادَ بعدما ذهبَ لستةِ أشهرِ منْ أجلِ التدريبِ وهذهِ أولُ إجازةٍ لهُ .
كاريسْ للمرةِ الثانيةِ لمْ تجدْ فرصةٌ للرفضِ أمامَ إصرارِ الجدةِ وداخليا هيَ في الأصلِ لمْ تكنْ تبحثُ عنْ عذرٍ للرفضِ ، هيَ فرصةٌ لتشبعِ ناظريها منْ حبيبِ أذاها قديما .
مازلتَ تحبهُ ، شعلةُ قلبها تحرقها للغايةِ وتلسعُ جروحها إنَ لمْ تشبعْ منْ عسلِ عيناهُ .
" ما سببَ رغبتكَ في الرقصِ معي ؟ "
سألتهُ بعفويةِ ونبرةِ هادئةٍ دونَ أنْ تبعدَ أعينها البحريةَ التي تسببَ أمواج هائجةً بداخلهِ .
ابعدْ يدهُ وانتهتْ جولتهُ على خصرها ، مدُ الأخرى لتدورَ حولَ نفسها أمامهُ ، منْ بينِ الراقصينَ والثنائياتِ كانَ كلُ شيءٍ أسودَ وأبيضٍ عداهمْ .
ترقصَ بفستانها القاني ، وخصلاتُ شعرها الشقراءَ تداعبُ الهواءَ بحركاتهِ المتغنجهْ .
منْ بينِ جميعِ النساءِ في حفلةِ الشواءِ التي في الحديقْ الخلفيةَ للمنزلِ المتواضعِ أخذها هيَ لتراقصهُ في هذهِ الليلةَ الدافئةَ .
اختنقَ بسؤالها ولمْ يعلمْ ما أجابتهُ ، كلُ ما فعلهُ هوَ أنهُ تحركٌ وشدها نحوهُ إلى دائرةِ الرقصِ الممتلئةِ بجيرانِ وأصدقاءُ الجدةِ .
" أنثى بغايةِ الجمالِ جالسهُ بعيدا دونَ حركةِ تُذكر
لذا ؛ سحبتها إلى لكيْ تشعرَ بحركةِ روحها معَ
الموسيقى "حملها منْ بينِ ذراعيها ليدورَ بها في الهواءِ منْ بينِ الراقصينَ ، شهقتْ بتفاجئْ منْ فعلتهِ وأجفانها أغُدقتْ ببضعِ دميعاتْ منْ كلامهِ .
يتغزلَ بها غيرَ عالمِ بأنها أنثى حساسةٌ تخجلُ وأذنيها تحمرّ بسخونةٍ ، تبدي ابتسامةً رقيقةً تقصفُ نبضَ قلبهِ دونَ توقعَ .
طرقتْ أقدامها الأرضَ لتبتعدَ عنهُ بخطواتٍ بطيئةٍ مترددةٍ أصبحتْ أسرعَ تدريجيا لتستدير ويدها تغطي ثغرها ، ربما هيَ تمسكُ بضعِ كلماتٍ سامةٍ لا تريدُ خروجها ، كلماتٌ تؤثرُ على لحظةٍ جميلةٍ ستحفرُ بداخلِ ذكرياتنا .
هيَ سعيدةٌ أجلِ وكيانها يتفرقعْ خجلاً ، لكنَ . . . كلماتهُ كانتْ مثلٌ الملحِ على جروحها النازفةِ القديمةِ .
تركتهُ يقفُ بينَ الراقصينَ يحدقُ بابتعادها عنهُ مثلٍ المرةِ الأولى دونَ القيامُ بشيءٍ ، يدسَ يدهُ بداخلِ جيبِ بنطالهِ وأعينهِ رقتْ تظهرُ انكسارهُ .
![](https://img.wattpad.com/cover/369363848-288-k214326.jpg)
أنت تقرأ
زهرَة الأقْحوان ✔️
Romance" عندما فُتِحت أبوابُ النعيمِ أمامي وجدتُ أزهار الاقحوانِ بينَ يداي " | الفصول قصيره |